ــ
الإسلاميون،
والنظام السوري
ناصر
المؤيد
مضى زمن، وكثير من
الإسلاميين غير السوريين،
يقدمون الدعم والتأييد
والإشادة بالنظام السوري، كونه
نظام ممانعة وصمود وتصد...الخ...
يقدمون له تلك الهدايا المجانية
عن طيب خاطر، دون أن يطلبوا منه
شيئاً، أو يسألوه شيئاً، وهم
يعلمون علم اليقين أنه من أشد
النظم العربية استبداداً
وفساداً... ودون أن يطلبوا منه أن
يتحقق بشيء يسير من الوطنية
والإنسانية، وهم يرون الآلاف
المؤلفة من إخوانهم وأبناء
إخوانهم ممنوعون من حقوقهم، لا
في الوصول إلى أرقى المناصب،
وإنما في الدخول إلى بلدهم
وأهلهم وبيوتهم، ناهيك عن
الآلاف من المفقودين في السجون
المرعبة، التي جرى فيها من
الكفر والظلم والقهر والخيانة
ما يزلزل الأرض والسماء...
ونحن لا ندري، ولا
نستطيع أن نفهم هذا الدعم
المجاني لذلك النظام الفاسد، ..
ويستطيع أي من أولئك الإسلاميين
أن يقف عند الحمّة في الأردن،
وينظر إلى هضبة الجولان ليقول:
إن احتلالها مستحيل مستحيل،
وإنها سلمت تسليما...
قديما قالت العرب:
قد خاب من جاء يجني الشهد من
خشب، وقالوا: إنك لا تجني من
الشوك العنب...
نقول لإخواننا
الإسلاميين: إن الظلم واحد، وإن
الظلم مر، وإن الله لا يحب
الظالمين ولا يهديهم سبيلا،
وإذا كانوا يرون السكوت على (
صغائر) انتهاكات حقوق الإنسان
في سورية، مقابل الصمود
والممانعة، فإنهم مخطئون،
وانهم بذلك، إنما يعينون
الطاغية على الإمعان في الظلم
والاستبداد... وإنهم بهذا السلوك
أبعد ما يكونون عن السلوك
الإسلامي، والسلوك الإنساني...
إضافةً إلى أن الطاغية الصغير
يلعب بهم ويضحك عليهم.
أما أولئك الذين
يقفون موقف اللوم لإخوانهم،
يلومون الضحية لحساب الجلاد،
فإنهم قد وصلوا إلى درجةٍ من
التشوه تجعل الحديث معهم غير ذي
فائدة..
وحساب الجميع على
الله... حيث الميزان العدل، لا
ميزان الصمود والممانعة وغيرها
من السخافات الساذجة المضحكة.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|