ــ
ومضات
محرّضة :
تبشير
الأسرة الأسدية ، لشعب سورية ،
بدينها
الفارسي الجديد.. نشاط ديني ، أم
سياسي !؟
عبد
الله القحطاني
على
ضوء ما يجري ، من عمليات (تـشييع)
محمومة ، لأبناء الشعب السوري ،
كباراً وصغاراً ، وفي سائر
المحافظات ، وبشتّى سبل الإغراء
، والترهيب ، والتزييف .. وبلهاث
محموم ، من قبل المبشّرين الفرس
، وسدَنة الحكم السوري ، من قمّة
هرم السلطة فيه ، إلى أصغر عنصر
أمن ، في أصغر قرية سورية ..
لابدّ مِن طرح هذا السؤال ،
بقوّة وجدّية، وصراحة ، وإحساس
بالمسؤولية الدينية ، والوطنية
، والإنسانية ..!
•
السؤال ليس مطروحاً على
الأسرة الأسدية ، وأعوانها ،
وأتباعها ، وأزلامها ،
والمصفّقين لها.. بل هو مطروح
على فئات عدّة أخرى ، أهمّها :
1) بعض القوى
العلمانية السورية المسيّسة ،
التي تردّد بحماسة ، منذ عقود : (لا
سياسة في الدين ، ولا دين في
السياسة )! وتلوي رؤوسها تبرّماً
وضيقاً ،إذا ذكِرت كلمة دين، أو
ربّ ، أو نبيّ .. في حديث سياسي
معها ، أو لها صلة به ، من قريب
أو بعيد ! (ونؤكّد
على أن المقصود ، هنا ، هو بعض
القوى العلمانية ، لا كلها ..
بصرف النظر عن النسبة العددية
لهذا البعض ..!) .
ويأتي في مقدمة هؤلاء
العلمانيين ، أولئك المحسوبون
على الطائفة العلوية ، التي
تحكَم البلاد باسمها ،اليوم ،
شاءت أم أبت ! وهم ( أيْ :
العلمانيون ) لا يفتأون يشنّعون
على القوى الإسلامية السورية،
بأنها تخلط الدين بالسياسة ،
والسياسة بالدين، وتريد أن تحكم
سورية بالدين،
وباسم الدين ..! برغم تأكيد
هذه القوى الإسلامية ، على رفض
هذا الأسلوب في التفكير أساساً !
إلاّ أن الهوَس الذي أصيب به بعض
الكتبَة ، ممّن يدبّجون
المقالات الناقمة ، والحاقدة ،
والمشكّكة ، والمستفزّة.. هذا
الهوَس ، لا يدع لهم مجالاً
للتفكير الحرّ المتّزن ، ليروا
أبعدَ من أنوفهم ، أو يسمعوا
شيئاً غير أصداء أصواتهم ! وهم ،
في كل الأحوال ، معنيّون
بالإجابة على هذا السؤال ،
بجرأة وموضوعية ! ومعنيّون ،
بقوّة ، بإعلان موقفهم ، بقوّة
أيضاً ، من مضمونِ إجابتهم
نفسِها ، سواء أجاءَ الجواب
معلِناً أن التبشير هو عمل ديني
بحت، أو هو عمل سياسي بحت ، أو هو
عمل سياسي ديني ، أو هو عمل ديني
يرمي إلى تحقيق أهداف سياسية ،
قريبة أو بعيدة ، محلية
وإقليمية ، أسدية وفارسية ! أو
هو لا يعني شيئاً ، على الإطلاق
، من وجهة نظرهم ! ولا يقبَـل
منهم السكوت ألبتّة ، هنا ، إذا
كانوا جادّين في ادّعاء
العلمانية ، وفي السعي إلى
إبعاد الدين عن التحكّم في
الحياة السياسية ـ وهو منهجهم
الذي يتمسّكون به ـ ! وفي حرصهم
على مصلحة الوطن وأبنائه ، وعلى
الوحدة الوطنية من الانهيار ،
وعلى النسيج الوطني من التمزّق !
فمبدؤهم الذي يتبنّونه ،
ويدافعون عنه ، ملزِم لهم قبل
غيرهم ! ونفترض أنهم من البشر
الذين يحترمون عقولهم ومبادئهم
..! وإلاّ كانت محاورتهم عبثاً ،
كمحاورة الأسرة الأسدية
وعملائها وأزلامها ، الذين
يمارسون الطائفية ، بأبشع صورها
، ويحرصون على طمس أيّة إشارة
إلى هذه الممارسة ، من قريب أو
بعيد .. لأن هذه الإشارة فيها (
ممارسة طائفية، تضرّ بالوحدة
الوطنية ..!).. من وجهة نظرهم ! إنه
تطبيق عملي صارخ ، شديد
الفَجاجة والصفاقة ، للمثل
المعروف : رمتْني بدائها
وانسلّت !
2) القوى
الفاعلة ، المشاركة في تثبيت
حكم الأسرة الأسدية ، من عناصر
الجيش ، بمختلف رتبهم
ومستوياتهم ، ومن عناصر الأمن ،
بمختلف رتبهم ومستوياتهم ،
وتخصّصاتهم ، مِن أمن سياسي
وجنائي..! ونقصد مِن هؤلاء ،
بالطبع ، مَن لا تزال لديهم
بقايا حسّ وطني ، ومروءة
إنسانية ..!
3) العناصر
الخارجية ، التي نَدبت أنفسها ،
للهتاف المجّاني ، والتصفيق
المجّاني ، لكل حامل شعار
مجّاني ، في طول العالم العربي
وعرضه ! تقرّباً إلى الله ، أو
خدمة لمصلحة الأمّة العربية ،
من محيطها إلى خليجها .. والأمّة
الإسلامية بين المحيطَين! أمّا
المصفّقون بالأجرة، والهتّافون
بالأجرة ، فهم يعرفون ما
يَدفعون وما يَقبضون .. وليسوا
معنيّين بهذا الكلام !
4) شعب سورية
كله ، بكل مَن فيه ، من رجال
ونساء ، ممّن يدركون الأخطار
الكامنة وراء تغيير دينهم ، عبر
المبشّرين الفرس ، ومبشّري
الأسرة الأسدية المتحالفين
معهم، الذين يكبّلون لهم قوى
المعارضة ، التي تواجه هذا
العبث الخطير المدمّر!
تنبيه : ( لا يفوتنا ، هنا ، أن
ننبّه ، بمنتهى الوضوح والصراحة
، إلى أن الطوائف السورية ،
بمختلف مللها ، وأديانها ،
ومذاهبها .. عاشت قروناً ، في
البلاد ، دون أن يضطهَد أيّ منها
، بسبب ملّته ، أو مذهبه ، أو
دينه .. مِن قِبل أبناء البلاد ..
ولم يتعرّض أيّ منها للضغط ،
لتغيير دينه ، أو مذهبه ، أو
معتقده .. أيّـاً كان ! ولو حصل
هذا ، في مرحلة ما من مراحل
التاريخ السوري ، لما وجدنا
اليوم ، هذا التنوّع الديني ،
والطائفي ، والمذهبي ، في سورية
..! لذا ، فإن المستغرب اليوم ،
والمستنكَر، هو جلب دين جديد ،
من خارج البلاد ، والسعي الحثيث
لفرضه على أبناء الوطن ، بشتّى
وسائل الترغيب والترهيب ! ولم
يعد هذا خافياً على أيّ مواطن في
سورية ، صغيراً كان أم كبيراً..!
كما أن من المستغرب
والمستنكر،اليوم ،كذلك ، سكوت
أكثر العلمانيين السوريين ، على
هذه الممارسات المدمّرة ..!
والأشد استغراباً واستنكاراً ،
هو احتجاج بعض القوى العلمانية
، التي تزعم معارضتها للنظام
الحاكم ، على مجرّد الإشارة إلى
ممارساته الطائفية هذه .. ! ولن
نتحدّث عن أزلام النظام
المكشوفين المعروفين ، الذين
يغطّون الممارسات الطائفية
والمذهبية الضارّة ، بأغطية
شتّى ، ومنها نفي الممارسات من
أساسها .. برغم أنها تتمّ تحت
الشمس ، ويراها القاصي والداني
..!
ومن واجبنا الديني والوطني
والإنساني .. أن ننبّه إلى خطورة
هذه الممارسات ، وخطورة نتائجها..
على أبناء الوطن جميعاً ، في وقت
قد لا يكون بعيداً ..! ومن يَعرف
قيمة العقيدة الدينية ـ أيّة
عقيدة دينية ـ عند المؤمنين بها
، يدرك بقوّة ، خطورة العبث بها
، والنتائج الرهيبة لهذا العبث
الشيطاني المقيت ..!
فهل
يتعاون العقلاء ، جميعاً ، من
أبناء البلاد ، في شتّى مواقعهم
، ومختلف انتماءاتهم : الدينية ،
والمذهبية ، والفكرية .. على وأد
هذه الفتنة ، قبل أن تستفحل،
وتخرج عن نطاق السيطرة الواعية
، سيطرة العقل والعقلاء ، لتصبح
خاضعة لسيطرة الجهلَة ، والحمقى
، والمتعصّبين ، وأصحاب الأهواء
والمصالح والأحقاد !؟ نرجو ذلك
..!).
وسبحان القائل : (واتّـقوا فتنةً
لا تصيبنّ الذين ظلَموا منكم
خاصّة ).
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|