ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 21/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

حماس.. من حمل الهم الفلسطيني

إلى حمل هموم الأمة

أ.د. محمد اسحق الريفي

المأزق الذي يمر به المشروع الأمريكي في المنطقة جعل الولايات المتحدة الأمريكية تدرك تماماً أن نجاحها في إنجاز أجندتها للشرق الأوسط يعتمد على نجاحها في تمرير حل للقضية الفلسطينية ينسجم مع مخططاتها، وبتصدي حركة حماس لحلول التسوية للقضية الفلسطينية؛ عظم دورها واتسع ليشمل بالإضافة إلى حمل الهم الفلسطيني حمل هموم الأمة العربية والإسلامية.

فمن المؤكد أن حركات المقاومة وتيارات الممانعة الإسلامية تشكل عقبة كأداء تحول دون تحقيق الولايات المتحدة الأمريكية لمآربها وأطاعها في المنطقة.  كما أن الدرس التي تلقنه المحتل الأمريكي في العراق على أيدي المقاومة الباسلة؛ أقنع الولايات المتحدة الأمريكية بعدم قدرتها على تحمل نتائج المواجهة المباشرة مع المجاهدين، ولذلك لجأت الإدارة الأمريكية إلى أساليب جديدة تقوم على أساس دعم من تسميهم "المعتدلين" واستخدامهم أداة في حربها على حركات المقاومة الإسلامية، هذا بالإضافة إلى محاولات احتواء هذه الحركات.

وفي دراسة أصدرتها منظمة راند في الشهر الماضي بعنوان "بناء الشبكات الإسلامية المعتدلة" لمواجهة حركات المقاومة وتيارات الممانعة الإسلامية تم الإقرار بأن الصراع الأمريكي مع العالم الإسلامي هو أساساً "صراع أفكار"، ولكي تنتصر الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصراع؛ لا بد لها من إنشاء شبكات تنظيمية للمعتدلين المسلمين ودعمهم مالياً ومعنويا، بحسب زعم الدراسة.

وتمثل هذه الدراسة وهي بالمناسبة تافهة وغير علمية عملاً استخبارياً وخارطة طريق أمريكية لإعادة صياغة منطقتنا جغرافياً وسياسياً وثقافياً؛ بما يخدم المصالح الأمريكية، ويعزز كيان الاحتلال الصهيوني، ويمهد الطريق للهيمنة الأمريكية على بلادنا وشعوبنا.

وتجدر الإشارة إلى أن "راند" هي منظمة أمريكية صهيونية؛ تُعَدُ تقاريرها ودراساتها وأبحاثها مادة مهمة في صناعة القرار السياسي الأمريكي، بالإضافة إلى كونها جزء من منظومة الحكومة الأمريكية، ومؤسسة تنظر للمحافظين الجدد الأمريكيين واليمين النصراني المتصهين في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي هذا السياق؛ تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها إلى احتواء حركة حماس في ما يسمى أمريكياً "محور الاعتدال" في المنطقة، وذلك بمحاولة إقناع حماس بتغيير مبادئها ونهجها المقاوم...

وبإيحاء أمريكي؛ يبذل "محور الاعتدال" العربي جهوداً كبيرة، ويمارس ضغوطاً هائلة على حركة حماس، لإلحاقها بركب هذا المحور، إدراكاً من الإدارة الأمريكية بأهمية تمرير حل للقضية الفلسطينية في إنجاز أجندتها في المنطقة.

وهذا يلقي على حماس حملاً ثقيلاً في الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية؛ بالإضافة إلى ما تحمله من هم القضية الفلسطينية، فحماس تشكل ركناً شديداً من أركان ثقافة المقاومة الإسلامية وحركاتها وتياراتها في المنطقة، ولذلك فإن تمسك حماس بمبادئها ونهجها ضرورة بكل المقاييس، ليس فقط لإحباط محاولة احتوائها وإنهاء القضية الفلسطينية؛ بل كذلك لإحباط محاولات إعادة صياغة المنطقة وفق الرؤية الأمريكية الصهيونية.

فالاعتدال بالمفهوم الأمريكي الصهيوني يستهدف الإسلام، ولكن الأمريكيون والصهاينة يخشون البوح بذلك علانية؛ جبناً ومكراً، وهم يضطرون من أجل إخفاء نواياهم الشريرة، وتبرير تصرفاتهم العدوانية، إلى الاكتفاء بالحديث عن الحد من انتشار التطرف والإرهاب الإسلامي، علماً بأن الأمريكيين، وحلفاءهم، والصهاينة الإرهابيون، هم من يصنعون الإرهاب والتطرف، ويدعمونه، ويصدرونه للعالم، ويتخذون منه مبرراً لتشويه صورة الإسلام والهجوم على المسلمين.

إن الاعتدال الأمريكي؛ كغيره من المصطلحات الأمريكية الكثيرة التي تغزو ثقافتنا باستمرار، والتي ظاهرها خير ورحمة، وجوهرها الشر واللعنة، يأتي في سياق صراع الأفكار الذي تخوضه الولايات المتحدة الأمريكية مع العالم الإسلامي، لتتمكن من تمرير خططها وإنجاز أجندتها الشرق أوسطية، والقضاء على الثقافة الإسلامية.

فلقد وضعت الدراسة التي أعدتها منظمة راند اختباراً لفرز الإسلاميين المعتدلين عن غيرهم من المتشددين، بحسب وصف تلك الدراسة، ووفقاً لذلك الاختبار؛ فإن الاعتدال يعني التخلي عن الإسلام، والدخول في دين أمريكي جديد شعاره الأمركة والاستسلام، وتحول المسلمين إلى طابور خامس للأمريكيين...!!

وتكمن أهمية الدور المنوط بحماس، والمسؤولية الملقاة على عاتقها، في أن فئات كبيرة من الشعوب العربية والإسلامية ممن تنطلي عليهم الأكاذيب الأمريكية مهيأة لتقبل فكرة "الاعتدال"، ولديها قابلية للوقوع في شرك الخداع الأمريكي؛ لولا التحيز الأمريكي لكيان الاحتلال الصهيوني، والممارسات الإجرامية الأمريكية بحق الشعب الفلسطيني.

لذلك فإن استعصاء حماس على محاولة احتوائها وترويضها وحرفها عن نهجها المقاوم وعقيدتها الإسلامية؛ سيلحق الفشل الذريع بخارطة الطريق الأمريكية الهادفة إلى دعم نهج الاستسلام وعملية الأمركة في منطقتنا.

وهذا يستوجب على العرب والمسلمين في كل مكان وزمان ألا يتركوا شعبنا الفلسطيني يقف وحيداً في وجه قوى الشر والاستكبار التي تريد إذابة ثقافتنا وطمس هويتنا الإسلامية، فقوة حماس قوة للأمة، وانتصارها نصر للعرب والمسلمين والإنسانية، فهي الركن الشديد الذي يأوي إليه كل مقاوم للعدوان وغيور على الإسلام؛ بل كل حر وشريف وإنسان.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ