ــ
ومضات
محرّضة :
شعاران
ممتازان.. يشكّلان أروع وصفة ،
لتدمير
أعظم دولة في العالم!
هما
: الله.. سورية.. بشّار.. وبَسّ
..
ثم
: بالروح ، بالدم.. نفديك يا
بشّار..!
عبدالله
القحطاني
هذان هما الشعاران ، اللذان
فرضتهما أسرة ابن الأسد النبيلة
، ذات الدم النقي ، المتحدّر من
آلهة (أوثان) الأولمب اليونانية...
اللذان فرضتهما على شعب سورية ،
في حفلة التهريج الرخيص ،
المسمّاة : استفتاء .. التي يساق
فيها الناس كالأنعام ، من
بيوتهم ، ومقرّات عملهم،
ومدارسهم ، وجامعاتهم ،
ومزارعهم .. ليدوروا في الشوارع
، ويهتفوا بهما ، لابن الأسد ،
العملاق ، الفذّ ، النادر..!
وهما
لدى النظرة البسيطة الأولى ،
بلا تحليل ، ولا تركيب .. كما يلي
:
• الله
.. سورية.. بشار.. وبَسّ ( أيْ : فقط
) :
هذه التركيبة الثلاثية ، حين
تفرَض على أنها شعار واحد
متكامل ، على الحسّ الجمْعي ،
وعلى حسّ كل فرد في المجموع ..
تصبح كتلة واحدة ، مع التركيز
الإعلامي الشديد عليها..! ويصبح
غياب عنصر واحد منها ، مَدعاة
لخلل في الإحساس ، كما أنها
تَندعم لاشعورياً ، في قيمة
نفسية ذهنية واحدة ، كل عنصر من
عناصرها يكمل العنصرين
الآخرَين ، ويعطيهما قيمته
الرمزية الكامنة في لفظه ، في
اتّحاد لا انفكاك له..! وهذا ممّا
يعرفه علماء النفس والاجتماع
والتربية !
• بالروح..
بالدم.. نفديك يا بشّار:
وهنا ،
ينتقل التركيز على العنصر
الأهمّ ، بين العناصر الثلاثة
في الشعار الأول ، وهو بشّار:
فالفداء بالروح والدم له وحده ،
بين العناصر الثلاثة ، ليكون هو
الأول بينها جميعا ؛ إذ لا
تُسمَع كلمة فداء ، أو تقديس ،
أو تمجيد .. لأيّ من العنصرين
الآخرَين ! وهذا يقتضي بالضرورة
، أن تدور حياة الفرد ، بكل ما
فيها من سلوكات ومشاعر، حول
الأوحد الفذّ ، الذي لا تعادله
قيمة ، ولا شيء في الحياة يستحق
أن يضحّى له بشيء سواه ! لا الإله
، ولا الوطن ، ولا أيّ مقدّس أو
عزيز !
• لو
سمع رجال المخابرات ، الذين
يقودون المسيرات الشعبية ،
واحداً من عناصر المسيرة، يهتف
بشعار يوحّد فيه الله ، أو
يمجّده ، أو يكبّره ، مثل :( لا
إله إلا الله ..أو: العزة لله .. أو:
الله أكبر ..) لكان مصيره أسود في
أحد المعتقلات ، بحجّة أنه خالف
الشعارات المقرّرة للمسيرة !
وكذلك لو ردّد مواطن شعاراً
وطنياً ، يفرِد فيه الوطن بشيء
من الاهتمام أو التمجيد ..!
• المحصلة
لهذا العبث .. نتيجتان:
1) مطلوبة
تُعدّ هي الهدف ، وعناصرها ما
يلي :
- نقل
البشر من عبودية الله ، إلى
عبودية الحاكم الفرد ، بصورة
منهجية ، منظّمة ، واعية ،
مركّزة !
- تحطيم
أيّة قيمة ، دينية ، أو وطنية ،
أو ثقافية ، أو اجتماعية ، أو
خلقية .. غير مستمدّة من الرمز
الأول ، الذي يفدَى وحدَه ،
حصراً ، بالروح والدم .. وهما
أغلى ما يملك الإنسان ، ومِن باب
أولى الفِداء بالولد والمال ..!
- تحطيم
أيّة إرادة للفرد ، في الرفض ،
أو التمرّد ، أو الإباء .. وجعلُه
آلة صمّاء ، تنطق لتسبّح بحمد
الزعيم ، وتفديه بالروح والدم ،
وتقدّسه ، وتمجّده !
- تسويغ
أيّ فعل يفعله الحاكم الأوحد ،
حتى لو كان جريمة بشعة ، أو
خيانة عظمى ، دون مناقشة ، أو
مجادلة ، أو تفكير، أو مجرّد
استفهام عن صحّة الفعل .. وهل
يَستـفهم عاقل عن صحّة ما يفعله
الإله !؟
2) غير
مطلوبة ، بل ناجمة عن تداعيات
الأولى وآثارِها :
- زيادة
الشحن السلبي المضادّ ، لدى
المؤمنين الموحّدين ، الذين
يرفضون عبودية أحد غيرالله ،
ويرون الشرك الفظيع ، المفروض
عليهم ، وعلى أبنائهم ، وأبناء
وطنهم ، بصورة همجية مقيتة ،
ويَحسبون حسابات للمستقبل ،
تختلف عن حسابات صناع الشعارات
الإجرامية البليدة !
- إيقاظ
بقايا المروءات النائمة ، أو
المهشّمة ، في نفوس أصحاب
المروءات ( من مدنيين وعسكر)
الذين يأنفون هذا النوع من
العبث الصبياني ، بمروءاتهم ،
وكراماتهم ، وأوطانهم ، وحاضر
أجيالهم ومستقبلها .. ويكثّـفون
أنشطتهم ، للبحث عن الخلاص ، من
هذا الكابوس المخزي ، مهما يكن
الثمن المدفوع ، وأياً تكن
النتائج ! فليس ثمّة تدمير أبشع
من مسخ الشخصية الإنسانية ، بما
في ذلك تدمير المباني والبيوت !
فقيمة الوطن هي من قيمة أبنائه ..
فإذا فقَد الفرد قيمته ، ضاعت
قيمة الوطن ، بالضرورة.. وهو ما
يفعله ابن الأسد وعصابته ، حين
يَسحب كل قيمة وطنية ودينية
وإنسانية ، من نفوس الناس ،
ويعزّز داخلَها قيمته هو وحدَه
، حصراً !
- صِمامات
الأمان ، التي بثـتها عصابة آل
أسد ، في سائر أنحاء البلاد ..
الأساسيةُ منها: ( المخبرون ،
والعملاء ، ورجال المخابرات )
والاحتياطية الجديدة ، التي
استوردتها من بلاد فارس ،
واستوردت معها دينها الجديد ،
الذي طفقت تبشّر به شعب سورية ..
صمامات الأمان هذه ، التي
بثّتها العصابة لتخليد حكمها
وتسلّطها على شعب سورية إلى
الأبد .. كم تثبت في مواجهة
الطوفان البشري الهادر، إذا
تفجّر في شوارع المحافظات
السورية ، وسطها ، وشرقها ،
وشمالها ، وجنوبها..!؟ كم يبقى من
هذه الصِمامات ثابتاً ، في
المدينة التي هو فيها ، والقرية
التي يتحكّم بأهلها ، والبلدة
التي يبتزّ أبناءها ، ويَفرض
عليهم الحكم الفرعوني المقيت ،
وفرعونيتَه هو ، الصغيرة
البائسة !؟
إذا كان
مجرمو آل أسد ، ظنوا أن طول
الرعب ، أفرغ سورية من رجالها ،
أصحاب المروءة والنخوة ،
وشبابها الذين تتفجّر نفوسهم
حيوية وحمية وإباء .. فـبئس ما
ظنّوا وما حسبوا ..! ونرجو أن
يروا نتائج سوء حسابهم ، قريباً
، بل قريباً جداً ، بإذن الله ،
إذا لم يهبّ العقلاء مِن حولهم ،
لشَكم عـُرامهم ، وإعادتهم إلى
صوابهم ! وإلاّ فإن سعي ابن
الأسد ، إلى تحويل أبناء سورية ،
عن عبادة الله الواحد الأحد ،
إلى عبادته هو .. سيحول سورية إلى
جحيم ، على رأسه ، ورؤوس زبانيته
، الذين يروّضون له الناس في
الشوارع والسجون ، ليألفوا
عبادته ، ويستمرئوها ، ويصبحوا
مجرّد قطعان بليدة ، يسخّرهم
كما يشاء، ويذبح
منهم من يشاء ، متى يشاء ..!
ولله
درّ المتنبّي ، القائل قديماً :
ويْلمّها خُطّةً ، ويْلُمِّ
قابِلِها
لِمِثْلِها خُلِقَ
المَهْريَّةُ القُود
ولله درّ بدوي الجبل ، القائل
حديثاً :
يَسومنا الصَنَمُ الطاغي
عبادتَه لنْ
تَعبدَ الشامُ إلاّ الواحدَ
الأحَدا
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|