ــ
اعتقال
معارض خطير
د.هشـام
الشـامي
أعلنت منظمة حقوقية
سورية ؛ أن زوار الليل
الإرهابيين قد اعتقلوا عند فجر
هذا اليوم معارضاً خطراً على
النظام في دمشق العاصمة .
وفي التفاصيل : أن
فروع الأمن و التي يتجاوز عددها
الخمسة عشر في العاصمة وحدها
كانت قد تسابقت جميعاً و كمنت
لهذا المعارض تحت جنح الظلام
خارج بيته في انتظار إلقاء
القبض عليه و هو خارج منه صباحاً
، و لكن فرع فلسطين سيء الصيت
سارع إلى اقتحام المنزل و الناس
نيام ليكون له سبق هذا الصيد
السمين ، و استطاع القبض عليه
نائماً في سريره داخل غرفة نومه
، و ساقه إلى قبو الفرع بملابس
نومه بعد أن رفضت عناصر
المخابرات طلب المعارض انتظاره
حتى يبدل ملابسه ؛ كما تمت
مصادرة هاتفه المحمول عندما
حاول استخدامه للاتصال ، و تم
أيضاً فصل أسلاك الهواتف
الثابتة عن منزل المعارض الكبير
، و ذكرت زوجة المعتقل أن عناصر
المخابرات قد غافلوهما داخل
غرفة النوم ؛ و اقتحموا عليهما
الغرفة بعد أن كسروا بابها و
صرخوا بهما و شتموهما بأقبح
الشتائم و أشنع الألفاظ و
عاملوا زوجها بطريقة غير
إنسانية ؛ و سحبوه بشكل مهين –
لا يليق بمكانته المحترمة ولا
بمركزه الرفيع - بعد أن وضعوا
يديه خلف ظهره و شدوهما
بالأغلال ؛ و وضعوا عصابة سوداء
على عينيه ، و لم يأبهوا لبكاء
زوجي و استغاثاته و لا لتوسلاتي
و صرخات أطفالي الصغار ؛ كما قام
أحد العناصر بضربي بعقب الرشاش
الذي يحمله على رأسي و صدري و
سحبني من شعري بقبضة يده
الغليظة و ألقاني على الأرض
بوحشية ؛ و صادر هاتفي المحمول
عندما حاولت الاتصال بأهلي
لأخبرهم باعتقال زوجي ، كما قام
عنصر متوحش آخر بضرب طفلي
الصغير على فمه لإسكاته فوقع
الطفل على الأرض و الدماء تسيل
من فمه ، ثم سحبوا زوجي من
أمامنا و هو يحاول الاستغاثة
دون أن نسمع ما يريد قوله بعد أن
لصقوا لاصقاً عريضاً على فمه .
و قد أكدت لنا
مصادرنا المطلعة داخل فرع
فلسطين أن المعتقل قد تعرض و فور
وصوله للفرع لجلسات تحقيق طويلة
؛ حضرها كبار ضباط الفرع
المشهورين بعنفهم و إجرامهم و
خبرتهم الطويلة في انتزاع
الاعترافات ، و قد اعترف
المعتقل أخيراً بمعارضته
للنظام بعد أن وُضع في الدولاب و
شُبح على بساط الريح و شُدّ على
الكرسي الألماني النازي و ضرب
بالحديد و الخيزران و العصي و
الكرابيج و عضو الثور و صعق
بالصواعق الكهربائية ، و بصم
على اعترافاته بانتظار تحويله
إلى سجن صدنايا السياسي أو سجن
عدرا المدني ، لينتظر هناك
محكمة أمن الدولة التي ستحاكمه
بجرم معارضة الدولة و توهين
عزيمة الأمة في زمن الحرب و
محاولة تغيير نظام الحكم بالقوة
و من فوق .
و استطاع مراسلنا (
الحربوق ) أن يحصل على تسجيل
فيديو ( صوت و صورة ) لاستجواب
المعارض و اعترافاته ( بعد أن
دفع المعلوم ثمناً لهذا التسجيل
للسادة الضباط عن طريق عنصر
تحقيق صغير الرتبة )
و إليكم بعض ما جاء
في هذا التحقيق :
بداية
كانت الغرفة هادئة بعض الشيء –
رغم وجود خمس ضباط غلاظ شداد
برتبة جنرال جالسين على الأرائك
الفخمة و سبع عناصر واقفين و
منتشرين في الغرفة الواسعة -
عندما دخل المعارض مكبلاً و
يداه مشدودتان خلف ظهره و على
عينيه عصابة سوداء عريضة و يجره
من يده بقرف عنصر قصير القامة لا
يتجاوز طوله صدر المعارض الذي
أدخله إلى الغرفة و ألقى التحية
العسكرية قائلاً :
- جبناه سيدي ..
- اترك هالكر هون و
طلاع بره ..
و بعد دقائق من
الصمت المطبق ، لم يقطعه إلا صوت
تصفح بعض الأوراق التي كان
يقلبها اللواء الجالس خلف
الطاولة العريضة ؛ و كان
المعارض يقف بمواجهته حانياً
ظهره و مرتجفاً من شدة الخوف ؛ و
سحنته صفراء شاحبة و رقبته
الطويلة ملتوية على كتفه بشكل
واضح .. و فجأة صرخ اللواء فانتفض
المعارض من شدة الخوف و هلع
المفاجأة :
- أي ولاك ؛ ليش
جبناك لهون ..
- ما بعرف سيدي ما
بعرف .. قال المعارض بصوت مرتجف .
- لا تعمل حالك
فهمان ؛ نحن منعرف عنّك كلشي ؛
من قبل الله ما يخلقك ؛ قول شو
بتعرف لوحدك و لا تعذبنا ؛ لا
تخلينا نضطر نستعمل معك العنف ؛
ترى بدك تعترف غصب عنك ؛ ترى ما
حدا دخل لهون و ما اعترف ؛
فاعترف و ريّح حالك ..
- على شو بدي اعترف ..
- اعترف شو عامل ..
و بعد لحظات من
الصمت و التفكير قال المعارض :
- يمكن عشان اتصلت
بإسرائيل ؛ يمكن لأني بعتت
مندوبيني يتصلوا بالإسرائيليين
؛ يمكن لأني صافحت كوستاف .. يمكن
لأني تعاملت مع المخابرات
المركزية الأمريكية !!..
- لاء حبيبي لاء ؛ هي
قديمة و فاضية ؛ هات غيرا ..
و بعد لحظات أخرى من
الصمت و التفكير يتابع المعارض
بصوته المرتجف :
- يمكن عشان كذبت عل
الشعب ؛ و وعدتوا و عود كتيرة و
ما حققت شي منا ..
- مين هالشعب حبيبي
؛ شو أنت أول واحد بيكذب عالشعب
؛ احكي حاجة فهمنه ..
- يمكن لأني تنازلت
عن لواء اسكندرون لتركيا ..
- هو هو لا تضيعلنا
وقتنا قول المهم قبل ما نستعمل
وسائلنا الخاصة اللي بتخليك
تحكي كلشي .
- لا دخيلكن ؛ و الله
ما ني متحمل ؛ بحكي كلشي بدكن
ياه ..
- هيك بدي ياك ؛
يالله ياشوف هات المهم ..
- يمكن لأني سلمت
سوريا لإيران ؛ و خنت العرب ؛ و
سلمت الأهوازيين
للإيرانيين ليعدموهم ..
- شكلك بدك تضيعنا
وقتنا عالفاضي ؛ شكلك ما بتفهم
إلا بالأتل ..
- لاء سيدي لاء ،
بركي قصدكن أني بعت البلد
لأولاد خالي محمد مخلوف ؛ و ما
نابكن من الجمل دانوا ؛ بس مين
أنتوا ؛ أنو فرع مخابرات ؟.
- نحن عمنسألك و لاك
؛ نحن ما حدى بيسألنا ؛ فهمت ..
- فهمت سيدي فهمت ؛
بركي زعلانين لأني انسحبت من
لبنان بمذلة ؛ و خسّرتكم الجاجة
اللي بتبيض دهب ..
- و الله مهمة هي ؛
كيف ما حققنا معك فيها لهلق ؛
كيف فاتت علينا ؛ يالله احكي شو
عامل و لا..
- بركي قصدكم إني
تركت عيلتي و قرايبيني يسرحوا و
يمرحوا بالبلد متل ما بدون ؛ و
سلطتهن عالناس ؛ آل الأسد و آل
مخلوف و آل شاليش و آل شوكت و هلأ
دخل عالخط آل الأخرس ..
- أي .. أي .. اعترف ..
اعترف لوحدك .. بس ما هدا يلي
بدنا ياه ..
- لا يكون لأني ما
حررت الجولان ؟؟!!
و هنا عمّ الضحك في
القاعة ؛ و قال اللواء مستهزئاً
:
- أنو جولان و لا ،
شو عم تمزح !! ؛ بلا خفة دم ؛ و
احكي كلشي عندك قبل ما ينفد صبري
..
- عم احكي سيدي عم
احكي ..
- بسرعة بلا كترة
غلبة ..
- لا تكونوا زعلانين
لأني عمقول بدي أعمل إصلاح و
تحديث و تطوير و غيروا ؛ و قلل
سلطتكم عالبلد ؛ ترى هذا كلوا
حكي و ضحك على الدقون ؛ رح تبقوا
أنتو حاكمين البلد ؛ سلطتكم
ماحدى رح يقرب منها ..
- ليش عكيفك يا عرص ؟!
؛ لا أنت و لا غيرك بيحسن يقرب
منا ؛ نحن الدولة ولا..
- صح سيدي صح .. أنتو
كلشي بهالبلد .. ما في شي بيصير
إلا بأمركم سيدي ، حتى أنا بقول
دائماً الأمن أولاً بهالبلد
..
- يالله يشوفك ؛
اعترف شو عامل ..
- والله ماني عارف
شو بدكم .. إذا مشان قضايا الفساد
و نهب شركات البلد و فلوس البلد
بمشاركة ابن خالي رامي
مخلوف .. فما في مشكلة .. ممكن
نعملكم نسبة محترمة .. شو بدكم
نحن جاهزين .. خير الله و خير
البلد كتير و ما منختلف .
- ولاك يا كر ، صرلكم
عمتنهبوا البلد سنين طويلة ؛ و
نحن غاضين الطرف عنكم ، ليش بدك
تلعب بديلك ، ما بتعرف أنو ما في
كبير بهالبلد غيرنا ..
- و الله بعرف سيدي ،
شو بدكم بصير ..
- بدنا ياك تعترف
لحالك و بالتي هي أحسن و إلا ...
- و الله ما ني عرفان
شو بدكن ؟!!
- هلق بتعرف شو بدنا..
حطوه بالدولاب لشوف ..
و بلمح البصر حمله
أربع عناصر ضخام الجثة ؛ و وضعوه
داخل عجل سيارة مطاطي ؛ ثم شدوا
الفلق على ساقيه ؛ و بدأت
سمفونية الكرابيج تنتظم على
قدميه ؛ و هو يبكي و يصرخ
و يستغيث و لا مجيب سوى
شتائم و سباب الضباط و العناصر
من حوله.. ثم صلبوه على بساط
الريح و انهالوا بالضرب على
ظهره و قفاه و رقبته الطويلة
الممتشقة.. ثم وضعوه على الكرسي
الألماني و قوسوا ظهره باتجاه
قفاه .. و العصي و الكرابيج تنهال
عليه من كل اتجاه ؛ ثم بدؤوا
بإيصال التيار الكهربائي إلى
جسده عبر سلكين و مولد دينامو
يدار بشكل يدوي فتتقلص عضلاته و
تصطك أسنانه و لم يدعوه إلا و قد
غاب عن وعيه ؛ و بدؤوا يصبون على
جسده المنهك الماء البارد ؛
فلما صحا و هو ملقى على الأرض
مضرجاً بدمائه ، صرخ به اللواء
قائلاً :
- يا جحش .. شو ناقصك
.. ليش بدك تخصر كلشي ؟؟!!
- سيدي شو بدك أنا
جاهز ..
- بدي ياك تعترف ..
ليش خالفت الدستور ؟.. ليش خرجت
عن النظام ؟ .. ليش جحّشت و صرت
معارض ..
- معارض !! ( قالها
مستغرباً ) ..
- إي معارض ..
- معارض مين ؟؟!!
- ما بتعرف يا حمار
؟؟!! ؛ معارض للنظام يلي ساواك ،
معارض للدولة يلي عملتلك قيمة ؛
معارض للحزب يلي حطك رئيس ؛
معارض للحكم يلي سواك زعيم و
قائد و عظيم و أنت ما بتسوى قرش ..
- أنا معارض ؟؟!! .
- أي ؛ غشم حالك لشوف
؛ شو ما سمعت أحسن موظف عنا يلي
قال عنك قدّام العالم كله و على
قناة الجزيرة يلي بتشوفا
الملايين ؛ أنك أنت المعارض
الأول ..
- مين هالكذاب ؟؛
مين هالمفتري ؟ ..
- لا تقول هالحكي
بقصلك لسانك و لاه ؛ هاد أحسن
مخبر عنا ؛ شغال معنا من أربعين
سنة ؛ نص هالمساجين جبناهم عن
طريقوا ؛ قلّع ضراسوا و لسه
عميخدمنا ..
- مين هو سيدي ؟ ..
أنا مستعد واجهوا ..
- أي روح واجهوا
بالمحكمة إذا عطوك مجال ؛ روح
خليها اتّخ عضامك بالسجن ؛ رح
خليك عبرة لغيرك ؛ و لك ما بتعرف
أنو ما في معارضة بسوريا .. ما
بتعرف أنو المعارضة جريمة لا
تغتفر قال معارضة قال ..شو نحن
بسويسرا .. خدو هالكر خليه يبصم و
حولوه عصدنايا خليه يتربّى ؛
شكلوا أبوه ما عرف يربيه ..
ثم قام عنصران بجره
على الأرض و هو يصرخ :
- يا سيدي و الله ما
ني معارض ؛ يا سيدي و الله ظلم ؛
يا سيدي كلشي إلا هالتهمة ؛ هي
فيها إعدام .. و بعد أن أخرجوه
خارج الغرفة و أغلقوا الباب و هو
ما زال يصرخ و يتوسل ؛ انفجر
الجنرالات داخل الغرفة بالضحك و
هم يتناولون أنخابهم و يتناوبون
على الاستهزاء و التعليق :
- خَرجوا ؛ الله لا
يقيموا ..
- حاجتوا ؛ يخربيتوا
ما بيشبع ؛ ما خلّانا شي ..
- خلي يعرف أنو نحن
كلشي بالهلبلد ..
- عقبال رامي و بقية
العصابة ..
- سيدي ليش ما
بتخليه يعترف على رامي و بقية
الشلة و نخلص منهم بالمرة ..
- و الله فكرة ، بس
خليها لمرة تانية ؛ الأيام
بيناتنا يا رامي الحرامي..
عالوزن مو .. و تعالت قهقهاتهم و
هم يشربون نخب الانتصار و مسيرة
إذلال المواطن و أسر الوطن ..
و كانت قناة
الجزيرة قد أعلنت في نشرة
الظهيرة الإخبارية نبأ اعتقال
الرئيس ؛ و اتصلت للاستيضاح
بالمحلل السياسي و الاقتصادي و
الاجتماعي و الثقافي و المشرف
على تطوير فكر الحزب و بعثه من
جديد الأستاذ المجتهد العلامة
النابغة المفكر / أحمد حاج علي و
سألته المذيعة :
- هل صحيح أن تصريحك
السابق لقناة الجزيرة بأن
الرئيس بشار هو المعارض الأول
في سوريا هو سبب اعتقاله ؟ .
فأجاب :
- هذا صحيح ؛ و أحب
أن أنوه هنا أن هذا الاعتقال
أكبر دليل على مسيرة التحديث و
التطوير و المراجعة التي يقوم
بها حزبنا العظيم حزب الجماهير
الكادحة حزب المناضلين
الثوريين الأبطال الأماجد
الأشاوس من المحيط الهادر إلى
الخليج الثائر ؛ فلا يوجد أحد
فوق القانون ؛ و بما أن الدستور
ينص على عدم وجود معارضة ؛ فيجب
أن يطبق القانون بحذافيره دون
زيادة أو نقصان ؛ فنحن دولة
مؤسسات !! ؛ دولة نظام !! ؛ دولة
قانون !! ، و لا يوجد كبير وصغير
أمام القانون ؛ فالناس سواسية
كأسنان الأسد أمام مشط البعث –
ثم استدرك قائلاً – عفواً
كأسنان المشط أمام قانون البعث .
كما اتصلت الجزيرة
بوزير الإعلام الجراح
الاستئصالي الدكتور / بلبل أبو
المحاسن و سألته المذيعة قائلة :
- قلت في لقاء سابق ؛
أنه لا توجد معارضة في سوريا ، و
كل المعتقلين هم مجرمون و
مخالفون للقانون ؛ فهل ينطبق
هذا الكلام على الرئيس بشار ؟ .
فأجاب :
- أولاً ؛ لا يوجد
رئيس اسمه بشار في سوريا منذ
اليوم ؛ و أُأَكّد لكم ما قلته
سابقاً أنه لا يوجد معارضة في
سوريا ؛ و كل السوريين الأربعين
مليوناً ( نصفهم داخل سوريا و
مثلهم في
الشتات و المهجر) على قلب رجل
واحد ؛ أما من تسوّل له نفسه
مخالفة النظام فمكانه مع بسار
في الشجن – عفواً أقصد -: مع
بشار في السجن .
أما عضو مجلس الشعب
النائب الإسلامي الدكتور محمد
طاووس المصرحين ( و كان برتبة
حبش سابقاً ) فعندما سألته
المذيعة عن رأيه و تعليقه على
اعتقال الرئيس فقال بغنته
المعهوده و كلماته الممدودة :
- ألم يقل الرسول
صلى الله عليه وسلم : لو أن فاطمة
بنت محمد سرقت لقطعت يدها . فما
دمنا نحن السوريون متفقون فيما
بيننا و متجانسون و متحابون و
متآلفون و متآخون و متراصون
كالبنيان يشد بعضنا بعضاً ؛ فلن
نسمح لأي منافق أو عميل أو مريض
كائناً من كان أن يشق صفنا ؛ و
يترك نهجنا ؛ و يخرج عن جماعتنا
؛ و يعارض حزبنا و قيادتنا ؛
فإلى جهنم و بئس المصير يا خائن
الأمة ؛ يا عديم الذمة ؛ يا مضيع
الأمانة ؛ يا طالب الحضانة يا
بسار الأشد ..
أما الشيخ أحمد
الشحرور ( و كان برتبة حسون بعهد
الرئيس المعارض السابق ) مفتي
الجمهورية و الجماهير فقد أجاب
على سؤال الجزيرة بابتسامته
العريضة و لطافته المعهودة و
ظرافته المشهودة قائلاً :
- نحن السوريون
مفطورون على المحبة ؛ مجبولون
على العشق ؛ متعوّدون على
الهيام ؛ مترعرعون على الوجد ؛
محبون للأمن و السلام ؛ متفقون
على السمع و الطاعة ، و كلنا
يولد على الفطرة ؛ و لا أدري
لماذا سوّلت لهذا العاصي الفاسق
الخائن نفسه الأمارة بالسوء
بالخروج عن الفطرة و مخالفة
النظام و ترك الجماعة ؛ جماعة
الأمة الواحدة ذات الرسالة
الخالدة ؛ لا شك أنه الشيطان عدو
الإنسان من سوّل له ذلك ؛ فيجب
أن نكون صاحين من ألاعيبه و
أساليبه ؛ حذرين من حباله
الفضية و شباكه الذهبية ؛ و لا
ندع له نصيباً في أنفسنا ؛ و
علينا أن نتعوذ منه صباح مساء ؛
خشية أن يزين لنا المعارضة و
يحبّب لنا شهوة النقد و
المخالفة و المصارحة ؛ فنقع
بالإثم و الرجس الذي وقع به هذا
المعارض الآثم الزنديق لعنه
الله و خزاه و جعل جهنم مثواه ؛ و
أسأل الله أن نبقى مطيعين
مطأطئين رؤوسنا أذلاء متعاونين
غير مفصولين و لا معارضين و لا
مطرودين ؛ اللهم أحسن خاتمتنا و
خاتمة المسؤولين أجمعين و أدم
كرسينا إلى أبد الآبدين و لا
تغضب علينا سادتنا المخابرات
فنكون من الخاسرين النادمين .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|