ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 29/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

هل تحولت الطائفة العلوية ..

عن الطائفية الوطنية ، إلى الطائفية الفارسية !؟

عبدالله القحطاني

   بعد أربعين عاماً من حكم الطائفة العلوية لسورية بشكل تامّ ـ مع بعض الديكورات الشكلية ! ـ .. كان المتوقع من عقلائها ومفكريها وساستها ، أن يتحولوا من الطائفية (المذهبية) إلى الطائفية (الوطنية) ..! فيصبح الوطن هو الهمّ الأول للطائفة ، ويصبح الشعب السوري ، بسائر فئاته وطوائفه ، هو المحضن الدافئ للطائفة العلوية ، كما هو محضن لطوائفه كلها .. ولا سيّما بعد أن خرجت الطوائف عامّة ، ومنها الطائفة العلوية ، من عزلتها النفسية ، التي كانت تعاني منها طوال عقود عدّة ، بسبب ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية ، كانت تحكم المنطقة كلها، بما فيها سورية ، في عهد الاستعمار الأجنبي ..!

   كان المتوقع من الطائفة العلوية ، التي انفردت بحكم سورية ، طوال أربعين سنة ، هي ثـلثا عمر سورية الحديثة ، بعد جلاء فرنسا عنها .. أن تعيد برمجة انتمائها وولائها للوطن والشعب .. ولاسيما أنها نالت من خيرات الوطن ، في فترة حكمها هذه ، مالم تنله طائفة منفردة ، في أيّة دولة في العالم ، سواء أكانت أقـلية أم أكثرية، في سورية ، أوغيرها ! وأنها حققت من الهيمنة السياسية والاجتماعية والأمنية ، مالم تحققه طائفة منفردة في سورية ، أقـلية كانت أم أكثرية ..! وأنها ، بهذه الهيمنة، حققت اندماجاً اجتماعياً واسعاً ، مع فئات الشعب ، ولا سيّما الأكثرية السنية ،عبر المصاهرة، والتجارة ، والوظائف ، والمدارس ، والجامعات ، والانتشار في طول البلاد وعرضها .. ممّا كَسر ـ أو يفترَض أن يكون قد كَسرـ الإحساس بالعزلة الطائفية ، والغربة النفسية عن أكثرية الشعب السوري ..! فالمصاهرة وحدَها تحقق اندماجاً أسَرياً قوياً ، واندماجاً اجتماعياً بناء عليه ، قوياً كذلك ! ممّا يحقق اندماجاً نفسياً ، وإحساساً مشتركاً بالحياة عامّة ، وبالكثير من مفرداتها وتفصيلاتها .. وهذا كله بحسب طبائع الأشياء ، وسنن الحياة الاجتماعية المشتركة بين البشر!

   فما الذي حصل في السنوات الأخيرة !؟

بدأ التمدّد المذهبي ، الصفوي الإيراني ، يتسارع بشكل عنيف ، في أوساط المجتمع السوري ، وبين أهل السنة خاصّة ..! وبدعم كامل وغير محدود ، من قِبل أجهزة الأمن السورية .. حتى كأن أمن التمدّد الشيعي الفارسي ، جزء أصيل ومهمّ مِن أمن الوطن ! بل أكثر من ذلك : صار رجال الأمن السوري حراساً يقظين شرسين ، لهذا التمدّد الطائفي الشيعي الفارسي ، بدلاً من أن يكونوا حُماة للوطن منه ! كما تغلغل رجال الأمن الفارسي ، في نسيج العلاقات الاجتماعية السورية ، وصاروا يتحركون كما لو أنهم في طهران أو شيراز أو قمْ .. دون خوف من حسيب أو رقيب ..! يوجّهون حركة التشيّع ، ويرسمون أبعادها ، ويشترون العقارات والأراضي ، لبناء المزارات والحسينيات ، في سائر المحافظات السورية ..! والويل لمن يعارض ، أو يرفض بيع عقاره ، أو أرضه التي يقرر دعاة التشيّع شراءها ! بل إن محافظات معيّنة ، كمحافظة درعا ، رسِمتْ لها خطط ، لتشييع أهلها بالكامل ، خلال مدة لا تزيد على عشر سنوات .. بدعم عجيب ، وإصرارغريب ، ولهاث محموم ، من عنصر متنفّذ فيها ، يدعى زيدان غزالة ، وهو قريب لضابط الأمن السوري رستم غزالة ، الذي أسنِد إليه حكم لبنان بعد غازي كنعان ..! وكل ذلك بتمويل مباشر من إيران ، ومن بعض أثرياء الشيعة في بعض دول الخليج !

   فـلمَ هذا كله !؟

لا نحسب هذا نابعاً من تديّن فجائي أصاب جهاز الحكم السوري ، بساسته وعسكره وأجهزة أمنه .. على حين غرّة ! فصاروا دعاة للإسلام ، على المذهب الشيعي..! وحصَروا دعوتهم هذه في أوساط السنّة ، ليَهدوهم إلى الصراط المستقيم ، صراط الأئمة الاثني عشر!

   فما السبب إذن !؟

إنه الخوف على السلطة ، المهدّدة من جهات عدّة ، منها :

- المحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق بجريمة قتل الحريري ( وهذا سبب متأخّر، زاد من لهاث القوم ، ومسابقتهم للزمن ، في تشييع أكبر عدد ممكن ، من أبناء الشعب السوري) !

- المعارضة السورية التي تتزايد قوّتها ، كلما تناقصت قوّة الأسرة الحاكمة.

- اهتزاز صورة الأسرة الحاكمة ، لدى صناع القرار الأمريكان ، والجدل الدائر بينهم وبين حكّام تل أبيب ، المتشبثين بحكم الأسرة الأسدية ، بكل قوّة ، في مواجهة  فريق من الإدارة الأمريكية ، يرى ضرورة الإطاحة بحكم هذه الأسرة ، التي باتت عنصر تهديد لأمن المنطقة برمّتها ، بعد أن زاد فسادها الداخلي ، وعبثها الخارجي، إلى حدّ لم يعد يطاق !

- الأحلام الطائفية ، التاريخية الغامضة ، لدى بعض عناصر الطائفة ، بإحياء عصر الدولة الفاطمية ، بسعي من الدولة الإيرانية الفارسية ، التي قامت ، أساساً ، على المذهب الشيعي ، وعلى طريقة إسماعيل شاه الصفوي تحديداً ، بصرف النظر عن اجتهادات سائر الفرق الشيعية الأخرى ، في العالم العربي والإسلامي ! وما نحسب الذين عاصروا حركة الخميني ، في بداية حكمها ، ينسون الشعارات التي رفعتها ، لتصدير ثورتها ، للهيمنة على العالم الإسلامي ..! كما لا نظنّ هذه الأحلام قد ماتت في رؤوس أصحابها ، أو نُسيَت ! فهي تفعل فعلها ، منذ ذلك التاريخ حتى اليوم ! ومَن يتابع حملات التشييع في العالم العربي ، يعرف ، بالضبط ، ماذا يريد القوم .. وإلى أين هم ذاهبون ..! وأهمّ وسيلة لديهم ، هي استغفال السذّج ، من أبناء المسلمين، الذين لا قدرة لديهم على الفهم ، أو لا قدرة لديهم على متابعة ما يجري تحت سمعهم وبصرهم ..! فيرفعون شعارات حالمة ، يظنون فيها خيراً لأمّة الإسلام ، التي نصبوا أنفسهم أوصياء عليها ، وصاروا كاسحات ألغام بين شعوبهم ، يمهّدون السبل للزحف الشيعي الفارسي المتنامي ، بشكل يصعب تصوره ! وكل ذلك لمواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي في العالم العربي ! وبالطبع مَن يفكر بطريقة هؤلاء الأوصياء (العباقرة !) ، يصعب عليه أن يرى العلاقة الحميمة الرهيبة ، بين المشروع الصهيوني الأمريكي ، والمشروع الصفوي الفارسي ، على أرض العراق .. وقبل ذلك على أرض أفغانستان ، ثم على أرض الشام ، وبعدها على كل أرض عربية وإسلامية ..! لأنه لا يستطيع أن يفكر بغير الشعار الذي يراه مرفوعاً أمامه ، شعار (الممانعة والتصدّي ، ومقاومة المشروع الاستعماري الصهيوني ، المعادي للأمّة

 وتطلعاتها نحو المستقبل الزاهر..) !

  وسنظلّ نفترض ، برغم كل ما يجري ، أن عقلاء الطائفة العلوية في سورية ، الذين يفكرون بعقول واعية ، وينطلقون من حسّ وطني ، في تعاملهم مع مواطنيهم، هم أكثرعدداً ، من أولئك المتنفذين داخل دائرة السلطة ، المغلوبين بحرارة الرؤوس ، والمخمورين بخمر السلطة ، الذين لا يرون أبعد من أنوفهم ، أو أبعد من أرجل الكراسي التي يجلسون عليها ..! وسنظلّ نعوّل على هذا الافتراض المتـفائل ، حتى يَثبت عكسه .. أو يقضي الله ، في البلاد والعباد ، أمراً كان مفعولا !

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ