ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 09/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة (19) :

سقوط الحكومات المستبدّة ،

عِبرة للحكّام الطغاة ، أم للشعوب !؟

عبدالله القحطاني

   حين سقط النظام العراقي ، اتّجه الإعلام العربي ، بأكثريته ، إلى تحذير الحكّام الطغاة، من مصير مشابه لمصير حكّام العراق ، إذا استمرّ هؤلاء الحكام في تسلطهم واستبدادهم !

   ثم تحوّل الأمر ، بعد شهور قليلة ، في اتجاه معاكس ، فصار التحذير يوجَّه إلى الشعوب : أن احذري أيّتها الشعوب المطالبة بالتغيير والإصلاح ، من مصير كمصير الشعب العراقي ، الذي بات يعاني من الويلات ، بعد سقوط نظام حكمه المستبدّ ، وصار يترحّم على أيام حكمه الدكتاتوري السابق ، بسبب ما يعانيه من مصائب وكوارث ، في واقعه الراهن !

   فما السرّ في هذا التحوّل !؟ ومَن يتحكّم بوسائل الإعلام ، ويوجّهها ، ويحوّل اتجاهاتها كما يشاء ، بين حين وآخر!؟

   ولمصلحة مَن ، جرى تحويل الاتّجاه ، حتى انتقَـل رعب التغيير، من قلوب الحكّام، إلى قلوب الشعوب ، فصار أيّ تفكير بتغيير الحكم القائم ، في أيّ بلد عربي ، يعني بالضرورة ، التفكير بتدمير البلاد ؛ إذ يـُدخلها في دوامّة الحرب الأهلية ، أو الفوضى الشاملة ، التي لا يعرف المواطن فيها ، كيف يقتَل .. ومَن يَقتله .. ومتى.. وأين.. ولماذا !؟

   هل يحتاج الأمر إلى ذكاء خارق ، كي يدرك المراقب العادي ، مَن صاحب المصلحة في هذا كله !؟ لا نعتقد ذلك !

   إن المسألة ، ببساطة ، هي أن أمريكا ، التي توجّه السياسة والإعلام في بلادنا ، أرادت إعطاء درس للحكّام ، بأن مصيرهم ليس بعيداً عن مصير الحكم العراقي ، إذا لم يعرفوا حدودهم جيداً ، ويلبّوا الرغبات الأمريكية كما هي ، دون مناقشة ، أو تردّد، أو تذمر! وحين حصلت على هذا الالتزام ، بالقول والفعل ، صار مِن مصلحتها تثبيت كراسي الحكّام ، المؤدّبين المطيعين ! فحوّلت الاتّجاه ، وبدأت بإرهاب الشعوب: احذري أيّتها الشعوب البائسة ، من مصير كمصير الشعب العراقي المنكود !

   أمّا الأساليب والوسائل ، المتّبعة في إرهاب الشعوب ، فلا تحتاج إلى مراقبة طويلة، لوسائل الإعلام العربية ، عامّة ، والوسائل التي تهيمن عليها السلطات الحاكمة ، خاصة !

   الحكّام المستبدّون ، يعرفون الدرس جيداً ، قبل أن يلقى عليهم ! والذين يعرفونه منهم ويحبّون أن يـُظهروا نوعاً من البطولة المجانية الزائدة ، في شتم أمريكا ، اكتشَفوا أن هذه البطولة قد تفسَّر تفسيراً يضرّ بهم في الظروف الراهنة ! إذ قد يستغلها بعض الساسة الأمريكان ، بطريقة ماكرة خبيثة ، فيمارسوا ضغطاً على إدارة بلادهم ، لضرب هؤلاء الأبطال الخلبيين ..! فتخلّوا عنها ، وأسلموا مقادير بلدانهم ، إلى السيد الإمبراطور، وأولها رقابهم ! بما في ذلك المعدات العسكرية لأسلحة الدمار الشامل، التي صُرفت عليها ألوف الملايين من أموال الشعوب ..! وكفَوا أنفسهم شرّ المجابهة الخطرة ، حتى لو جاءت بطولاتهم على سبيل الدلال ، أو على سبيل خداع الشعوب محلياً ! ومَن رأى العبرة في غيره فليعتبر! فرأس الذئب المقطوع ، لا يترك مجالاً للتأويل ، أو الاجتهاد ، أو الدلال الزائد عن الحدّ..!

   بعد أن حفظ الحكام درسهم جيداً ، والتزموا بقواعد الأدب والأخلاق .. صار واجباً على القيصر أن يحميهم ويثـبّت كراسيهم ، في مواجهة (الهبّات !) الحالمة ، التي هبّت على الشعوب ، فظنّوا أن الديموقراطية على الأبواب ، وأن سيّدة الديموقراطية في العالم ، آتية إليهم بعسل الديموقراطية الأمريكي اللذيذ ! فكان لابدّ من توجيه وسائل الإعلام ، التابعة لأمريكا وحلفائها ، من أن تدور حول نفسها مئة وثمانين درجة ، فتبدأ بإنذار الشعوب ، وإخافتها من مصير كمصير الشعب العراقي الجريح ! فصار المتابع لإعلام كل دولة عربية ، وتصريحات زعمائها ، يسمع في سائر العواصم العربية ، عبارات بعينها ، كأن ثمّة شريطاً مسجلاً واحداً ، يتردّد في سائر الإسطوانات ، من مشرق الوطن العربي إلى مغربه ، ومن شماله إلى جنوبه :

-  الحذرَ الحذرَ.. إن (العَرقنَة) قادمة إلى كل شعب يفكّر بتغيير حكّامه ، فهم قدَره الإلهيّ ، والإطاحة بهم تعني الدمار التامّ للبلاد والعباد ! وإن في مصير شعب العراق لَعِبرة ، لمن كان له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد !

-  إن ضرورة المحافظة على الأمن الإقليمي العربي ، تقتضي عدم إسقاط النظام الفلاني !

   تلك هي المسألة ، ببساطة ! ولتذهب الشعوب التي لا تحبّ أن تضحي بشيء في سبيل حريّاتها ومصالحها ـ حسب فلسفة الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون ـ  ، وإذا أرادت أن تضحّي ، لا تعرف كيف .. فلتذهب إلى حيث ألقت رحلَها أمّ قَـشعَم .. على حدّ قول زهير بن أبي سلمى !

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ