ـ

ـ

ـ

الأحد 13/05/2007

ــ

أعداء الإنسانية

ما ينطون الجراب وما يعبرون عليه !!!

عبد العليم 

 أعداء الإنسانية ينطبق عليهم هذا المثل  و هو شائع في منطقة دير الزور: والجراب هو ظرف من جلد الماعز أو الغنم ينفخ فيه الهواء وكان يستخدم لعبور نهر الفرات سباحة  ( كطوق نجاة ووسيلة للعوم والسباحة ) وهذا المثل  يضرب بمن لا يعمل الخير ويمتنع عنه و يمنع الآخرين عن عمل الخير .

السلطات السورية تعتقل الناس منذ عشرات السنين بحجج شتى فهذا يعتقل لأنه اشتكى من البطالة وعدم تكافؤ فرص العمل وآخر يعتقل لأنه لم بتجسس على جاره ويوشي به لحديث قاله( فشة خلق)  لضيق ذات اليد ... وثالث اعتقل لأن أحد عناصر المخابرات كتب به تقريرا كيديا لأنه لم يدفع له المعلوم ....  وما لا يمكن أن يتصوره إنسان عاقل ما فعلته المخابرات السورية والجهات الأمنية باعتقال المهندس المبدع عبد الستار قطان (والذي كان له باع في تطوير وتعديل بعض الأجهزة عندما كان في  سلاح الصواريخ ..) .وأما التهمة التي اعتقل بسببها هي أنه قد جمع بعض المال من المحسنين و وزعه على فقراء فقدوا معيلهم في السجون الأمنية في سوريا !!!....

 هل بعد هذه التهمة دليل على إنسانية السلطة ورجاحة عقل المتحكمين في مصير هذا الشعب المسكين ؟ وهل بعد هذا دليل على ما يعانيه الشعب السوري في ظل هذا الحكم المتسلط عليه منذ عقود ؟

 أعداء الإنسانية لا يسعفون الناس ولا يوفرون لهم سبل العيش الكريم ولا يقدمون لهم أبسط الحقوق الإنسانية بسد حاجاتهم المادية من طعام وكساء وسكن وتعليم ... .

أعداء الإنسانية يعتقلون الرجال والنساء الكبار والشباب دون حق وبتهم واهية  وبلا تحقيق فيلبثون في السجون دون محاكمة ... و لا تكفل هذه السلطة  الأسرة  التي  غيبت  معيلها بالسجن أو  القتل أو الإعاقة  أو التشريد  .... 

أعداء الإنسانية هذا سلوكهم  لا يعينون الفقراء ولا يسمحون بإعالتهم  .

إن  الأسر المظلومة بحرمانها  من رواتب معيلي أسرها ( المعتقلين أو المقتولين ظلما وغدرا في السجون الأمنية السورية  بيد السلطة ) بحاجة إلى طوق نجاة وطوق النجاة  بيد رجالات السلطة وسماسرتهم الذين انتفخت كروشهم  من دماء الشعب ونهب أمواله بالسرقات و احتكار حق الاستيراد وحق إقامة المشاريع ودخول المناقصات ...

أعداء الإنسانية لا يدركون أن العمل هو طوق نجاة الناس من الفقر وهذا تحتكره السلطات الأمنية وتتحكم به  وتمنع وصوله إلى مستحقيه !!!! ولهذا تزداد البطالة ويزداد الفقر وينخفض  مستوى المعيشة في البلاد . لقد ازداد الفقر حتى صار  مستوى دخل الفرد في سوريا من أدنى المستويات في العالم رغم الطاقات البشرية والطبيعية الموجودة في سوريا . أعداء الإنسانية لا ترى أن كل  ما نراه من الفقر هو بسبب الفساد وتسلط المنتفعين من زبانية السلطة والطغمة المقربين

إن  طوق النجاة للأسر الفقيرة يكون برواتب تقاعدية مناسبة و بتعويض ( دفع دية المقتول بأيدي أعداء الإنسانية )وسد حاجات المحتاجين منهم  و بالانفراج عمن تبقى منهم على قيد الحياة .

أعداء الإنسانية لا يمنحون طوق النجاة  ولا يسمحون لأصحاب النخوة والشهامة بتقديم المساعدة لتعيش هذه الأسر حياة إنسانية كريمة . إنها صفاقة ووقاحة أن تكون تهمة الاعتقال هي تقديم مساعدات مالية لأسر فقيرة  . وقديما قالوا : إذا لم تستح فاصنع ما شئت .

ومن الجدير بالذكر أن السلطات السورية سبق أن اعتقلت المهندس عبد الستار قطان بتهمة معارضة الدولة ( مخالفة رأي الحزب الحاكم ) فلبث في السجن بضع سنين قبل أن تفرج عنه ,ثم ها هي تعتقله هذه المرة لأنه قدم مساعدات لأسر بعض المعتقلين.

 فهنيئا لك يا شيخ عبد الستار قطان هذه التهمة وهنيئا لك شعورك الإنساني لإنقاذ المحتاجين وهنيئا لك مبادرتك وتطوعك بما لم يفرض عليك  في الوقت الذي تخلى الناس عن مسؤولياتهم ثم أرجو أن يعنك الله في محنتك الجديدة ويجعلها في ميزان حسناتك ويفرج عنك وعن الشعب السوري الذي ما يزال تحت كابوس تسلط على السلطة وفساد نظام وإفساد في الأرض من عقود من السنين .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ