ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 05/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

إبليس  النظام السوري في لبنان إلى أين ...!.

د.نصر حسن

تمر الأيام ثقيلة على لبنان وحبلى بكل مجهول مادام أسير حالة الإستعصاء السياسي التي حشره النظام السوري وأعوانه فيها , وأصبح واضحا ً لدى جميع الأطراف الداخلية الفاعلة والمفعولة على الساحة اللبنانية ومعها بعض الأطراف العربيةوالدولية التي تمسك ببعض خيوط الرخي والشد في مكوك الحياة اللبنانية  , إلى أن الخروج من عنق الزجاجة يتطلب وضع حد لدور النظام السوري الذي يلخصه تغذية الفتنة وتهييج الوضع السياسي والأمني والأهلي باتجاه الإنفجار, ويمهد له حدوث المزيد من الجرائم السياسية  مهما تغطت بهذا الغطاء أو ذاك , ومع استمرار دور النظام والبطء في تحريك آليات الحل واستمرار حدوث الجرائم تستمر علامات الإستفهام والقلق وحيرة كل الأطراف وتعثرهم في  الإجابة وتأشير آفاق الحل والمخرج , ويبقى الجميع يدور حول الفتنة وفيها طوعا ً أو قسرا ً .

والنظام السوري الذي حكم لبنان بقوة السلاح والجيش والمخابرات لعقود وضمن عقدة سياسية مستعصية على تجاوزها من قبله لأنها أساسا ً مرتبطة ً بوجوده كله , بمايمثله له لبنان من ورقة سياسية وأكثر منها أمنية واقتصادية قد تكون الوحيدة الباقية للنظام السوري لكي  يثبت من خلالها وجوده الإقليمي ويصدر إليها تناقضاته الداخلية والإقليمية ويحولها بازارا ً للمساومات ويبرزها عصا ً غليظة في وجوه اللبنانيين جميعا ً , وإذا استدعت ضرورة التأثير والبقاء تتحول إلى جرائم وتاريخ النظام السوري معروف وقائمة جرائمه تطول وأخطرها على لبنان والمنطقة هي جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري التي لازالت نتائجها تهز لبنان وسورية والمنطقة.

والفتنة في لبنان ليست نائمة بل هي في أعلى درجات نشاطها , ومظاهرها تتسلسل وتجاوزت بدايتها بل قطعت شوطا ً يوضحه هذا الإصطفاف الحاد بين الفرقاء حول موقف النظام السوري ودوره والموقف من المحكمة الدولية التي تمشي آلياتها على بيض مجلس الأمن ببطء وحذر شديد خشية أن تنكسر وتفلت الأمور ويدخل لبنان فعليا ً ورسميا ً إلى الإنهيار والحرب الأهلية ,عندها تعم الفوضى ويفقد كل الأطراف قدرتهم على التأثير سوى النظام السوري لأنه يملك أدوات فتنة  كثيرة وخبرة  ومهنية عالية في هذا السياق ويبقى هو اللاعب الأساسي في عملية تمزيق لبنان من جديد.

ولعل الجريمة البشعة التي حدثت باختطاف "الزيادين " تعطي مؤشرات تذكرنا  بالإصرار على استحضار مقدمات الحرب الأهلية عام 1976  في ذات المنطقة التي أرادها الفاعل تعبيرا ً سياسيا ً وجغرافيا ً وطائفيا ً لتحريك الغرائز باتجاه التفجير ودق طبول الحرب الأهلية علنا ً في أجواء الإحتقان والخوف الذي يسيطر على جميع اللبنانيين , ومع عقلانية  الموقف الذي أبدته مختلف الأطراف اللبنانية وخاصة ً قوى 14 آذار وزعيم التيار الديموقراطي وليد جنبلاط من الجريمة البشعة ورمي كرة النار في مرمى الدولة اللبنانية لإطفائها رغم بشاعة طريقة تنفيذ الجريمة  وإخراجها الذي يصب في مجرى واحد هو إرعاب اللبنانيين وحصرهم في دائرة الطاعة أو تأطيرهم مذهبيا ً والتهديد بالحرب الأهلية , تبقى ضرورة التعامل الحركي مع الحدث كي لا تضيع الدماء وتضيع الفرصة على محاسبة الجاني ويستمر لبنان في الدوران في الحلقة المفرغة بمايشبه انتظار في الوقت الضائع ليفيق مجددا ً على جريمة أخرى تنقله أكثر فأكثر في ظروف لبنان المحتقنة باتجاه الحرب الأهلية .

ولبنان اليوم يعيش فصول الرعب التي أسس لها النظام السوري وبأسوأ أشكالها هو الآن على أبواب استحقاقات خطيرة بعضها داخلي يتعلق بقدرة اللبنانيين على التمسك بالإستقلال والسيادة والديموقراطية والعيش المشترك وقطع الطريق على فتنة النظام السوري التي تغلي تحت رماد سكون أو بطء آليات الحل اللبنانية والعربية والدولية , وبعضها خارجي مرتبط عضويا ً بخرائط ومشاريع شرق أوسطية متعثرة هي الأخرى وسط شلالات الدماء التي تسفك هنا وهناك , ومابين هذا وذاك لامخرج سوى بتفعيل آليات تشكيل المحكمة الدولية حيث البداية لنقل لبنان من حالة الإحتقان ووسواس الحرب الأهلية إلى أطوار الأفق السياسي التي تعطي لبنان دفعا ً باتجاه الخروج من الكارثة .

يبقى المخرج هو بضرورة فهم جميع الأطراف وخاصة ً التي لازالت تراهن على إبليس النظام السوري أن دورها في الحفاظ على انتمائها الوطني وعلى لبنان الحر الديموقراطي وإقرارها بضرورة أن يأخذ القانون والعدالة مجراهما وبحاجة أن يتفق اللبنانييون جميعا ً هذه المرة على الحياة وليس الإنجرار وراء غرائز الحرب الأهلية والموت , وأولى الخطوات العملية بعد أن ذاب الثلج وبان المرج هو العمل على الإتفاق على ضرورة تشكيل المحكمة الدولية لأن مستقبل لبنان أصبح مرهونا ً بها , بحكم حجم الجريمة أولا ً وبحكم إفرازاتها ثانيا ً وبحكم التعقيدات الداخلية والإقليمية ثالثا ً وبحكم الخلل في المعادلة السياسية الداخلية رابعا ً وبتأثير الدور السوري الإيراني وتخزين السلاح لدى طرفا ً واحدا ً يهدد استقرارالوضع الداخلي خامسا ً ولإرتباطها العضوي مع النظام السوري سادسا ً, ولأنها العامل الوحيد الذي يضخ الثقة لللبنانيين التي تؤسس لهيبة العدالة والقانون وإعادة الإعتبار للمفهوم والإنتماء الوطني أخيرا ً.

وأخيرا ً قد تكون زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان مؤخرا ً مؤشرا ً على عمق الأزمة وفشل الأطراف الداخلية بناء ً على ضغط ابليس النظام السوري وقبيلته لتعطيل  الوصول إلى توافق لبناني حول تشكيل المحكمة الدولية من جانب , واستطلاع ميداني من قبل الأمين الأممي على آخر استعدادات ونوايا كل الأطراف واتجاهاتها من جانب آخر , مترافقا ً مع تقييم دقيق لدور النظام السوري في المستقبل القريب الذي سيتبع تشكيل المحكمة الدولية تحت البند السابع وهو الخيار الوحيد المتبقى أمام لبنان والعالم لطي صفحة خطيرة وفتح صفحة أخرى في حياة لبنان , ومابين الصفحتين نقلة واحدة ووحيدة في احتمالين متعاكسين إما اختطاف لبنان مرة ً أخرى وإما الإمساك بخوانيق أبليس النظام السوري ومحاكمته وفتح طريق المستقبل على أسس العدل بوابة الحياة الجديدة في لبنان .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ