ــ
ومضات
محرّضة :
إذا
طُرح السؤال.. فما الجواب ؟
عبدالله
القحطاني
1) أسئلة تحمل إجاباتها :
• إذا
قتِل الناس في بلاد كالعراق ، أو
فلسطين ، أو أفغانستان ، أو
الصومال .. وطُرح السؤال : لمَ
يقتَـل الناس في هذه البلاد !؟
يكون الجواب واضحاً ومفهوماً :
إن البلاد في حالة حرب ..
حرب أهلية ، أو حرب مع عدوّ
خارجي . ( أمّا أسباب الحروب،
فالأحاديث فيها شتّى ،
والتفسيرات مختلفة ! وفي العادة
، يكون صاحب الصوت الأقوى ، هو
الذي يقدّم التفسير الذي يفرض
نفسه ، بالحقّ أو بالباطل ، على
أكثرية الناس !).
• وإذا
هاجرَ الناس من بلادهم ، بسبب
الحرب ، أو المجاعة .. وطُرح
السؤال عن سبب هجرتهم ، يأتي
الجواب واضحاً ، كذلك : إن الحرب
، أو المجاعة ، هي سبب الهجرة !
• وإذا
حكِمتْ دولة ما ، تعاني من
مشكلات داخلية خطيرة ، تهدّد
أمن الوطن والمواطنين ، أو حرب
فعلية ، قائمة على الأرض ، مع
عدوّ خارجي.. إذا حكِمت
بقانون الطوارئ ، في أثناء
فترة الحرب ، أو المشكلات
الداخلية ، فإن السؤال عن
الحاجة إلى قانون الطوارئ ، يجد
جوابه سريعاً ، بالتذكير بحالة
الحرب ، أو المشكلات القائمة
داخلياً !
• وإذا
قامت حالة من الفوضى
والاضطرابات العنيفة ، في دولة
ما ، أو منطقة منها، وحبِس
العشرات ، أو المئات ، من البشر،
في الدولة المعنية ، أو المنطقة
المعنية .. فإن السؤال عن سبب حبس
البشر، يحمل إجابته في نفسه ،
وهي أن المنطقة مضطربة ، ولابدّ
من فرض الأمن فيها ، باعتقال بعض
العناصر المسبّبة للاضطرابات !
2) فما الإجابات على الأسئلة
التالية :
- لمَ
يقتل المواطنون في سورية ، في
مظاهرة سلمية ، أوفي سجن (تحت
التعذيب .. أو بمنع الدواء عن
المرضى المسجونين) !؟
- ولمَ
يهاجر المواطنون السوريون من
بلادهم ، طلباً للأمن ، أو بحثا
عن الرزق ، خارجها.. وبلادهم من
أغنى بلدان العالم ، بخيراتها
وثرواتها .. كما أنها تتمتّع
باستقرار أمني رائع ، (كما يقول
سدَنة الحكم فيها) !؟
- ولمَ
تحكَم سورية بقانون الطوارئ ،
طوال أربعين عاماً ، وليس فيها
حالة حرب قائمة، ولا مشكلات
أمنية خطيرة ، تستدعي وجود هذا
القانون !؟
- ولمَ
يحبَس المواطنون في سورية ،
بالمئات ، بل بالألوف ، في سائر
مناطقها ، ومحافظاتها ، ومدنها
، وقراها .. لمجرّد كلمة تقال ،
أو رأي يصدر عن مواطن ، في مسألة
من مسائل السياسة ، أو الاقتصاد
، أو غيرها ، من
المسائل التي تهمّ وطنه ،
وتؤثّر في مصيره ، ومصير شعبه
وأمّته..!؟
* إن
سورية كلها ، وطناً وشعباً ،
معنيّة بسماع إجابات وافية
مقنعة ، على هذه الأسئلة! وربّما
كان في أذهان الكثيرين من
المواطنين ، إجابات معيّنة ،
تختلف باختلاف الفهوم
والثقافات ، والرؤى والتصورات
..!
فقد
يفسّر بعض الناس ، ما يجري في
سورية ، من قتل وحبس ، بدافع
الخوف الذي تعيشه الزمرة
الحاكمة ، التي سرقت سلطات ليست
لها ..! وقد يفسّره بعضهم بالظلم
المتعمّد ، أو الانتقام المقصود
، لأسباب يجهلها أكثر المواطنين
في البلاد ..!
وقد يفسّر بعضهم قانون
الطوارئ ، المستمرّ أكثر من
أربعين سنة ، بالخوف ، كذلك ، أو
بالانتقام من الشعب السوري ، أو
بالظلم المتعمَّد النابع من
نفسيات مريضة ..! وقد يفسّر بعضهم
حالات الهجرة من الوطن ، بالبحث
عن فرص أفضل ، للعيش وطلب الرزق !
كما قد يفسّرها بعضهم ، بأنها
هرب من جوع ، سبّبه لصوص السلطة
، الذين سرقوا خيرات البلاد ،
ونهبوا ثرواتها وأموالها ،
وكدّسوها لحسابهم ، وحساب
أقاربهم ، في المصارف، وفي
الشركات الاستثمارية ،
والعقارات ، والقصور الفخمة ..
داخل البلاد وخارجها ..!
وهكذا..
قد تختلف التفسيرات ، من شخص إلى
آخر ..!
إلاّ أن المطلوب ، هو إجابات
يتّفق عليها أكثر العقلاء من
أبناء الوطن ، عسى أن يكون في
هذا الاتفاق ، ما يساعد على
توحيد الرؤى ، ثم على توحيد
المواقف ، ثم على توحيد أساليب
العمل .. لمعالجة جوانب الخلل
المشار إليها ، والتي يعاني من
تأثيراتها البشعة أبناء البلاد
جميعاً!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|