ــ
الرأي
الآخر – لو يثبتوا نزاهتهم
غسّان النجّار*
موعد الانتخابات التشريعية
السورية للدور العاشر هو على
مرمى حجر-كما يقال – ويصادف يوم
الأحد الثاني والعشرين من نيسان
الجاري ، لقد انفرجت أسارير
النظام وفرحت كثيرا لبيانات
المعارضة وما تنشره من المقاطعة
والدعوة إليها ؛ وحقّ للنظام أن
يفرح فقد مضى عليه زهاء
خمس وثلاثين عاما وهو يرقص على
خشبة المسرح ثملا ، فرحا لنسبة
الخمس بالمائة من عدد المقترعين
، دون أن يخجل من المسرحيات
الهزلية التي يقدّمها على
المسرح ، ولا أن تحرّك شعرة من
رأسه 0
حقّا إن المعارضة كفت الدولة
مؤونة حراك سياسي معارض ، لو
فعلت فهو يكشف عوراتها بفعل
التزوير على الأقل ؛ إذ ليست
الغاية الوصول إلى مقاعد المجلس
فحسب ، ولكنّ الهدف الأساس هو
التواصل مع فئات الشعب وإعادة
تثويره وإحياء آماله في حكم
ديمقراطي دستوري مدني حضاري 0
لقد كفت المعارضة النظام مؤونة
حشد آلاف العناصر من أجهزة
المخابرات والترصد لهم والتلصص
عليهم والبلطجة في حقّ
المسالمين جميعهم 0
إن الشعب لايحتاج إلى دليل جديد
عن فقدان النظام لثقة الشعب ، كي
نضيف دليلا جديدا بالمقاطعة ،
لقد فقد ثقة الشعب منذ أمد طويل
، فالنظام الّذي يلبس ثوبا
باليا فيه مائة خرق وخرق لن
يضيره أن يضيف خرقا جديدا ، ولن
يتمكّن من الترقيع وكما يقال :
لقد اتّسع الخرق على الراقع 0
كتب بعض الكتّاب من نشطاء الأخوة
الأكراد وغيرهم من أمثال الكاتب
المعارض فائز سارة قائلين بأن
المعارضة ارتكبت خطأ فاحشا في
مقاطعة الانتخابات ، فلسان حال
النظام يقول لهم ( شكرا لكم لقد
كفيتمونا شرّ المواجهة ) 0
أجل إن المعارضة الداخلية هي في
حالة استرخاء تام وهي تمارس
دورا سلبيا مريحا للنظام 0
لقد صرّح رئيس وزراء النظام بأن
هذه الانتخابات ستكون أنزه
انتخابات في تاريخ حكمهم ، وأنا
أتحدّاهم أن يثبتوا ذلك ، فان
كثرة الفاسدين المفسدين في
الأرض من حول النظام قد رفعوا
مزاد العضوية في مجلس الشعب إلى
خمسين مليون ليرة – كما يشاع –
وإنهم والنظام الذي يدعمهم
لايريدون أن تنزل الأكثرية
الصامتة المحبطة إلى صناديق
الاقتراع ، إن ذلك سيفسد عليهم
خططهم في التزوير ويعقّد خطط
الغش والتعويم والنظام ليس
بحاجة إلى ( وجع رأس ) بنزول نسبة
لا بأس بها من الشعب المهمّش إلى
صناديق الاقتراع ، فلو نزلت
ستقترع لصالح المرشحين
المستقلين الشرفاء الّذين لم
يخرجوا من عباءة النظام ولم
تتلوّث أيديهم بالفساد والمال
الحرام من المخدرات والسرقات
والإتاوات والرشاوات وغيرها 0
إن السياسة هي فن الممكن
والمعارضة تقول بالتغيير
السلمي التدريجي ، فلو قبلنا
مكرهين ورغما عنّا ب (كوتا )
الثلثين للحزب والجبهة – على
أمل التغيير -
فانّ النظام ليس مستعدّا
لأن يقبل بنسبة الثلث أو الربع
ولا حتّى الخمس للمعارضة
الوطنية في المجلس العتيد ،
ولذلك يرّوج بأن النتائج محسومة
سلفا وأنّ على المواطنين أن لا (
يتجشّموا ) عناء النزول إلى
مراكز الاقتراع ، وبذلك تتقاطع
مصلحة النظام باطنا مع مصلحة
المعارضة ظاهرا بمقاطعة
الانتخابات ، وان كانت الدولة
تدعو ظاهرا إلى عكس ذلك 0
إن النظام ليس بحاجة إلى ( برازيت
) في مجلس الشعب – كما يحصل في
مجلس الشعب المصري – حتى لو كان
من شخص أو اثنين أمثال : رياض سيف
و مأمون الحمصي
؛ ولذلك فأنا أحيّ المعارضة
المصرية – كل المعارضة -
التي سابقت إلى الترشح
لانتخابات الدورة السابقة
واستمات مؤيدوها للتصويت لها في
الاقتراع وقدّمت ضحايا في تلك
المعركة الانتخابية وحصدت ما
حصدت شوكة في عين النظام المصري
، كما أن الحزب الإسلامي في
العراق وغيره من القوى غير
المحسوبة على الاحتلال
الأمريكي اشتركت في العملية
السياسية في العراق على الرغم
من ظروف وملابسات الاحتلال
الأمريكي البغيض 0
كنت أتمنى أن تنزل في كل محافظة
لائحة مستقلة وطنية شريفة ولو
كانت صغيرة ، وتقوم المعارضة
جميعا بدعمها بالإضافة إلى
الشرفاء الأحرار وتخوض غمار
حراك سياسي هي في الأساس أولى
مهامها وتكشف مثالب السلطة ،
أولى من المقاطعة السلبية التي
لاتخدم المعارضة ولاتخدش
النظام 0
لقد نزلت في مدينة حلب قائمة
اسمها ( محبّي حلب ) والتي ضمّت
من كبرى عائلات المدينة أفاضل
رجالها المستقلين وأكفؤهم
ثقافة وعلما ونظافة يد يحدوها
الأمل في خدمة البلد ، وهي تلقى
تجاوبا متميّزا من جميع الفئات
وعلى الأخص من طبقة العلماء
ورجال الفكر وأساتذة الجامعة
واتخذت موقعا على الانترنت :
Aleppo-lovers.com ̇؛ وانّ الجمهور
الحلبي يعتقد أنّها أولى بالفوز
من قوائم سلطوية وان كان اسمها
مستقلة ، ويبقى على الدولة أن
تفي بوعدها وتثبت نزاهتها 0
أيّتها المعارضة – يا أعضاء
الجمعيّات المدنية وحقوق
الإنسان – أيّها المراقبون
المحايدون : انزلوا للشوارع يوم
الاقتراع وادخلوا المراكز
الانتخابية وسجّلوا الخروقات
اللاقانونية ، فالشعب أقوى من
سلطة القمع والتزوير ، ولنشعل
شمعة خير من أن نسبّ الظلام ،
والعملية هي جهد تراكمي وهي
جهاد ونضال على طريق الإصلاح
وقد ( فضّل الله
المجاهدين على القاعدين
أجرا عظيما ) 0
*نقابي – إسلامي
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|