ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 26/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة :

هيهات (يا سيل) ..! متى كان سَيل الكلمات ،

يوقف سَيل الأحقاد والنذالات!؟

عبدالله القحطاني  

 الصحفي البريطاني المعروف ، باتريك سيل ، مؤرّخ الأسرة الأسدية ، وصديقها الحميم ، وجّه رسالة إلى بشار الأسد ، يرجوه فيها أن يطلق سراح سجناء الرأي في سورية ، حرصاًُ على مصلحة النظام الحاكم وسمعته في العالم !

   أحسنت يا (سيل ) في توجيه النداء ، من منطلق إنساني..!

   وأسأت التقدير، في حسن ظنك بالمخاطَب ، وحسن ظنك بفهمه ، وتقديره لمصلحة بلاده، وحتى لمصلحته الشخصية ، التي هي مدار حياته ، والتي خاطبتَه من خلالها !

   أحسنت يا (سيل)  في توجيه  الرسالة عبر الإعلام ، ليقرأها القاصي والداني ، ويطّلعوا على ما يفعله ابن الأسد بالشعب السوري ، الذي يفترَض أنه شعبه ، وبالنخَب السورية التي يفترَض أن يرفع ابن الأسد رأسه بها ، فخراً واعتزازاً أمام العالم ، ويقول للناس: انظروا .. هذه النخب المثقفة النبيلة الرائعة ، هي شرائح من شعبي النبيل الرائع ، الذي أحكمه ، وأعتزّ بحكمه..!

وأسأت يا (سيل ) بتخلّيك عن معرفتك الطويلة العميقة ، بالأسرة (الميمونة!) ، وبمعدنها، وبأحقادها الهائلة المزمنة ..! هذه المعرفة التي كوّنتَها عبر عشرات السنين ، وعبر كتابة ألوف الصفحات عنها ، وعبر مقابلات كثيرة وطويلة معها ، استهلكت من وقتك مئات الساعات ..! فكأنك ما عرفت هذه الأسرة ، ولا عرفت مدى حرصها على أحقادها، التي تعدّها كنوزاً حقيقية ، إذا تخلّت عنها تخلّت عن حياتها ذاتها ..! ولو نظرتَ نظرة عجلى إلى قانون التجريم الوراثي ( القانون 49 لعام 1980) الذي يحكم  على الأبناء بالإعدام ، بتهم ألصقَها مبتكر القانون الهالك ، بالآباء ، وأورثَه لابنه الهمام.. والذي ما يزال الوريث يحافظ عليه ، كما يحافظ على أغلى كنز لديه ، برغم (عدم حاجته إليه !) ، وبرغم كونه وصمة عار بشعة ، في جبين أبيه ، وجبينه ، وجبين كل فرد في أسرته ، على مرّ السنين .. لو نظرتَ إلى هذا القانون ، وإلى حرص الوريث عليه ، لعرفتَ أيّ رجل تخاطب ، وأيّ حاكم تنصح ، وأيّ ربيب أسرة نبيلة تستثير إنسانيته، وأيّ سياسي محنّك تبصّره بمصلحته ، وبكيفية حسابها داخلياً وخارجياً ! كما أنك لو اطلعت على ما فعله المجرم المؤسّس ، ومِن بعده المجرم الوريث ، بالشيخ المهندس، الهادئ المبدع ، العبقريّ النبيل .. عبد الستار قطّان ، الذي نَهكه السجن ، والمرض في السجن، في عهد المؤسس ، ثم عاد ليسجنه الوريث، بتهمة نقل مساعدات،  لأسَر نكَبها المؤسّس والوريث ، وحكَم عليه بالقانون الرائع المذكور ، قانون الشرف الأسدي ..! ثم خفّض العقوبة إلى اثنتي عشرة سنة ، ومَنع خلالها العلاجَ عن الشيخ المهدود ، المشرف على الهلاك .. لو اطلعت على هذا كله ، لعرفت أنك أضعت عمرك في الكتابة ، عن أناس ، اكتشفتَ أنك لم تعرفهم ، برغم ألوف الأوراق التي حبّرتَها ، ومئات الساعات التي أنفقتَها، في المقابلات ، والحوارات ، والمنادمات .. مع المؤسّس، وأفراد أسرته النبلاء !

ولو أن سَيلَ الكلمات ، يا سيّد (سيل) يوقف سيل الأحقاد الجارف ، في صدور الأسرة الأسدية النبيلة ، لأوقفتْه سيول كلام كثيرة ، قبل سيل كلماتك ، حملتها وفود كثيرة ، من شتّى الدول ، والتوجّهات الفكرية والسياسية .. إلى الوريث ، وإلى المؤسّس قبله ، فكانت كلها تصرخ في واد ، وتنفخ في رماد !

ولو أن سيول الدموع ، توقف سيول الأحقاد ، أو تطفئها، في صدور الأسرة (الكريمة)، لكان حقد الوريث قد انطفأ من عهد بعيد ، منذ امتلأت مدن سورية وقراها ، بسيول الدموع المتفجّرة ، من عيون الأمّهات الثكالى ، والزوجات المكلومات ، والأبناء الأيتام، وأشباه الأيتام ، الذين لا يعرفون مصائر آبائهم ، والذين لا يعرفون متى يرون آباءهم أمام أعينهم ، يضمّونهم ، ويمسحون على رؤوسهم ، ويخفّفون عنهم هواجس الخوف، والجوع ، والحرمان ، والوحشة !

   إن ثمّة سيلاً واحداً ، يا سيّد (سيل) ، كفيلاً بإيقاف السيول المنكرة ، التي لا ترى أنت منها ، إلاّ بعض رذاذها .. سيولِ الحقد والإجرام والفساد، واللصوصية ، والدمار..! إن ثمة سيلاً واحداً ، كفيلاً بإيقاف هذه السيول كلها ، هو سيل البشر، الذي يَخرج هادراً ، في شوارع سورية كلها ، شوارع مدنها وقراها .. يخرج هادراً مزمجراً ، هاتفاً ملءَ الحناجر المخنوقة : يسقط الظلم والطغيان .. يسقط الفساد والفاسدون والمفسدون.. يسقط الخونة واللصوص .. يسقط ذابحو شعب سورية وسارقو لقمة عيشه .. يسقط الوحوش والجلاّدون .. يسقط بشار الأسد ، وأسرته ، وزمرته ، وأنصابه ، وأزلامه ، وسماسرته، ومرتزقته ، وعصاباته المجندة لتدمير المنطقة كلها ، في لبنان وغير لبنان ، وعلى امتداد الأرض العربية ، التي يتسلّل إلى عواصمها مرتزقة الأسد وأسرتِه ، وحماة نظامه الأسود المقيت !

هو ذا السيل الوحيد ، يا سيّد (سيل) الذي يوقف سيل الإجرام الأسدي البشع ، بكل ما يحمله من أحقاد أثقل من الجبال ، ومن دناءات أحطّ من طين المستنقعات جميعاً !

أمّا السيل الآخر، الذي يعرفه بشار بن حافظ ، جيداً .. فهو يعرف أنه مرفوض ، لدى قادة شعب سورية كلهم ..! لا لأنهم جبناء ، بل أنهم عقلاء نبلاء ، يتحملون الضيم ولا يغرِقون وطنهم وشعبهم ، بهذا السيل الهائل المدمر.. حتى وإن كان يجرف ـ أول ما يجرف ـ ابن الأسد ، وعصابته المجرمة الفاسدة ..! ولعل هذا هو ما يزيد في تماديه وفساده ، وحماقته وعناده .. غافلاً عن أن للشعوب العزلاء هبّاتها ، التي لا تقف لها سيول الطغاة المجرمين ، سواء أكانت سيول حقد ، أم سيول رصاص و لهب ..!

 ولله درّ القائل :

وجاهلٍ مَدّه في جَهلِه ضحِكيْ      حتّى أتَـتْه يَـد فَـرّاسة وفَـمُ

 ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ