ــ
انتخابات
مجلس الشعب السوري
صوت
الضمير (بكيس كعك )
ياسر
الأطرش*
انتخابات مجلس
الشعب السوري صوت الضمير ( بكيس
كعك ) هذا طبعاً أبخس الأثمان
التي سمعنا عنها وتأكدنا منها ،
آخرٌ أكثر حرصاً على بطون
المواطنين حجز مطعم فندق
الكارلتون الفخم بإدلب ليلج
المواطن الإدلبي مكاناً يحلم
بدخوله ، أما أكثرهم ثقافة
وحرصاً على تثقيف المواطن فقد
تبرع بدفاتر وأقلام زُينتْ
بصوره الفاتنة واسمه الجليل ..
المرشح الأعرابي يدرك أزمة
الأساسيات من المواد التموينية
ولذا راح يوزع بكل سخاء أكياس
السكر والرز ... والمواطن جاهز
لبيع صوته وأمانته وضميره ..
جاهز لبيع كل شيء ، لأنه يدرك أن
أحداً من هؤلاء لن يكون صوته ،
ويدرك أيضاً أنهم جميعاً ليس
لهم صوت أساساً ، اللهم سوى كلمة
( موافقون ) التي يواظبون على
ترديدها لأربع سنوات .. في
محافظتي النائية تجاوزت مصاريف
الحملة الانتخابية لبعض
المرشحين 5 ملايين ليرة سورية (
لا غير ) .. والسؤال البسيط الذي
يطرح نفسه بإلحاح : ماذا سيحصّل
هذا المرشح في حال نجاحه من
عضوية مجلس الشعب ؟؟ أيها
المواطن يجب أن تحسد نفسك إذاً ..
أحدهم يدفع 5 ملايين ليرة ليرتقي
سلم المجلس ويكون خادمك الأمين
.. وصوتك الصارخ في وجه الظلم
والفساد .. وبما أن زمن الضحك
انتهى .. أعتقد أنه علينا أن
نستنفر ما بقي لدينا من دموع
..ونبكي .. نبكي أنفسنا وضمائرنا
وبلدنا .. نبكي أننا بعنا كل شيء
، وأخيراً وآخراً ها نحن مدعوون
لبيع ضمائرنا في المزاد العلني
.. والثمن في حده الأقصى كيس سكر (
لتصبح حياتك أحلى ) ، وربما لن
تحظى بأكثر من كيس كعك .. سيأكله
أطفالك في اليوم الأول .. ويشدون
حزام الجوع في اليوم الثاني ..
ولن تحظى بكيس آخر إلا بعد سنوات
أربع . ألا تقول قوانين
الانتخابات السورية أنه يمنع
توزيع المواد العينية والمادية
؟ ألم يصدر مرسوم أو قانون يحدد
سقف مصروفات الحملة الانتخابية
ب 3 ملايين ليرة ؟ ألا يعي
المواطن والدولة أن كبار التجار
وحتى تجار الممنوعات أصبحوا
يصلون إلى مجلس الشعب وأنهم
سيحصّلون عشرات أضعاف مصاريفهم
من خلال استغلال نفوذهم
وحصانتهم ؟؟ وقبل أن أنهي
تساؤلاتي أود أن أذكركم يا
أبناء الأمة السورية العظيمة ..
أنكم أعرق أمة في الأرض .. وأن
الحضارات انطلقت من هنا .. من
دمشق .. ومنها تعلم الكون
القراءة . وأذكركم أنكم من وضع
القوانين حين كان العالم غارقاً
في طغيانه وجهله .. وأذكركم أن
الضمير السوري ليس للبيع ..
فاتقوا الله في أنفسكم وفي
ضمائركم وفي أمتكم العظيمة ومن
يبيع صوته .. يبيع وطنه . وأخيرا
أقول : فسحقاً للخيام وجائعيها
هو الصندوق يكشفهمْ جليّا
وسحقاً لانتخابات الملاهي نبيع
بها ثرانا الآدميّا تجارات
العقول غدتْ كساداً سيُنتخبُ
الغباءُ ..فكنْ غبيّا
*كاتب
وشاعر سوري
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|