ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 05/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة :

هل يَقفز الضابط المغامر إلى السلطة ، ليقول للناس :

شاركوني فيها!؟

عبدالله القحطاني 

• الحالات النادرة لا يقاس عليها .. كحالة عبد الرحمن سوار الذهب في السودان ، وحالة محمد ولد فال في موريتانيا ! فهذه حالات تعكس طبائع رجال حقيقيين ، بشَر، وأبناء وطن ، وكبار في نظر أنفسهم ، قبل أن يكونوا كباراً في أنظار الناس ! وكل منهم يرى السلطة وسيلة ، لإدارة حياة الناس ، وتحقيق مصالحهم ومصالح أوطانهم ، لا وسيلة للتحكّم بهم ، ونهب ثرواتهم ، وخنق حرياتهم ..! وهذا هو الفرق ، بين الرجل الكبير، الذي يرى نفسه أكبر من السلطة ، وبين الصغير، أو القزم ، الذي يرى نفسه هزيلاً ، تافهاً ، لا قيمة له خارج دائرة الكرسي ، الذي يجلس عليه ، ويطلّ على الناس مِن فوقه !

• الذي يطالبون لصوصَ الحكم ، بإشراك شعوبهم في سلطاتهم ، يقسمون إلى فئات عدّة من المواطنين ، أبرزها :

- السذّج الذين لا يفقهون شيئاً من الحياة الإنسانية ، الاجتماعية منها ، والسياسية وغيرها ..! ( ونؤكّد على أن المقصودين هنا ، هم لصوص الحكم ، من العسكر المغامرين .. لا كل مَن استولى على السلطة السياسية بقوّة العسكر.. فالنموذجان السوداني والموريتاني ، واضحان لدينا.. وقد أشرنا إليهما بداية).

- العجَزة الذين لا يملكون شيئاً من وسائل القوّة ، يجابهون يجابهون به قوّة العسكر في بلادهم ! وإذا ملكوا ما يمكّنهم من المجابهة ، تردّدوا ، وأحجموا، وجَبنوا ! فهؤلاء ، إنّما يمنعهم عن مجابهة اللصوص المستبدين ، العجز ، أو الجبن ، أو كلاهما..لا الحكمة ، ولا الحرص على مصلحة الوطن والشعب !

- النخب العاقلة المثقفة ، التي تعلم أن الحكم إنّما هو حقّ للشعوب ، لا للمغامرين ! وتعلم أن المجابهات المسلحة ، بين أبناء الوطن الواحد ، تضرّ أكثر ممّا تنفع ! وتؤمن أن للكلمة تأثيراً حقيقياً ، في الصراعات السياسية والاجتماعية .. ولو كان هذا التأثير بطيئاً ! حتى إذا جاوز طغيان اللصوص ، وعبثهم بمصير البلاد والعباد ، كل حدّ ، واستثارت حماقاتُهم ، حماقاتٍ ، أو حماساتٍ ، شعبيةً مضادّة ، واشتعلت نيران الصراع الدامي المدمّر.. انصرف همّ هذه النخب المثقفة العاقلة ، إلى إطفاء الحرائق ..! أو احترقوا في لهيبها.. كما حَدث ـ ويحدث اليوم ـ في بلدان كثيرة !

• المناهج الموحّدة ، التي يتبعها لصوص الحكم ، في سبيل استيلائهم على السلطة ، وفي سبيل احتفاظهم بها :

- صناعة الشعارات البرّاقة ، التي تتضمّن أهدافاً وطنية عامّة .. واتّخاذَها أغطية ، لتسويغ /الاستيلاء/ على السلطة ، مثل : (تحرير.. إصلاح .. مكافحة فساد ..رفع مستوى الشعوب اقتصادياً واجتماعياً.. إزالة الطغيان..!)  وبالطبع ، كل لصّ يتبنّى من هذه الشعارات ، ما يراه مناسباً لظروف بلاده، وتطلعات شعبه !).

- صناعة الشعارات البرّاقة ، التي تتضمّن أهدافاً عامّة ، واتّخاذها أغطية، لتسويغ /الاحتفاظ/ بالسلطة مدى الحياة ، مثل : (المحافظة على أمن الوطن من المؤامرات الداخلية والخارجية .. المحافظة على المنجزات والمكتسبات التي حققتها / الثورة المباركة !/ .. المحافظة على الوحدة الوطنية من عبث العابثين ..!) . وهنا ، كذلك ، يتّخذ كل لصّ ، ما يراه مناسباً ، لظروف بلاده وتطلعات شعبه ، من شعارات برّاقة ، يغطّي بها الهدف الحقيقي ، من استئثاره بالسلطة ، واحتفاظه بها ، إلى أن يهلك ، أو يطيح به انقلاب آخر، يحمل الشعارات ذاتها ، أو شعارات أخرى مشابهة !).

• النقاط التي يستند إليها لصوص الحكم ، في سرقة السلطات السياسية ،والاحتفاظ بها:

- قوّة السلاح ، لدى الجيوش الوطنية ، وهي قوّة حَصرية ، لا تملكها في العادة أيّة فئة داخل الدولة ، سوى الجيش .( وأهم ركيزة في هذه القوّة ، هي قوّة الميليشيات الخاصّة ، التي تصنعها الحكومات ، لحماية كراسيها ، وتسمّيها أسماء مختلفة ، مثل : كتيبة حماية الثورة .. سرايا الدفاع .. سرايا الصراع.. الوحدات الخاصّة .. الحرس الجمهوري ..!)

- جهل الشعوب بحقوقها ، وجهلها بأساليب الاحتفاظ بها ، وجهلها بأساليب مقاومة اللصوص الذين يسرقونها !

- الضعف النفسي والخلقي ، لدى فئات من الناس الانتهازيين ، المستعدّين لخدمة أيّ قويّ ، حتى لو سَرق حقوق شعبهم كلها.. وحتى لو استولى على بيوتهم ، وعبث بكراماتهم ، ونهب قوت أطفالهم ..!

- تناقضات المعارضات ، وتشتّت آرائها ، وتباين مصالحها .. مع تغذية هذه التناقضات ، بشكل مستمرّ ، من قِبل لصوص الحكم ، وتأجيج الصراعات بين هذه القوى المعارِضة ، لتظلّ منصرفة عن مقاومتهم ، مشغولة بالمشكلات القائمة فيما بينها !

- اعتماد اللصوص على دولة خارجية قوية ، عند القفز إلى السلطة ، وعند الاحتفاظ بها !

• كثيرون من قادة المعارضات ، عرفوا أبعاد اللعبة ، التي يمارسها لصوص الحكم في بلادهم ..ّ إلاّ أنهم محكومون بتناقضات الواقع ، التي تقيّد تصرفاتهم وقراراتهم ، داخلياً وخارجياً ..! ومِن أبرزها ، وأشدّها تكبيلاً لإرادة المعارضة في بلادها ، تناقضات المعارضة فيما بينها ..! وهذا هو الرهان الأقوى ، الذي يراهن عليه لصوص الحكم في بلادهم ، ليظلوا محتفظين بالسلطات ، أطول فترة ممكنة ! مع إدراك قادة المعارضات لهذا الرهان ، وعجزهم عن تأجيل الاهتمام بتناقضاتهم إلى ما بعد تحرير بلادهم من سيطرة اللصوص !

 ولله في خلقه شؤون !

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ