ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 23/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة :

تبشير الأسرة الأسدية ، لشعب سورية ،

بدينها الفارسي الجديد.. نشاط ديني ، أم سياسي !؟

عبد الله القحطاني

 على ضوء ما يجري ، من عمليات (تـشييع) محمومة ، لأبناء الشعب السوري ، كباراً وصغاراً ، وفي سائر المحافظات ، وبشتّى سبل الإغراء ، والترهيب ، والتزييف .. وبلهاث محموم ، من قبل المبشّرين الفرس ، وسدَنة الحكم السوري ، من قمّة هرم السلطة فيه ، إلى أصغر عنصر أمن ، في أصغر قرية سورية .. لابدّ مِن طرح هذا السؤال ، بقوّة وجدّية، وصراحة ، وإحساس بالمسؤولية الدينية ، والوطنية ، والإنسانية ..!

   السؤال ليس مطروحاً على الأسرة الأسدية ، وأعوانها ، وأتباعها ، وأزلامها ، والمصفّقين لها.. بل هو مطروح على فئات عدّة أخرى ، أهمّها :

1) بعض القوى العلمانية السورية المسيّسة ، التي تردّد بحماسة ، منذ عقود : (لا سياسة في الدين ، ولا دين في السياسة )! وتلوي رؤوسها تبرّماً وضيقاً ،إذا ذكِرت كلمة دين، أو ربّ ، أو نبيّ .. في حديث سياسي معها ، أو لها صلة به ، من قريب أو بعيد !  (ونؤكّد على أن المقصود ، هنا ، هو بعض القوى العلمانية ، لا كلها .. بصرف النظر عن النسبة العددية لهذا البعض ..!) .  ويأتي في مقدمة هؤلاء العلمانيين ، أولئك المحسوبون على الطائفة العلوية ، التي تحكَم البلاد باسمها ،اليوم ، شاءت أم أبت ! وهم ( أيْ : العلمانيون ) لا يفتأون يشنّعون على القوى الإسلامية السورية، بأنها تخلط الدين بالسياسة ، والسياسة بالدين، وتريد أن تحكم سورية بالدين،  وباسم الدين ..! برغم تأكيد هذه القوى الإسلامية ، على رفض هذا الأسلوب في التفكير أساساً ! إلاّ أن الهوَس الذي أصيب به بعض الكتبَة ، ممّن يدبّجون المقالات الناقمة ، والحاقدة ، والمشكّكة ، والمستفزّة.. هذا الهوَس ، لا يدع لهم مجالاً للتفكير الحرّ المتّزن ، ليروا أبعدَ من أنوفهم ، أو يسمعوا شيئاً غير أصداء أصواتهم ! وهم ، في كل الأحوال ، معنيّون بالإجابة على هذا السؤال ، بجرأة وموضوعية ! ومعنيّون ، بقوّة ، بإعلان موقفهم ، بقوّة أيضاً ، من مضمونِ إجابتهم نفسِها ، سواء أجاءَ الجواب معلِناً أن التبشير هو عمل ديني بحت، أو هو عمل سياسي بحت ، أو هو عمل سياسي ديني ، أو هو عمل ديني يرمي إلى تحقيق أهداف سياسية ، قريبة أو بعيدة ، محلية وإقليمية ، أسدية وفارسية ! أو هو لا يعني شيئاً ، على الإطلاق ، من وجهة نظرهم ! ولا يقبَـل منهم السكوت ألبتّة ، هنا ، إذا كانوا جادّين في ادّعاء العلمانية ، وفي السعي إلى إبعاد الدين عن التحكّم في الحياة السياسية ـ وهو منهجهم الذي يتمسّكون به ـ ! وفي حرصهم على مصلحة الوطن وأبنائه ، وعلى الوحدة الوطنية من الانهيار ، وعلى النسيج الوطني من التمزّق ! فمبدؤهم الذي يتبنّونه ، ويدافعون عنه ، ملزِم لهم قبل غيرهم ! ونفترض أنهم من البشر الذين يحترمون عقولهم ومبادئهم ..! وإلاّ كانت محاورتهم عبثاً ، كمحاورة الأسرة الأسدية وعملائها وأزلامها ، الذين يمارسون الطائفية ، بأبشع صورها ، ويحرصون على طمس أيّة إشارة إلى هذه الممارسة ، من قريب أو بعيد .. لأن هذه الإشارة فيها ( ممارسة طائفية، تضرّ بالوحدة الوطنية ..!).. من وجهة نظرهم ! إنه تطبيق عملي صارخ ، شديد الفَجاجة والصفاقة ، للمثل المعروف : رمتْني بدائها وانسلّت !

2) القوى الفاعلة ، المشاركة في تثبيت حكم الأسرة الأسدية ، من عناصر الجيش ، بمختلف رتبهم ومستوياتهم ، ومن عناصر الأمن ، بمختلف رتبهم ومستوياتهم ، وتخصّصاتهم ، مِن أمن سياسي وجنائي..! ونقصد مِن هؤلاء ، بالطبع ، مَن لا تزال لديهم بقايا حسّ وطني ، ومروءة إنسانية ..!

3) العناصر الخارجية ، التي نَدبت أنفسها ، للهتاف المجّاني ، والتصفيق المجّاني ، لكل حامل شعار مجّاني ، في طول العالم العربي وعرضه ! تقرّباً إلى الله ، أو خدمة لمصلحة الأمّة العربية ، من محيطها إلى خليجها .. والأمّة الإسلامية بين المحيطَين! أمّا المصفّقون بالأجرة، والهتّافون بالأجرة ، فهم يعرفون ما يَدفعون وما يَقبضون .. وليسوا معنيّين بهذا الكلام !

4) شعب سورية كله ، بكل مَن فيه ، من رجال ونساء ، ممّن يدركون الأخطار الكامنة وراء تغيير دينهم ، عبر المبشّرين الفرس ، ومبشّري الأسرة الأسدية المتحالفين معهم، الذين يكبّلون لهم قوى المعارضة ، التي تواجه هذا العبث الخطير المدمّر!

تنبيه : ( لا يفوتنا ، هنا ، أن ننبّه ، بمنتهى الوضوح والصراحة ، إلى أن الطوائف السورية ، بمختلف مللها ، وأديانها ، ومذاهبها .. عاشت قروناً ، في البلاد ، دون أن يضطهَد أيّ منها ، بسبب ملّته ، أو مذهبه ، أو دينه .. مِن قِبل أبناء البلاد .. ولم يتعرّض أيّ منها للضغط ، لتغيير دينه ، أو مذهبه ، أو معتقده .. أيّـاً كان ! ولو حصل هذا ، في مرحلة ما من مراحل التاريخ السوري ، لما وجدنا اليوم ، هذا التنوّع الديني ، والطائفي ، والمذهبي ، في سورية ..! لذا ، فإن المستغرب اليوم ، والمستنكَر، هو جلب دين جديد ، من خارج البلاد ، والسعي الحثيث لفرضه على أبناء الوطن ، بشتّى وسائل الترغيب والترهيب ! ولم يعد هذا خافياً على أيّ مواطن في سورية ، صغيراً كان أم كبيراً..! كما أن من المستغرب والمستنكر،اليوم ،كذلك ، سكوت أكثر العلمانيين السوريين ، على هذه الممارسات المدمّرة ..! والأشد استغراباً واستنكاراً ، هو احتجاج بعض القوى العلمانية ، التي تزعم معارضتها للنظام الحاكم ، على مجرّد الإشارة إلى ممارساته الطائفية هذه .. ! ولن نتحدّث عن أزلام النظام المكشوفين المعروفين ، الذين يغطّون الممارسات الطائفية والمذهبية الضارّة ، بأغطية شتّى ، ومنها نفي الممارسات من أساسها .. برغم أنها تتمّ تحت الشمس ، ويراها القاصي والداني ..!

ومن واجبنا الديني والوطني والإنساني .. أن ننبّه إلى خطورة هذه الممارسات ، وخطورة نتائجها.. على أبناء الوطن جميعاً ، في وقت قد لا يكون بعيداً ..! ومن يَعرف قيمة العقيدة الدينية ـ أيّة عقيدة دينية ـ عند المؤمنين بها ، يدرك بقوّة ، خطورة العبث بها ، والنتائج الرهيبة لهذا العبث الشيطاني المقيت ..!

 فهل يتعاون العقلاء ، جميعاً ، من أبناء البلاد ، في شتّى مواقعهم ، ومختلف انتماءاتهم : الدينية ، والمذهبية ، والفكرية .. على وأد هذه الفتنة ، قبل أن تستفحل، وتخرج عن نطاق السيطرة الواعية ، سيطرة العقل والعقلاء ، لتصبح خاضعة لسيطرة الجهلَة ، والحمقى ، والمتعصّبين ، وأصحاب الأهواء والمصالح والأحقاد !؟ نرجو ذلك ..!).

وسبحان القائل : (واتّـقوا فتنةً لا تصيبنّ الذين ظلَموا منكم خاصّة ). 

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ