ياحكّام
العرب ، المؤمنين بالله واليوم
الآخر :
اغنَموا
الدنيا والآخرة ، أو إحداهما ،
ولا تضيعوهما معاً..!
ماجد
زاهد الشيباني
•
كلكم مسلمون فيما نحسب ،
وتحرصون على دنياكم وآخرتكم ،
بدرجات تتفاوت بين هذي وتلك ،
لدى كل منكم .
• الكراسي
التي تجلسون عليها ، تحقّق لكم
ما تريدون من حظوظ دنياكم، وهذه
مرتبطة بقرار أمريكا الحامية
والنصيرة .. وهذا لم يعد خافياً
على أحد ، كما أنه ليس مستنكراً
، على ضوء تغيّر معاني
المصطلحات السياسية ، في العصر
العجيب الراهن ؛ إذ بات هذا
النوع من العلاقات ، يسمّى
تحالفات سياسية !
• هذي
الكراسي التي تحرصون عليها ، قد
لا تُضيع منكم ، بالضرورة،
آخرتَكم ( المؤجّلة !) ، والتي
تَركَنون فيها إلى رحمة الله ،
وعفوه ومغفرته، يوم القيامة ،
كما يأمل أيّ مؤمن بالله واليوم
الآخر، حاكماً كان أم محكوماً ،
براً كان أم فاجراً!
• هذي
الكراسي ، المستقرّة في كنف
الراعي الأمريكي ، باتت اليوم
معرّضة للضياع ـ لا للاهتزاز
فحسب ! ـ بسبب تغير الأوضاع
الإقليمية، ودخولِ الدولة
الفارسية بقوّة ، في معادلة
الصراع الإقليمي بينها وبين
أمريكا، وطموحِها في الهيمنة
على المنطقة العربية بأسرها ،
وكراسيكُم ودولكم داخلة في
دائرة هذا الطموح الإيراني
الصفوي الجديد ..!
• الهيمنة
الأمريكية على المنطقة العربية
، آيلة إلى انحسار وشيك ، كما
تدلّ على ذلك التناقضات
الأمريكية الداخلية ، وعناصر
الضعف الهائلة التي بدأت تدبّ
في كيان الإمبراطورية العملاقة
، اقتصادياً وسياسياً وخلقياً..!
ولن تظلّ حامية لكراسي حكمكم
إلى الأبد . هذا إذا لم تساوم
عليها دولةَ الفرس ، الطامعةَ
المتحفّزة ، وتتخلّ لها عن بعض
مناطق هيمنتها ونفوذها، وتترك
لها كراسيكم ودولكم ، في إطار
صفقة مربحة للأمريكان ، أو صفقة
تخرج إمبراطورية الروم من
المنطقة ، بأقلّ الخسائر
المادية والبشرية، لحساب
إمبراطورية الفرس ، الجشعة
الملهوفة ..!
• ليست
لديكم قوّة تجابهون بها قوّة
الدولة الصفوية الفارسية ،
الطامحة بكل جوارحها ، إلى
إنشاء إمبراطورية فارسية جديدة
، تحيي بها أمجاد الإمبراطورية
القديمة ، التي حطّمتها سيوف
أجدادكم ، قبل ألف وخمسمئة عام .
وتركت في صدور الكثيرين ، من
جنود كسرى أبرويز ورعاياه،
حقداً أسودَ ، على أبي بكر وعمر
محطّمَيْ دولة الأكاسرة ،
ممتداً من خنجر أبي لؤلؤة
المجوسي الفارسي ، قاتلِ عمر،
صاحب المزار الفخم في إيران ..
إلى خناجر فِرق الموت المسعورة
في بغداد ، ومناشيرها ومثاقبها
الكهربائية..! فلا جيوشكم ـ كلّ
جيش على حدة ـ قادرة على مجابهة
الجيوش الفارسية ، ولا أنتم
قادرون على توحيد دولكم ،
لتشكيل دولة مؤهّـلة لخوض
الصراع ضدّ الفرس .
• وبناء
على هذا التصوّر ، الذي لا تغيب
عنكم ملامحه البارزة على الأرض،
سوف تضيعون كراسيكم التي هي
محور دنياكم ، وتلقون الله وقد
أضعتم آخرتكم ، لأنكم فرّطتم
بأمانة المسؤولية ، في حماية
أوطانكم وشعوبكم ، وتركتم هذه
الأوطان والشعوب ، فرائس
للمعتدين الفرس، ينهشونها كما
تنهش الذئاب الضارية ، قطعاناً
من الخراف الهائمة الضالّة..
يفسدون عقائدها ، بمذهبهم
الصفوي الغريب ، المشحون ضلالاً
وحقداً، ويقتلون مِن أبنائها
مَن تدفعهم أحقادهم إلى قتله ،
ويُشيعون الفاحشة المزركشة (
المتعة !) بين رجالها ونسائها ..
وتحملون إلى قبوركم أوزار هذا
كله، لأنكم السبب في هذا كله ؛
إذ عطّلتم طاقات الشعوب
وقدراتها ، وكبلتموها بالقيود ،
وشللتموها عن حماية نفسها من
هذا السرطان الفتاك المدمّر..
فلا حميتموها ، ولا أتحتم لها
المجال لحماية نفسها .. فتخسرون
بهذا الدنيا والآخرة ..!
• محافظتكم
على دنياكم وآخرتكم ، تتحقّق في
أمور بسيطة ، بعون الله ، لا
تكلفكم إلاّ شيئاً من الإرادة
المصمّمة ، والإخلاص لله عزّ
وجلّ ، والنهوض بعبء الأمانة ،
بالشكل الذي يحفظها ، ويرضي
عنكم ربّكم ، وشعبكم الذي
تحملون أمانة رعايته وحماية
بلاده . وأهمّ ما تفعلون :
1- يتصوّر كل
منكم ، أن كرسيه الذي يجلس عليه
، والذي هو مدار دنياه ، قد سلِب
منه ، ولم يعد لديه شيء يَخسره ،
أو أن هذا الكرسي على وشك ضياع
أكيد . وفي كلتا الحالتين يمكن
استرداد الكرسي ، بعمل حقيقي
جادّ، لا يَحفظ الكرسي وحدَه ،
بل يحفظ معه الأمانة التي في عنق
الحاكم ، والتي سيسأله الله
عنها ، وهي الوطن والشعب . وهذا
التصور يقتضي العودة إلى الشعب
نفسه ، واستنفار طاقاته كلها ،
بسائر أنواعها العلمية
والثقافية والروحية والبدنية
/دون الاكتفاء بالجيوش وأجهزة
الاستخبارات/
فيكون :
أ) الجيش
القوي المدرّب المضحّي ، مقابل
الجيش المعادي.
ب) المجموعات
الفدائية المدرّبة ، مقابل
المجموعات المعادية ، المماثلة
لها.
ت) العلماء
والموجّهون الدينيون ، مقابل
العلماء والمبشّرين المعادين .
ث) الحلفاء
، الأشقّاء والأصدقاء ، مقابل
الحلفاء المعادين ( على أن يكون
حلفاؤكم حلفاء ، لا أصحاب
قرارات يصنعونها لكم!).
ج) اقتصاد
قويّ متين ، معَدّ لمجابهة
اقتصاد قويّ متين ، حتى لوكان
ذلك أقوى منه .. فالمطلوب هو
المستطاع ، ولا يكلّف الله
نفساً إلا وسعَها .
ح) كسب
الوقت منذ الآن ، والتحرك بأسرع
ما يمكن ، وتوعية الناس بالخطر
المحدق بهم ، واستنهاض عزائمهم
، للدفاع عن أوطانهم وعقائدهم ،
وأرواحهم ومستقبل أجيالهم .
2- إذا رأى
عدوّكم هذا الاستعداد منكم ،
كَفّ عن أطماعه في التهام
بلدانكم وشعوبكم ، وخَضع لما
يخضع له أيّ سياسي عاقل ، وهو
الحرص على التفاهم وحسن الجوار !
( وهذا معنى قوله تعالى : وأعدّوا
لهم ما استطعتم مِن قوّة ومِن
رباطِ الخيلِ ترهِبون به عدوّ
الله وعدوّكم وآخرين مِن دونِهم
لا تَعلمونهم الله يَعلمهم ..).
3- إذا أصرّ
العدوّ على عدوانه ، واضطرِرتم
إلى خوض حرب معه ، وخَسر أحدكم
حياته ، يكون قد كسب الآخرة
شهيداً في سبيل الله ، مدافعاً
عن عقيدة أمّته ووطنه ، ويكون قد
كسب من الدنيا عِزَّها ؛ إذ
يخلّد في صحائف الأمّة ، كما
خلّد أبطالها الميامين ، قادة
الفتوح العظام ! وهذا كسْب معنوي
هائل ، لا يهبه الله إلا للعظماء
المخلصين من الرجال . وإذا خذل
الله عدوّه ، وكفيَ شرّه ، يكون
قد احتفظ بكرسي حكمه ، وبكرسي
آخر، في قلب كل فرد من أبناء
أمّته ، الذين يرفعونه على
الهامات ، ويحفظونه في الصدور،
وفي صفحات التاريخ الناصعة
المشرّفة، ويظلّ أجرُ جهاده
مسجّلاً له عند ربّه ، عزّ وجلّ
، يلقاه حين يلقى وجه ربّه
العزيز الرحيم .
4- فهل لديكم
بدائل عن هذا الذي قلناه ، تدفع
عنكم شرّ السيل الداهم ،
المتّجه نحو بلدانكم وشعوبكم ،
بسرعة مذهلة .. أيّها السادة
الكرام !؟
ملحوظة : كنا نودّ لو أننا تمكنّا
من تقديم نصيحتنا هذه لكم ،
بصورة غير علنية . إلاّ أن علمنا
بأن مستشاريكم وخبراءكم
المحيطين بكم ، يغنونكم عن نصح
الغرباء من أمثالنا ، من ناحية ..
واقتناعنا بأن ما نقوله هنا لا
يدخل في عالم الأسرار، بل هو
ثقافة عامّة للشعوب العربية
والإسلامية ، لأن اللعبة الآن،
تدور أمام أعين الجميع ، وعلى
المكشوف ، من ناحية ثانية .. نقول
: إلاّ أن هذا وذاك دفعانا إلى
إرسال هذه السطور بصورة علنية ،
علّها تفيد مَن يرغب بالفائدة،
سواء أكان صانع قرار، أم كان
رقماً بشرياً ( مواطناً !) في
معادلات أحد صنّاع القرار، في
مشرق العالم الإسلامي ، أو
مغربه !
ولله الأمر مِن قبل ومِن بعد .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|