ــ
ومضات
محرّضة :
هيهات
(يا سيل) ..! متى كان سَيل الكلمات
،
يوقف
سَيل الأحقاد والنذالات!؟
عبدالله
القحطاني
الصحفي
البريطاني المعروف ، باتريك سيل
، مؤرّخ الأسرة الأسدية ،
وصديقها الحميم ، وجّه رسالة
إلى بشار الأسد ، يرجوه فيها أن
يطلق سراح سجناء الرأي في سورية
، حرصاًُ على مصلحة النظام
الحاكم وسمعته في العالم !
• أحسنت
يا (سيل ) في توجيه النداء ، من
منطلق إنساني..!
وأسأت
التقدير، في حسن ظنك بالمخاطَب
، وحسن ظنك بفهمه ، وتقديره
لمصلحة بلاده، وحتى لمصلحته
الشخصية ، التي هي مدار حياته ،
والتي خاطبتَه من خلالها !
• أحسنت
يا (سيل) في
توجيه الرسالة
عبر الإعلام ، ليقرأها القاصي
والداني ، ويطّلعوا على ما
يفعله ابن الأسد بالشعب السوري
، الذي يفترَض أنه شعبه ،
وبالنخَب السورية التي يفترَض
أن يرفع ابن الأسد رأسه بها ،
فخراً واعتزازاً أمام العالم ،
ويقول للناس: انظروا .. هذه النخب
المثقفة النبيلة الرائعة ، هي
شرائح من شعبي النبيل الرائع ،
الذي أحكمه ، وأعتزّ بحكمه..!
وأسأت يا (سيل ) بتخلّيك عن معرفتك
الطويلة العميقة ، بالأسرة
(الميمونة!) ، وبمعدنها،
وبأحقادها الهائلة المزمنة ..!
هذه المعرفة التي كوّنتَها عبر
عشرات السنين ، وعبر كتابة ألوف
الصفحات عنها ، وعبر مقابلات
كثيرة وطويلة معها ، استهلكت من
وقتك مئات الساعات ..! فكأنك ما
عرفت هذه الأسرة ، ولا عرفت مدى
حرصها على أحقادها، التي تعدّها
كنوزاً حقيقية ، إذا تخلّت عنها
تخلّت عن حياتها ذاتها ..! ولو
نظرتَ نظرة عجلى إلى قانون
التجريم الوراثي ( القانون 49
لعام 1980) الذي يحكم
على الأبناء بالإعدام ،
بتهم ألصقَها مبتكر القانون
الهالك ، بالآباء ، وأورثَه
لابنه الهمام.. والذي ما يزال
الوريث يحافظ عليه ، كما يحافظ
على أغلى كنز لديه ، برغم (عدم
حاجته إليه !) ، وبرغم كونه وصمة
عار بشعة ، في جبين أبيه ،
وجبينه ، وجبين كل فرد في أسرته
، على مرّ السنين .. لو نظرتَ إلى
هذا القانون ، وإلى حرص الوريث
عليه ، لعرفتَ أيّ رجل تخاطب ،
وأيّ حاكم تنصح ، وأيّ ربيب أسرة
نبيلة تستثير إنسانيته، وأيّ
سياسي محنّك تبصّره بمصلحته ،
وبكيفية حسابها داخلياً
وخارجياً ! كما أنك لو اطلعت على
ما فعله المجرم المؤسّس ، ومِن
بعده المجرم الوريث ، بالشيخ
المهندس، الهادئ المبدع ،
العبقريّ النبيل .. عبد الستار
قطّان ، الذي نَهكه السجن ،
والمرض في السجن، في عهد المؤسس
، ثم عاد ليسجنه الوريث، بتهمة
نقل مساعدات،
لأسَر نكَبها المؤسّس
والوريث ، وحكَم عليه بالقانون
الرائع المذكور ، قانون الشرف
الأسدي ..! ثم خفّض العقوبة إلى
اثنتي عشرة سنة ، ومَنع خلالها
العلاجَ عن الشيخ المهدود ،
المشرف على الهلاك .. لو اطلعت
على هذا كله ، لعرفت أنك أضعت
عمرك في الكتابة ، عن أناس ،
اكتشفتَ أنك لم تعرفهم ، برغم
ألوف الأوراق التي حبّرتَها ،
ومئات الساعات التي أنفقتَها،
في المقابلات ، والحوارات ،
والمنادمات .. مع المؤسّس،
وأفراد أسرته النبلاء !
ولو أن سَيلَ الكلمات ، يا سيّد
(سيل) يوقف سيل الأحقاد الجارف ،
في صدور الأسرة الأسدية النبيلة
، لأوقفتْه سيول كلام كثيرة ،
قبل سيل كلماتك ، حملتها وفود
كثيرة ، من شتّى الدول ،
والتوجّهات الفكرية والسياسية
.. إلى الوريث ، وإلى المؤسّس
قبله ، فكانت كلها تصرخ في واد ،
وتنفخ في رماد !
ولو أن سيول الدموع ، توقف سيول
الأحقاد ، أو تطفئها، في صدور
الأسرة (الكريمة)، لكان حقد
الوريث قد انطفأ من عهد بعيد ،
منذ امتلأت مدن سورية وقراها ،
بسيول الدموع المتفجّرة ، من
عيون الأمّهات الثكالى ،
والزوجات المكلومات ، والأبناء
الأيتام، وأشباه الأيتام ،
الذين لا يعرفون مصائر آبائهم ،
والذين لا يعرفون متى يرون
آباءهم أمام أعينهم ، يضمّونهم
، ويمسحون على رؤوسهم ،
ويخفّفون عنهم هواجس الخوف،
والجوع ، والحرمان ، والوحشة !
• إن
ثمّة سيلاً واحداً ، يا سيّد
(سيل) ، كفيلاً بإيقاف السيول
المنكرة ، التي لا ترى أنت منها
، إلاّ بعض رذاذها .. سيولِ الحقد
والإجرام والفساد، واللصوصية ،
والدمار..! إن ثمة سيلاً واحداً ،
كفيلاً بإيقاف هذه السيول كلها
، هو سيل البشر، الذي يَخرج
هادراً ، في شوارع سورية كلها ،
شوارع مدنها وقراها .. يخرج
هادراً مزمجراً ، هاتفاً ملءَ
الحناجر المخنوقة : يسقط الظلم
والطغيان .. يسقط الفساد
والفاسدون والمفسدون.. يسقط
الخونة واللصوص .. يسقط ذابحو
شعب سورية وسارقو لقمة عيشه ..
يسقط الوحوش والجلاّدون .. يسقط
بشار الأسد ، وأسرته ، وزمرته ،
وأنصابه ، وأزلامه ، وسماسرته،
ومرتزقته ، وعصاباته المجندة
لتدمير المنطقة كلها ، في لبنان
وغير لبنان ، وعلى امتداد الأرض
العربية ، التي يتسلّل إلى
عواصمها مرتزقة الأسد وأسرتِه ،
وحماة نظامه الأسود المقيت !
هو ذا السيل الوحيد ، يا سيّد
(سيل) الذي يوقف سيل الإجرام
الأسدي البشع ، بكل ما يحمله من
أحقاد أثقل من الجبال ، ومن
دناءات أحطّ من طين المستنقعات
جميعاً !
أمّا السيل الآخر، الذي يعرفه
بشار بن حافظ ، جيداً .. فهو يعرف
أنه مرفوض ، لدى قادة شعب سورية
كلهم ..! لا لأنهم جبناء ، بل أنهم
عقلاء نبلاء ، يتحملون الضيم
ولا يغرِقون وطنهم وشعبهم ،
بهذا السيل الهائل المدمر.. حتى
وإن كان يجرف ـ أول ما يجرف ـ ابن
الأسد ، وعصابته المجرمة
الفاسدة ..! ولعل هذا هو ما يزيد
في تماديه وفساده ، وحماقته
وعناده .. غافلاً عن أن للشعوب
العزلاء هبّاتها ، التي لا تقف
لها سيول الطغاة المجرمين ،
سواء أكانت سيول حقد ، أم سيول
رصاص و لهب ..!
ولله
درّ القائل :
وجاهلٍ مَدّه في جَهلِه ضحِكيْ
حتّى أتَـتْه يَـد فَـرّاسة
وفَـمُ
ويسألونك
متى هو قل عسى أن يكون قريباً .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|