ــ
ومضات
محرّضة :
هل
يَقفز الضابط المغامر إلى
السلطة ، ليقول للناس :
شاركوني
فيها!؟
عبدالله القحطاني
• الحالات النادرة لا يقاس عليها
.. كحالة عبد الرحمن سوار الذهب
في السودان ، وحالة محمد ولد فال
في موريتانيا ! فهذه حالات تعكس
طبائع رجال حقيقيين ، بشَر،
وأبناء وطن ، وكبار في نظر
أنفسهم ، قبل أن يكونوا كباراً
في أنظار الناس ! وكل منهم يرى
السلطة وسيلة ، لإدارة حياة
الناس ، وتحقيق مصالحهم ومصالح
أوطانهم ، لا وسيلة للتحكّم بهم
، ونهب ثرواتهم ، وخنق حرياتهم
..! وهذا هو الفرق ، بين الرجل
الكبير، الذي يرى نفسه أكبر من
السلطة ، وبين الصغير، أو القزم
، الذي يرى نفسه هزيلاً ، تافهاً
، لا قيمة له خارج دائرة الكرسي
، الذي يجلس عليه ، ويطلّ على
الناس مِن فوقه !
• الذي يطالبون لصوصَ الحكم ،
بإشراك شعوبهم في سلطاتهم ،
يقسمون إلى فئات عدّة من
المواطنين ، أبرزها :
- السذّج الذين لا يفقهون شيئاً
من الحياة الإنسانية ،
الاجتماعية منها ، والسياسية
وغيرها ..! ( ونؤكّد على أن
المقصودين هنا ، هم لصوص الحكم ،
من العسكر المغامرين .. لا كل مَن
استولى على السلطة السياسية
بقوّة العسكر.. فالنموذجان
السوداني والموريتاني ، واضحان
لدينا.. وقد أشرنا إليهما بداية).
- العجَزة الذين لا يملكون شيئاً
من وسائل القوّة ، يجابهون
يجابهون به قوّة العسكر في
بلادهم ! وإذا ملكوا ما يمكّنهم
من المجابهة ، تردّدوا ،
وأحجموا، وجَبنوا ! فهؤلاء ،
إنّما يمنعهم عن مجابهة اللصوص
المستبدين ، العجز ، أو الجبن ،
أو كلاهما..لا الحكمة ، ولا
الحرص على مصلحة الوطن والشعب !
- النخب العاقلة المثقفة ، التي
تعلم أن الحكم إنّما هو حقّ
للشعوب ، لا للمغامرين ! وتعلم
أن المجابهات المسلحة ، بين
أبناء الوطن الواحد ، تضرّ أكثر
ممّا تنفع ! وتؤمن أن للكلمة
تأثيراً حقيقياً ، في الصراعات
السياسية والاجتماعية .. ولو كان
هذا التأثير بطيئاً ! حتى إذا
جاوز طغيان اللصوص ، وعبثهم
بمصير البلاد والعباد ، كل حدّ ،
واستثارت حماقاتُهم ، حماقاتٍ ،
أو حماساتٍ ، شعبيةً مضادّة ،
واشتعلت نيران الصراع الدامي
المدمّر.. انصرف همّ هذه النخب
المثقفة العاقلة ، إلى إطفاء
الحرائق ..! أو احترقوا في
لهيبها.. كما حَدث ـ ويحدث اليوم
ـ في بلدان كثيرة !
• المناهج الموحّدة ، التي
يتبعها لصوص الحكم ، في سبيل
استيلائهم على السلطة ، وفي
سبيل احتفاظهم بها :
- صناعة الشعارات البرّاقة ، التي
تتضمّن أهدافاً وطنية عامّة ..
واتّخاذَها أغطية ، لتسويغ
/الاستيلاء/ على السلطة ، مثل :
(تحرير.. إصلاح .. مكافحة فساد
..رفع مستوى الشعوب اقتصادياً
واجتماعياً.. إزالة الطغيان..!)
وبالطبع ، كل لصّ يتبنّى من
هذه الشعارات ، ما يراه مناسباً
لظروف بلاده، وتطلعات شعبه !).
- صناعة الشعارات البرّاقة ، التي
تتضمّن أهدافاً عامّة ،
واتّخاذها أغطية، لتسويغ
/الاحتفاظ/ بالسلطة مدى الحياة ،
مثل : (المحافظة على أمن الوطن من
المؤامرات الداخلية والخارجية
.. المحافظة على المنجزات
والمكتسبات التي حققتها /
الثورة المباركة !/ .. المحافظة
على الوحدة الوطنية من عبث
العابثين ..!) . وهنا ، كذلك ،
يتّخذ كل لصّ ، ما يراه مناسباً
، لظروف بلاده وتطلعات شعبه ، من
شعارات برّاقة ، يغطّي بها
الهدف الحقيقي ، من استئثاره
بالسلطة ، واحتفاظه بها ، إلى أن
يهلك ، أو يطيح به انقلاب آخر،
يحمل الشعارات ذاتها ، أو
شعارات أخرى مشابهة !).
• النقاط التي يستند إليها لصوص
الحكم ، في سرقة السلطات
السياسية ،والاحتفاظ بها:
- قوّة السلاح ، لدى الجيوش
الوطنية ، وهي قوّة حَصرية ، لا
تملكها في العادة أيّة فئة داخل
الدولة ، سوى الجيش .( وأهم ركيزة
في هذه القوّة ، هي قوّة
الميليشيات الخاصّة ، التي
تصنعها الحكومات ، لحماية
كراسيها ، وتسمّيها أسماء
مختلفة ، مثل : كتيبة حماية
الثورة .. سرايا الدفاع .. سرايا
الصراع.. الوحدات الخاصّة ..
الحرس الجمهوري ..!)
- جهل الشعوب بحقوقها ، وجهلها
بأساليب الاحتفاظ بها ، وجهلها
بأساليب مقاومة اللصوص الذين
يسرقونها !
- الضعف النفسي والخلقي ، لدى
فئات من الناس الانتهازيين ،
المستعدّين لخدمة أيّ قويّ ،
حتى لو سَرق حقوق شعبهم كلها..
وحتى لو استولى على بيوتهم ،
وعبث بكراماتهم ، ونهب قوت
أطفالهم ..!
- تناقضات المعارضات ، وتشتّت
آرائها ، وتباين مصالحها .. مع
تغذية هذه التناقضات ، بشكل
مستمرّ ، من قِبل لصوص الحكم ،
وتأجيج الصراعات بين هذه القوى
المعارِضة ، لتظلّ منصرفة عن
مقاومتهم ، مشغولة بالمشكلات
القائمة فيما بينها !
- اعتماد اللصوص على دولة خارجية
قوية ، عند القفز إلى السلطة ،
وعند الاحتفاظ بها !
• كثيرون من قادة المعارضات ،
عرفوا أبعاد اللعبة ، التي
يمارسها لصوص الحكم في بلادهم
..ّ إلاّ أنهم محكومون بتناقضات
الواقع ، التي تقيّد تصرفاتهم
وقراراتهم ، داخلياً وخارجياً
..! ومِن أبرزها ، وأشدّها
تكبيلاً لإرادة المعارضة في
بلادها ، تناقضات المعارضة فيما
بينها ..! وهذا هو الرهان الأقوى
، الذي يراهن عليه لصوص الحكم في
بلادهم ، ليظلوا محتفظين
بالسلطات ، أطول فترة ممكنة ! مع
إدراك قادة المعارضات لهذا
الرهان ، وعجزهم عن تأجيل
الاهتمام بتناقضاتهم إلى ما بعد
تحرير بلادهم من سيطرة اللصوص !
ولله في
خلقه شؤون !
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|