أبرياء
سورية المسحوقون بين المطرقة
الأمريكية والسندان الصفوي :
هل
تنقذهم النداءات الإنسانية
وحدَها !؟
ماجد
زاهد الشيباني
• أين
يبحث الأبرياء والعقلاء
والحكماء والمسالمون
والمتحضّرون ، عن بارقة أمل ،
للإفراج عن الأسر السورية
المحاصرة ، الممزقة ، المسحوقة
بين مخالب الذئاب الصفوية ،
الموزعة بين سورية الوطن
والعراق المهجَر.. وبين أنياب
الذئاب الأمريكية ، المشاركة
لها في اقتسام الفرائس البشرية
البريئة ، بأطفالها ونسائها
وشيوخها ومَرضاها ..!؟
• أين
ينبغي أن يجري البحث عن بارقة
أمل لهؤلاء الضحايا !؟
ـ عند منظمات حقوق الإنسان ، التي
لا تعرف مخلوقاً اسمه الإنسان ،
إذا ارتبط هذا الاسم بصفة (البريء)
! لأن الوصف الوحيد الذي يمكن أن
ينقذ هذا الإنسان ، من بين
المخالب والأنياب المذكورة ، هو
وصف (المدعوم) أو (المسنود) أو (صاحب
الظهر القويّ ) القادر على الضرب
، أو الخطف والمساومة .. سواء
أتمثل هذا الظهر بجماعة مسلّحة
مجهولة ، أم بميليشيا معلومة ،
أم بمافيا ..!؟
ـ عند عصابات الذئاب ذاتها ،
الصفوية والأمريكية .. وكلّ منها
ترى في اعتقال
الأبرياء وذبحهم ، قربات إلى
ربّها ! ولكل منها ربّه الخاصّ ،
الذي لا علاقة له ، من قريب أو
بعيد ، بربّ العالمين ، الغفور
الودود ، اللطيف الكريم، البرّ
الرحيم ..!؟
ـ عند الدول الخاضعة لأمريكا ،
التي تحتاج ، هي ذاتها ، إلى
نظرة حنان من سيدتها المتجبّرة
، ولا وقت لديها للتوسط ، أو
الرجاء ، أو التماس الرحمة ، لدى
هذه السيدة ، للإفراج عن أناس
أبرياء من دولة أخرى ، سواء
أكانت قريبة أم بعيدة ، أم صديقة
أم شقيقة أم جارة ..! لأن هذه
الدول الخاضعة تشعر ـ وهي تحت
هيمنة السيّدة العظيمة ـ أنها
في يوم الحشر، يوم تأتي كل نفس
تجادل عن نفسها..! أبصارها خاشعة..
ترهقها ذلّة .. ولا تملك الشفاعة
لنفسها ، فهل تملكها لغيرها !؟
ـ نحن نعلم يقيناً ، أن الكون ملك
لله وحده ، وأن الأرض له يورثها
من يشاء من عباده ، وأنه لا يشرك
في حكمه أحداً ، وأن أمريكا
وذئابها ووحوشها جميعاً ،
والدولة الصفوية بعواصمها
الثلاث ( طهران وبغداد ودمشق)
وبمشروع العاصمة الرابعة (
بيروت ) .. أن هذه الدولة وتلك ،
لا تملكان من أمر نفسيهما شيئاً
، أمام قدرة الملك العزيز
الجبار ..! إلا أننا مطالَبون بعد
التوكل على القويّ العزيز، بأن
نبحث عن الإنسانية في أعماق
الإنسان ..!
ـ فإذا تحول الإنسان في بعض
حالاته إلى وحش ، وتحول في حالات
أخرى إلى خادم للوحش ، وتحول في
حالات غيرها إلى مسوغ ومبارك
لشراسة الوحش في افتراس ضحاياه
البريئة ! فماذا يبقى لدى
المظلوم من وسائل ، للدفاع عن
حياته وحياة أطفاله ، ونسائه
وكرامته وعرضه ..!؟
ماذا
يبقى يا عباد الله .. البررة
والفجرة ، والمؤمنين والملاحدة
، والأحرار والعبيد ، والكرام
والأنذال ، والحكام والمحكومين
، والعقلاء والحمقى ، والأتقياء
والزنادقة ..! ماذا يبقى لدى
الأبرياء من وسائل يحمون بها
حياتهم!؟
هل تجدي
المبادرات المجنونة ، في
إنقاذهم من براثن الحقد المجنون..
مثلا!؟
وهل
يلتمس العقلاء عذراً ، لشابّ
منفطر الفؤاد ، قلقاً وحزناً
على أمّه وأبيه وإخوته ،
المحاصرين جميعاً ، بين نيران
الحقد في العراق ، وسجون الحقد
التي تنتظرهم في سورية لو عادوا
إليها..هل يلتمس العقلاء عذراً
لهذا الشابّ ، إذا بادر إلى عمل
مجنون ،لإنقاذ أهله ،أو للثأر
لهم ممّن يتسبّبون في هلاكهم،
في هذه الدولة أو تلك !؟ وهل
يَعذر العقلاء ، أباً أو زوجاً
أو أخاً أو أختاً .. لو بادر أيّ
منهم ، إلى عملٍ مجنون أو أحمق ،
ثأراً أو انتقاماً لابن أو زوجة
أو أخ أو أخت !؟ أم أن الجنون
المسوّغ ، المقبول لدى العقلاء
هو جنون المجرمين الذين يمارسون
القتل ابتداء ، من أفراد
العصابات والميليشيات وعسكر
المارينز! أمّا جنون الثأر
والانتقام ، فغير مسموح به ،
لأنه يسمّى إرهابا !؟
أفتونا جميعاً.. ! ماذا يفعل
المظلومون وأهلوهم وذووهم ..!؟
وليرحم
الله من يستحقّ الرحمة ، ويهلك
من يستحقّ الهلاك !
إنها
صيحة مظلومين ، وأبواب السماء
لا تغلق في وجوه المظلومين..!
(
ويسألونك متى هو قلْ عسى أن يكون
قريباً) !
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|