ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 14/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

وقفـة مع شــيراك

الدكتور خالد الاحمد*

جاك شيراك ..اسـم لامـع في العالم ، عاش فترة طويلة عمدة لباريز ، وقدم خدمات لباريز لاتنسـى ، ومن ذلك الموقع انتخبـه الشعب الفرنسي ، ونجح  بفارق قليل جداً ، قد لايتجاوز ( 2 %) على منافسـه ، وصار رئيسـاً للجمهورية الفرنسـية ، وكان له أثـر واضح في استقلال السياسة الأوربية عامة والفرنسية خاصة عن السياسة الأمريكية ...

ولا أنس زيارتي الوحيدة في حياتي – حتى اليوم – لباريز في أواخر السبعينات ، وشيراك عمدة لباريز – إذا لم تخني الذاكرة – قدم قاعـة بلدية باريز – وهي قاعة مشهورة في العالم من حيث حجمها وتجهيزاتها ، قدمها للحزب الشيوعي الفرنسي – وهو مناوئ لشيراك وللحزب الديجولي – كي يعقد فيها الحزب الشيوعي الفرنسي مؤتمره ...

وأذهلني كثرة اللافتات في باريز التي تدل على قاعة بلدية باريز حيث مؤتمر الحزب الشيوعي ... واهتمام رجال الشرطة ليدلوا كل من يسأل عن تلك القاعـة ....

 

واليوم تعج فرنسـا بحملة انتخابية لاختيار رئيس جديد لفرنسا ..!! وشيراك حي يرزق ، وبكامل صحتـه وعافيتـه ، وبكامل قوتـه المحلية والعالميـة ... فماذا جـرى !!!؟

 

أين ابن شـيراك !!!؟

مسكين شيراك ، الظاهر لم يخلف ولداً ، لاذكراً ولا أنثى ، ولو كان له ولـد  لورثـه ملك الجمهورية الفرنسـية ، بعد أن تعب عليها ورسخها وناضل من أجل الشعب الفرنسي عشرات السنين ، ومع ذلك لن تنتقل ملكية فرنسـا إلى أولاده ...لا أدري ...ربما ليس له أولاد ...!!؟ أو لأن أولاده لايعشقون ( الكراسي ) كما هو الحال في عالمنا العربي ، وعالمنا الثالث ...

 

الدســتور ..!!؟

سوف يقول لي بعض القراء : الدستور الفرنسي لايسمح للرئيس شيراك أو غيره بالبقاء في منصبه أكثر من المـدة التي قضاها شيراك ... سبحان الله ، لماذا لم يستعن شيراك بخبراء من مجلس الشعب السوري كي يعدلوا له الدستور خلال ( خمس دقائق ) ويكيفونه كما يريد ... أو بخبراء مصريين من حزب ( مبارك ) يعدلون له الدستور ، ويجعلون ( 10 % ) من الشعب يقترع ويوافق على التعديلات ... وتصبح التعديلات ( دستورية ) سارية ونافذة المفعول ...!!!

وعندما كنت مدرساً في الجزائر في السبعينات الميلادية  من القرن الماضي ، كان أبو رقيبة يسوق الشعب التونسي لانتخابه رئيساً للجمهورية كل خمس سنوات ، ثم هداه الله إلى تعديل الدستور كي ينتخبه الشعب التونسي رئيساً لجمهورية تونس مدى الحياة ، ويومها شكرته على هذه الخطوة العملية ، والتي توفر على الشعب التونسي يوم عمل كل خمس سنوات يساقون فيه إلى صناديق الاقتراع ليوافقوا على نجاحه رئيساً للجمهورية ، وكنت أقول لطلاب الثالث ثانوي ...لقد أصاب وأراح الشعب التونسي من ( مسرحية ) مل منها الشعب التونسي ، وهي الاقتراع على رئاسته كل خمس سنوات ...

 

وهكذا أسمع محطات الأخبار تعج بأسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية الفرنسية ، خلفاً للرئيس ( جاك شيراك ) ، رجالاً ونسـاء ً ،  شيراك الذي أكن له الاحترام ، لأنه رجل خدم فرنسا ، وجعل منها بلداً ينافس السياسة الأمريكية في العالم العربي ، والعالم الثالث ، كما أنه يقف بحزم مع الشعب اللبناني، والسوري من أجل قضية الشهيد رفيق الحريري ... ومن أجل حرية الشعب اللبناني وخلاصـه من ( الاستعمار الأسدي البغيض ) ...

 

يكفي آل الخطاب واحد فقط ...!!

وكي أعود إلى أصالتي ، ولاتسحقني المهازل العربية المعاصرة ، أتذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عندما اغتاله ( المجوسي الصفوي أبو لؤلؤة ) ، وكان في ساعاته الأخيرة ، وكان ينظم شؤون خلافته من بعده على المسلمين ، وشكل – كما تعلمون _ مكتب شورى من ستة أشخاص هم بقية العشرة المبشرين بالجنة ، كي ينتخبوا الخليفة بعده ، وفي أثناء ذلك اقترح أحد الصحابة رضوان الله عنهم ، أن يعهد بالخلافة إلى ولده عبد الله بن عمر ، ومع معرفتنا جميعاً بكفاءة عبدالله بن عمر ، وعدله وفقهه وورعـه ، لكن عمر بن الخطاب قال للصحابي ذاك : والله ما أردت بها وجه الله !!. يكفي آل الخطاب أن يحمل واحد منهم فقط وزر الأمـة ...!!

هذا هو فهمنا – نحن الإسلاميين – للمنصب وللكرسي ، إنه معـرم وليس مغنم ، لذلك يكفي آل الخطاب واحد منهم فقط أن يمل وزر الأمـة ...

وإلى ذلك اليوم الذي أرى فيه الحاكم العربي يترك كرسي الحكم مختاراً راضياً ، كما فعل الرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي ، وتوفي في مشفى في بيروت عجز أولاده عن تسديد نفقات المشفى ، فسددها الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله ، وكذلك المشير سوار الذهب ، والرئيس الموريتاني الذي خلص البلاد من ( معاوية ولد الطايع ) ثم سلم البلاد إلى انتخابات حرة نزيهة ...

إلى ذلك اليوم الذي تسود فيه تجربة القوتلي وسوار الذهب والرئيس الموريتاني ...حيث يسود المنطق والعدالة والدستور في عالمنا الاسلامي ... إلى ذلك اليوم أدعو الله أن يجعله قربياً والله على كل شيء قدير ...

*باحث في التربية السياسية

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ