ـ

ـ

ـ

الثلاثاء 22/05/2007

ــ

النظام السوري الأعرج ..!!!

دكتور عثمان قدري مكانسي

لفتة من الحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي طيبة إذ أوردت ادعاء النيابة العامة في طرطوس ، صباح الأحد- 20 أيار- 2007 البلاغ الذي قدمه كل من المحاميين عبد الله علي ولؤي اسماعيل من فرع طرطوس و يتضمن إعلام النيابة العامة بواقعة ارتكاب المدعو ابراهيم سليمان الأمريكي السوري الأصل جرائم تمس أمن الدولة السورية ونشر أنباء توهن عزيمة الأمة والنيل من هيبة الدولة والشعور القومي .

فقامت النيابة العامة بطرطوس من خلال المحامي العام الأستاذ علي عمران بتحريك الدعوى العامة على المدعو ابراهيم سليمان بموجب المواد القانونية 285 و286و287 من قانون العقوبات السوري ومعظم هذه المواد تتضمن أحكاماً بتجريم الأفعال التي من شأنها النيل من هيبة الدولة ومن الشعور القومي وتوهين عزيمة الأمة ،وقد سجل ادعاء النيابة تحت الرقم 753 لعام 2007.

وقد اعتمد البلاغ الذي قدمه المحاميان على أن المدعو ابراهيم سليمان خلال السنوات الماضية وتحديداً خلال شهر أيلول عام 2004 وتموز 2006 ، قام بالتقاء مسؤولين اسرائيليين منهم " ألون ليئال"   وأجرى مفاوضات معهم تنازل بموجبها المدعى عليه ابراهيم سليمان عن حق سورية في مياه طبرية حسب ما ذكرت وسائل الإعلام .

وأورد المحاميان علي عبد الله ولؤي إسماعيل أن المدّعى عليه أدلى أثناء المفاوضات بتصريحات تخالف الموقف الرسمي السوري – ظاهراً- ومنها حديثه عن حزب الله : " بأنه يمكن القضاء على حزب الله خلال 48 ساعة " مما يعتبر نشراً لأنباء من شأنها توهين عزيمة الأمة حسب ما ورد في البلاغ المقدم من المحاميين .

كذلك أقدم المدعى عليه على زيارة الكيان الصهيوني بشكل علني وألقى خطاباً أمام الكنيست وقام بزيارة إلى نصب " المحرقة اليهودية " مع ما يشكل ذلك من دعاية تخدم الكيان الصهيوني ومصالحه وتنتهك بشكل جارح الشعور القومي للعرب والسوريين .

وقد أنكر النظام السوري على لسان كبار قادته وسياسيه علاقته بالمدعو ابراهيم سليمان كما ورد في بيان لوزارة الخارجية السورية بأن : " سوريا أكدت مراراً رفضها إجراء أي محادثات سرية أو من خلال قنوات غير رسمية !!" وذلك رداً على المفاوضات التي أجراها المدعى عليه ابراهيم سليمان مع بعض المسؤولين الإسرائيليين .

هذا وقد أحيل الادعاء إلى قاضي التحقيق بطرطوس واتخذ كل من المحامي عبد الله علي والمحامي لؤي اسماعيل صفة الادعاء الشخصي بحق المدعى عليه ابراهيم سليمان وطالبا بإنزال أقصى العقوبات بحقه .

ومن المعلوم أن المدعى عليه ابراهيم سليمان ينتمي إلى محافظة طرطوس وهو شقيق اللواء بهجت سليمان .

لكن بقي أن ننوه إلى أن رئيس النظام الحاكم في دمشق حكمت محاكمه القمعية على عشرات الناشطيين الأحرار بالسجن بالتهمة نفسها ( التي من شأنها النيل من هيبة الدولة ومن الشعور القومي وتوهين عزيمة الأمة ) بالسجن ما بين اثني عشر عاماً وثلاث سنوات !! بينما نجد رئيس مافيا النظام السوري يستقبل " إبراهيم سليمان " هذا في قصر الظلم الذي يسمى كذباً وزوراً قصر الشعب  . وتدارس معه بوجود أركان دولته لقاء المدّعى عليه بأعضاء الكنيست الإسرائيلي ، وزوده بالمقترحات السورية ، والرسائل من بشار وملئه! للحكومة الإسرائيلية . ثم يدّعي النظام أن كل هذه الاتصالات غير رسمية ، ولا علاقة للنظام بها !!

فكيف يكون المطالب بحرية الرأي في سورية متهماً بالنيل من هيبة الدولة وتوهين الشعور القومي وتوهين عزيمة الأمة ويسجن ويعتقل لأنه يريد حرية التعبير وأن يعيش والمواطنون السوريون جميعاً أحرار الكلمة والرأي وأن يشاركوا في بناء أمتهم ووطنهم ؟! بينما يستقبل النظام ورئيسُه هذا المتعامل مع العدو الإسرائيلي بحفاوة وتكريم  على أعلى المستويات ويكلف رسمياً أو - بطريقة  غير رسمية حسب ادعاء النظام الحاكم في دمشق ! – ليكون الواسطة الرسمية وغير الرسمية ! إلى تل أبيب ؟

ماذا يسمى تصرف النظام حين يكيل بمكيالين ؟ فيمنع الأحرار أن يمارسوا حريتهم ، ويكرم الخونة والعملاء لأنهم يواكبون رغباته ؟

وهل المطالبة بالحرية يعتبر عند الأحرار ذنباً ؟ لا شك أنها تعتبر ذنباً عند الظالمين ومغتصبي الحريات الذين لا يرون سوى أنفسهم المريضة الساديّة .. ويكرهون من يرفض تسلطهم الذميم  واستبدادَهم الكريه .

رحم الله أمير المؤمنين عمر القائد الفذ الذي دخل التاريخ بعدله ورحمته وقيادته التاريخية الفذة

" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً "

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ