ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 03/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة:

أصحاب الأفكار يحلمون ويتجادلون..

ولصوص الحكم يأكلون الدجاج !

عبدالله القحطاني

1) اثنان يحلمان ، والثالث يأكل الدجاجة :

تقول الطرفة : إن ثلاثة رجال كانوا في سفر . وكانت معهم دجاجة مشويّة . وقد تعبوا ، وجلسوا للاستراحة والطعام . وحين فكّروا بأمر الدجاجة ، وجدوا أنها لا تكفيهم جميعاً ، فاقترح أحدهم أن يناموا ، ومَن يَحلم منهم حلماً أغربَ مِن حلمَي صاحبيه ، يأكل الدجاجة وحده . وافقوا على الاقتراح وناموا . وحين أفاقوا ، روى أحدهم حلمَه ، وهو أنه رأى نفسه في السماء السابعة . ثم روى الثاني أنه رأى نفسه في الأرض السابعة . وحين جاء دور الثالث ، قال لهم معتذراً ، إنه أفاق من نومه جائعاً ، وأراد أن يوقظهما ، ليأكلوا الدجاجة معاً ، فلم يجدهما .. وحين نظر إليهما، وجد الأول في السماء السابعة ، والثاني في الأرض السابعة .. فاضطرّ أن يأكل الدجاجة وحده !

2) هل تعني هذه الطرفة شيئاً ، للمعارضات السياسية ، التي تتصدّى لأنظمة الحكم المستبدة ، في بلادها !؟ أجل .. نحسبها تعني الكثير:

أصحاب الأفكار والنظريات ، والفلسفات والآراء .. يتناقشون فيما بينهم ، ويتجادلون، ويتشاتمون أحيانا ، ويتبادلون التهم ، بالجهل ، أو التقصير، أو قلّة الفهم ، أو سوء النية ، أو ضعف الإخلاص .. أحيانا !

بينما لصوص الحكم ، الذين سطوا على السلطة في بلادهم ، لا يملكون شيئاً من النظريات والفلسفات والآراء والأفكار.. التي يتجادل حولها هؤلاء ، ويتصارعون ..!

وإذا وجِد بعض حملة الأفكار والنظريات ، في صفّ هؤلاء اللصوص المتسلطين ، فإنّما هم مثلهم ، مجرّد لصوص صغار، يخدمون لصوصاً جهلة كباراً ، ويسوّغون لهم ما يفعلون ، من عمليات سرقة ، ونهب ، وخيانة ، وتدمير للبلاد ، وسحق للعباد..! أيْ أنهم ( مرتزقة بالكلام ) ! وهم يختلفون ، بالطبع ، عن مرتزقة السلاح، الذين يكونون ، في العادة ، جَهلة مغامرين ، يقامرون بحياتهم ، لقاء دريهمات يقبضونها ، ممّن يستأجرهم لخدمة أهدافه ومآربه !

3) مَن يتابع ، اليوم ، حركة السياسة ، في الدول المحكومة بالاستبداد ، وكلها من دول العالم المتخلف ، الذي كان يسمى ثالثاً ، حين كان في العالم (عالمان) : العالم الرأسمالي الحرّ ، والعالم الاشتراكي .. من يتابع حركة السياسة ، يشاهد هذه الصورة متجسّدة في أكثرية هذه الدول ، إن لم يكن فيها كلها : حكّام جَهلة ، يستأثرون بمقاليد السلطات في بلادهم ، ويسخّرون قوى الدولة والمجتمع للمحافظة على سلطاتهم.. ومعارضات متنوعة المشارب والتوجهات ، موزّعة الأهواء ، تتصارع فيما بينها، حول أفكار ليس لها أي تأثير على الحكّام اللصوص ، صنّاع القرارات في الدول التي سرقوا الحكم فيها ..!

4) والطريف ، أن لصوص الحكم ، يتبادلون الخبرات فيما بينهم ، حول كيفية سرقة الكراسي ، وكيفية المحافظة عليها ..! ( وقد وردت طرائف كثيرة حول هذا الأمر، قديماً وحديثاً !) .. بينما تعجز أكثر المعارضات ، عن الإفادة من تجارب المعارضات الأخرى ، في دول أخرى ، سواء في الأخذ بالتجارب الناجحة ، أو في تجنّب التجارب المخفقة ..! ولو أردنا أن نعدّد التجارب المخفقة ، التي كرّرتها المعارضات،  في مساعيها لتحرير بلدانها من الاستبداد ، في الكثير من الدول ، لوجدناها كثيرة ..! بينما لا نرى إلاّ القليل من التجارب المخفقة ، التي تمّ تجنّبها ، أو تحاشي الوقوع في مَهاويها المهلكة ! وحسب المتابع أن يستعرض في ذاكرته ، ما جرى في السنوات العشر الأخيرة ، من تجارب مكرّرة ، ناجحة ومخفقة .. ليتأكّد من حقيقة الأمر ! فهل جاء هذا كله ، على سبيل المصادفات العشوائية ، أم أن له أسباباً متشابهة ، تتعلق بطبائع الشعوب ، وطبائع اللصوص المغامرين ، وطبائع المعارضات .. منها ما ذكِر آنفاً ، ومنها ما يحتاج إلى مزيد من المتابعة والتدقيق ، وأخذ العبَر !؟

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ