ــ
ومضات
محرّضة :
حكام
سورية والإبداع (المميّز!) في
التمييز الطائفي بين اللاجئين!
(
أبناء السنّة الأيتام ، على
مآدب... الكرام !)
عبدالله
القحطاني
نتحدث
هنا عن أبناء السنّة عامّة ، وعن
لاجئيهم خاصّة..!
1- أبناء
السنّة عامّة :
*) في إيران (الجمهورية الإسلامية
!) يعانون معاناة شديدة ،
ويعاملون على أنهم مواطنون من
الدرجة الخامسة ، أو العاشرة ..!
هذا إذا حسِبوا في عِداد
المواطنين أصلاً، الذين لهم
حقوق في بلادهم ، كسائر خلق الله
! ففي طهران ، العاصمة ، ليس لهم
مسجد واحد ، مع أن مساجدهم
منتشرة في عواصم الغرب المسيحي !
فهل هذا مستغرَب من جمهورية
إسلامية !؟ أجل .. عند مَن لا
يعرفون طبيعة هذه الجمهورية ،
وطبيعة المبادئ والفلسفات ،
التي قامت على أساسها !
*) في أوطانهم العربية المسلمة ،
يُمنعون من تشكيل جمعيات وأحزاب
، مستندة إلى أحكام عقيدتهم
وشعائر دينهم ، بحجّة : لا سياسة
في الدين ولا دين في السياسة !
*) تتفاوت معاملة حكوماتهم لهم ،
من دولة عربية إلى أخرى :
- في بعض الدول ، يراقَب
الملتزمون بدينهم ، مراقبة
شديدة ، وتُحصى عليهم أنفاسهم،
ويحرَمون من العمل والتوظيف ،
ويتابعهم المخبِرون ، كظلالهم ،
يكتبون التقارير عن حركاتهم
وسكناتهم ، لتقتحَم عليهم
بيوتهم ، وتفتّش .. وليـُجرّوا ،
مكبّـلين ، إلى فروع المخابرات
، للتحقيق ، والإهانة ،
والتعذيب ، والحبس !
- في بعض الدول ، يحكَم المنتمون
منهم إلى تنظيم إسلامي معيّن ،
بالإعدام ، لمجرّد الانتماء ..!
ويحكَم أبناؤهم بالحكم ذاته ،
حتى لو لم يكن لهم انتماء لهذا
التنظيم ، استناداً إلى انتماء
آبائهم !
2- أبناء السنّة اللاجئون( أكثر
اللجوء هو لجوء سياسي ، بسبب
الاضطهاد داخل الوطن):
* كثير
من اللاجئين ، يسلّمون إلى
حكومات بلدانهم ، التي يعارضون
سياساتها ، لتضعهم في السجون ،
وتمارس عليهم أقسى أنواع
التعذيب .. أو تعلّقهم على أعواد
المشانق..!
* بعضهم
يحبَسون في سجون الدول التي
يلجأون إليها ، لتحقّق معهم
أجهزة استخباراتها ، ثم توظّفهم
توظيفات مختلفة :( 1- تلزِم
بعضَهم بالتعامل معها ، وتنفيذ
عمليات قذرة لحسابها 2- تبيع
بعضَهم لحكومات دولهم ، لقاء
منافع معيّنة ، أمنيّة ، أو
سياسية ، أو اقتصادية 3- تبيع
بعضهم لمخابرات أمريكا ، أو بعض
الدول الحليفة لها، لقاء مكاسب
سياسية ، أو أمنيّة ، أو
اقتصادية ، معيّنة .. لتحقّق
معهم أجهزة الاستخبارات
الأمريكية، أو الحليفة لها ،
بتهمة الإرهاب ،أو العلاقة مع
هذا التنظيم السياسي، أو ذاك!)
* أمثلة حيّة :
اللاجئون
العراقيون ،
يـُعدّون بالملايين في
العالم ، وبمئات الألوف في بعض
الدول العربية . فإذا أخذنا
سورية ، مثالاً على معاملتها
للاجئين العراقيين ، وهم فيها
بمئات الألوف ، نجد ما يلي :
- أبناء الطائفة الشيعية ،
يعاملون على أنهم ضيوف من
الطراز الممتاز .. بل على أنهم هم
أصحاب المنزل ! فتقدّم لهم
الخدمات من شتّى المستويات ،
وينزلون في المدن الكبرى،
ولاسيّما العاصمة ، وفي أحياء
معيّنة منها ، كحيّ السيدة زينب
، الذي صار حياً فارسيا ، داخل
دمشق ! ويُمنحون الجنسية
السورية ، كلهم أو أكثرهم ..
ويُشرَكون في سائر الأنشطة
السورية : الاجتماعية ،
والاقتصادية ، والثقافية .. بل
والأمنية !
- يقسم
اللاجئون من أبناء السنّة ،
أقساماً عدّة ، حسب أهمية كل قسم
، لسياسة النظام السوري ،
ومصالحه لدى الأطراف الإقليمية
والدولية :
(1) بعضهم
يسلّمون إلى السلطات العراقية ،
التي فرّوا من حكمها ، لتسجنهم ،
أو تعدمهم..! ومِن هؤلاء ، بعض
الرفاق البعثيين ، من أقارب
الرئيس العراقي السابق، صدام
حسين ، وأعوانه وأنصاره ..! وقد
سلّم الكثيرون من هؤلاء ، وكان
مصيرهم معروفاً ، على أيدي
الأجهزة التي تحكم العراق اليوم
، تحت حراب الأمريكان
.. ! ( ولا يَشفع لهم ، بالطبع
، كونهم رفاقاً في المبدأ ،
لحكّام سورية ، الذين يَحكمونها
باسم حزب البعث العربي
الاشتراكي ! كما لا يَشفع لهم ،
كونهم عرباً يعذّبون ، أو
يعدَمون بأيدي الفرس ، الذين
يهيمنون على أكثر مواقع السلطة
في العراق ، عبر الموالين لهم ،
من أصحاب الجنسية الفارسية ،
حمَـلة الهويّة العراقية .. أو
عبر أصحاب العقيدة الفارسية ،
من أبناء العراق ! ـ ولا نقول :
المذهب الشيعي.. لأن هذا المذهب
، لم يكن مشكلة في العالم العربي
، منذ ألف سنة ، أو أكثر ، حتى
برز التشيّع الصفوي الفارسي ،
حديثاً ، وبدأ بالتمدّد ،
بأساليب مختلفة ، في أرجاء
العالم العربي والإسلامي ـ !).
(2) بعضهم
يسلّمون إلى أجهزة الاستخبارات
الأمريكية ، لتحبسهم في سجونها
، الموزّعة في أنحاء العالم ،
كالعراق وأفغانستان ، ودول أخرى
، لديها أجهزة مخابرات متمرّسة
بفنون التعذيب ، ومستعدّة
لانتزاع أرواح مواطنيها ، مع
انتزاع المعلومات التي تفيد
أمريكا ! ومن باب أولى ، انتزاع
أرواح الغرباء ، من أبناء الدول
العربية والإسلامية الأخرى !
(3) بعضهم
يوظّفون في خدمة أجهزة
المخابرات السورية ، وفي
عملياتها المختلفة ، داخل سورية
وخارجها ! ( مثل : تشكيل مجموعات
إرهابية ، بأسماء وألقاب
إسلامية مختلفة ، وتنفيذ بعض
عمليات الاغتيال والتفجير ، ضدّ
أهداف معيّنة ، مدنية أو عسكرية
، لخدمة مصالح معيّنة : سياسية
وأمنيّة ، داخلية وخارجية !).
(4) بعضهم
يحتجَزون على الحدود السورية
العراقية ، وتبنى لهم خيام ،
يقيمون فيها شهوراً أو سنين ..
دون أن يُسمح لهم بالدخول إلى
الأراضي السورية الداخلية !
وأكثر عناصر هذا الصنف ، هم من
النوع الذي لا يصلح للتوظيف
الآنيّ المباشر، داخلياً أو
خارجياً !
/ تنبيه .. أو .. تحذير/ : خوف
الحكومات ، التي تحكم أهل
السنّة ، على كراسيها.. الذي
يدفعها إلى أن تتعاون فيما
بينها ، على ذبح شعوبها ،
ولاسيّما العناصر الفاعلة فيها
.. هذا الخوف سوف يؤدّي إلى دمار
المنطقة ، في وقت غير بعيد ،
والله أعلم ..! ولاسيّما إذا وقعت
سورية بشكل كامل ، في قبضة
الإمبراطورية الفارسية الجديدة
، وصارت حجر الزاوية الثاني ،
بعد العراق ، في البنية
الإمبراطورية الكسروية ،
الصفوية ، الفتيّة !
وأول عنصر سيلحقه الدمار هو:
النظام السياسي العربي ، الذي
يحرص الفرس على تدميره بشكل
تامّ ، من خلال تدمير أنظمة
الحكم القائمة فيه !
أمّا
الشعوب المسلمة ، فبرغم ما قد
يصيبها من بلاء وعنَت ، تحت
هيمنة الفرس ودينهم الصفوي
الجديد .. فستعرف كيف تدافع عن
عقيدتها ، عندما تتاح لها حرية
الحركة ، ولا يبقى مِن رعاتها
مِن يذبحها خوفاً على كرسيه ، أو
يسلمها إلى ذابحين حلفاء له ،
يذبحونها خدمة لمصالحهم ، أو
عقائدهم ، أو أحقادهم التاريخية
الدفينة ..! وحين تعيد الشعوب
عقيدتها المنفيّة ، إلى بلادها
من جديد .. لن تعود معها الحكومات
التي تَحكم أوطانَها اليوم ،
والتي لم تدافع عنها ، ولم تدعها
تدافع عن نفسها ، أو عن عقيدتها
.. بل ولم ترفع عن رقابها
خناجرَها ، وخناجر حلفائها ، في
مشارق الأرض ومغاربها !
والأرض لله ، يورِثها مَن يشاء
مِن عباده !
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|