ــ
"
ساركوزي
" فرنسا . و "
سارقو "
سوريا
د. عثمان قدري
مكانسي
حين ظهرت أمس نتائج فوز ساركوزي -
بعد معاناة طويلة طاولت أشهراً
– برئاسة الجمهورية الفرنسية
انهالت البرقيات عليه من كل حدب
وصوب تهنئه بثقة الناخب الفرنسي
فيه . وقد نالها بعد أن :
أ – طرح برنامجه الانتخابي قبل
سنة ، محدداً هدفه من ترشيح نفسه
لهذا المنصب .
ب- ترك بصمات إيجابية في أدائه
وزيراً في الحكومات الفرنسية
السابقة .
ت- أثبت أنه – في وزارته – يفي
لناخبيه بوعوده التي بذلها لهم .
ث- عرف الناخبون نزاهة " جيبه
" التي تصف حرصه على الحفاظ
على المال العام .
ج- ونجح ساركوزي بنسبة 53 بالمئة
من أصوات الناخبين ، وهي نسبة
تدل على التنافس الشديد بينه
وبين منافسته الأخيرة ، وفي
الجولة الثانية من الانتخابات .
ولم يكن ساركوزي المرشح الوحيد
الذي عقمت الأمة أن تلد مثله ،
ولم يكن الأمل المنشود الذي
تطأطئ الهامات دونه . إنما كان
واحداً من المرشحين الذين
اعتمدوا على سجل خدماتهم التي
أهلتهم أن يخوضوا غمار
الانتخابات بندّية واضحة بين
المرشحين .
أما الرئيس جاك شيراك الذي حكم
فترتين رئاسيتين ، وكان له أن
يترشح لفترة ثالثة فقد كان
صادقاً مع نفسه حين أعلن أنه لن
يكون لديه شيء جديد يقدمه
للبلاد ، وسينتقل إلى شقة في
باريس يعيش فيها مواطناً عادياً
محترماً بعد أن أدى واجبه
رئيساً لبلد يحترم الناس فيه
أنفسهم ، ويحترمه الآخرون .
أما في بلادنا الحبيبة فإن
الرئيس الذي يحكمها :
أ- ليس
له برنامج يطرحه إلا بالدبابة
والانقلاب الذي يسلب به حقوق
الشعب ، ويفرض نفسه عليهم .
ب-
يحكم البلاد كما يشاء دون
رقيب ولا مُسائل إلى أن يموت تحت
شعار " إلى الأبد يا مدمّر
البلد " ومن العار والشنار
على المواطن أن يفكر في
الانعتاق من هذا الكابوس الرهيب
والحاكم الحبيب! !.
ت-
و للرئيس بعد أن يتوسد الأمر
– إن تكرم وتفضل – أن يقرأ تحت
قبة مجلس الشعب الموقر! بعض ما
سيَمُنّ به على الشعب أثناء
ولايته اللانهائية من برنامج
ارتجالي ! وله أن يتناساه أو
يغيّره أو يخالفه ، وليس لأحد أن
يسائله في ذلك .
ث-
وقبل أن يموت الرئيس – بعد
العمر الطويل طبعاً-
يدرب ابنه ووريثه ليكمل
المسيرة المباركة !. وهذا الأمر
من المنجزات الكثيرة التي يمُنّ
بها على شعبه المصابر .
ج- وليس
هناك حاجة إلى مرشحين آخرين في
السباق على الحكم كي لا ينشغل
المواطن بتفاهات الأمور،
أو يتطلعوا إلى الممنوعات
التي تخرّب الأخلاق !.
ح- ولا بأس
بعد تجديد الولاية المتكررة أن
يجري استفتاء شكلي يشارك فيه
خمسة بالمئة من تعداد الشعب على
الأكثر ، ولكن يُعلن بعد
الاستفتاء النزيه ! أن نتائج
الاستفتاء تعدّت
السبعة والتسعين بالمئة
للدلالة على تعلق الشعب بالرئيس
العبقري الملهم . وأن الشعب كله
شارك في الاستفساء الكبير الذي
زكم النفوس ، وضيّق الأنفاس .
خ- ولا
حاجة للإعلان عما يملكه الرئيس
قبل حكمه الميمون ولا بعد تسلطه
المأمون فالشعب شعبه ، والبلد
بلده ، والبترول للشعب وهو
قيم عليه ، فليس بدعاً أن يودع
اقتصاد الأمة في بنوك الدول
الغربية باسم الرئيس وأفراد
أسرته وأن تكون المشاريع في
الوطن لشركاتهم التي تخدم
اقتصاد البلد ! بكل نزاهة
وشفافية .
د- ثم لا
يخجل سارقو البلد أن يهنئوا
ساركوزي فرنسا على فوزه برئاسة
بلده .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|