ــ
اعترفات
صهيونية نادرة وهامة
صالح
النعامي
فوجئ أعضاء اللجنة
التنفيذية لحزب " مباي "
الصهيوني عندما أصر زعيم الحزب
دفيد بن غورويون،
والذي أصبح فيما بعد أول رئيس
وزراء لدولة الاحتلال على طرح
قضية استشهاد الشيخ عز الدين القسام على ايدي
أفراد قوات الأنتداب
البريطاني، على جدول أعمال
مؤتمر
الحزب الذي انعقد في الثاني من
ديسمبر من العام 1935. وبينما كان
العرق يتفصد من وجنتيه، قال بن غوريون "
أنه لأمر خطير جداً، أنها المرة
الأولى منذ أن تفجر
الصراع
بيننا وبين العرب أن يبرز زعيم
عربي يحمل فكرة ومبدأ ويضحي
بنفسه في سبيلهما، أن هذا التطور ستكون
له أبعاد عميقة، وذلك لأن كل
الزعماء الذين واجهناهم
حتى
الآن لا يحظون باحترام
جماهيرهم، لمعرفة هذه
الجماهير، أن هؤلاء الزعماء
يبيعون شعوبهم من أجل مصالحهم الخاصة".
ويضيف " أن مقتل القسام يوفر
بعداً أخلاقياً لنضال العرب
ضد المشروع الصهيوني، وهذا ما
كانوا يفتقدونه حتى مقتل
القسام، أن الشباب العربي سينظرون الى القسام
كقدوة يرون أنه من الضرورة
الاقتداء بها، وهذا ما سيجعل
وجودنا
في هذه الأرض مرتبطاً باستمرار
اراقة الدماء ". هذه
الاقتباسات وغيرها نقلها الشاعر والمفكر الصهيوني حاييم
غوري في صحيفة " يديعوت
احرنوت " الإسرائيلية بتاريخ 15-3-1998، وذلك على لسان الصحافي
اليهودي جبرائيل تسفروتي الذي
قام بتغطية أحداث المؤتمر
المذكور. الرجوع الى ما قاله بن
غوريون هام جداً ازاء الجدل
الدائر حالياً في أوساط النخب العربية ، والذي
تدفع فيه بعض هذه النخب الى
التسليم بالمعايير التي
يرى
أعداء الأمة أنه يجب أن تتحقق في
القيادات التي تتولى مقاليد
الأمور في العالم العربي. و
لازالت كانت كلمات رئيس الوزراء
الاسرائيلي الأسبق ايهود
براك بعدما تسرح من قيادة هيئة
أركان جيش الاحتلال في العام 1998،
تتردد في الفضاء، عندما قال " لو ولدت
فلسطينياً لاخترت أن أعمل ضمن
حركات المقاومة
الفلسطينية
". ما العمل اذن ؟ فاعداؤنا لا
يحترمون إلا أصحاب المبادئ،
الذين يقبلون بالتضحية من أجل هذه المبادئ،
وليس الذين يوائمون أنفسهم مع
ارادة اعدائهم. لقد
استهجنت
وسائل الأعلام الصهيونية عندما
كان موشيه ديان الذي شغل منصب
وزير للدفاع والخارجية ورئيس أركان جيش
الاحتلال، يصر على قضاء الساعات
الطوال في الحديث الى
اعضاء
خلية حركة " فتح " التي نفذت
عملية " الدبويا " في
الخليل في العام 1981، والتي قتل فيها عدد كبير من
المستوطنين، وذلك في الزنزانة
التي كانوا يعتقلون فيها،
ويعبر
لكل من قابله عن اعجابه بجرأة
هؤلاء الشباب وقوة شكيمتهم.
ويفرد يعكوف بيري الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات
الإسرائيلية " الشاباك "،
وهو الجهاز الذي يتولى الجهد
الأساس في محاربة حركات
المقاومة، مجالاً للحديث في
كتابه " القادم لقتلك " عن اعجابه الشديد بشخصية
القائد المجاهد الشيخ صلاح
شحادة القائد العام السابق ل
" كتائب
عز الدين القسام "، الجناح
العسكري لحركة حماس، وذلك بعد
أن عجز التعذيب البشع الذي تعرض له على مدى 200
يوم متواصلة في أقبية التحقيق
الصهيونية وعلى ايدي
العشرات
من محققي " الشاباك " عن كسر
قناته وتحطيم ارادته وظل
محتفظاً بوقاره ورزانته في هذا الجو الكئيب،
ورفض الاعتراف بأي من التهم
الموجهة اليه، على الرغم
من
أن الكثيرين قد شهدوا عليه.
ويقول شمؤيل رومح وهو الذي تولى
قيادة " الشاباك " في قطاع غزة عند اندلاع
الانتفاضة الأولى أنه أدرك منذ
أندلاع هذه الانتفاضة
وانضمام
حماس اليها أن تحدياً وجودياً
بات يهدد اسرائيل. ولا تتمثل
الحساسية الشديدة التي تبديها الدولة
العبرية ازاء فوز حماس فقط في
برنامج المقاومة الذي
تمارسه
الحركة، بل وبشكل أكبر في دور
الحركة الأساسي في أسلمة
المجتمع والمقاومة الفلسطينية. ويقول الجنرال
بنيامين بن اليعاز وزير الدفاع
الاسرائيلي السابق أن
حركة
حماس تتحمل المسؤولية عن كل
العمليات الاستشهادية التي
نفذتها حركة " فتح " وقوى اليسار الفلسطيني،
مشيراً الى أن حماس قد قضت
عملياً على الطابع العلماني
للمقاومة
الفلسطينية الذي كان سائداً.
ويعتبر الجنرال عاموس مالكا
الرئيس الاسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية
الاسرائيلية أن أخطر ما يواجه
اسرائيل في المستقبل هو
تعاظم
ظاهرة " أسلمة المجتمع "
الفلسطيني. وينتقد مالكا دوائر
صنع القرار السياسي في تل ابيب لتقصيرهم في التوصل
لتسوية سياسية نهائية مع منظمة
التحرير، ليس فقط لحل
الصراع
بين الشعب الفلسطيني ودولة
الاحتلال، بل ايضاً لوقف عملية
أسلمة المجتمع الفلسطيني، على حد قوله. أذن
هؤلاء هم العرب الذين يحترمهم
الإسرائيليون ويخشونهم.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|