ــ
الوطن
ليس حكرا على (البعث)
غسّان
النجّار*
إذا كانت المعارضة اللبنانية
تدّعي أحقّية مشاركتها في
السلطة والدولة وتعرقل عمل
الحكومة وتطالب بالثلث المعطّل
!! فنحن
أيضا لنا ملك الحق في المشاركة
في الحياة السياسية ، دون أن
نعرقل مسيرة الحياة أو نعطّل
سنّة الكون في الأشياء !!
فمن نحن ؟ ؟
نحن جميع فئات الشعب من غير
البعثيين ،
فإذا كان الحزب يدّعي أنّه
له مليونا ونصف المليون من
الأعضاء ، فأين يذهب الثمانية
عشر مليونا الآخرين من الشعب
السوري ؟
؟ !! هل هم قطيع غنم ؟ أم نعاج
يساقون إلى المذبح ؟؟ !
هكذا يستخفّ البعض بآراء ومشاعر
الناس وقيم المجتمع
!! هكذا
يستخفون بالأكثرية الصامتة !!
نحن لانقبل أن يحتكر حزب البعث
السلطة ، لأنّه لا يمثّل جميع
أفراد الشعب
، ولا يمكن لأيّة فئة أن
تدّعي وحدها تمثيل الشعب
، لأن السلطة المطلقة مفسدة
مطلقة 0
قلت للسيد عبد الله الأحمر –
الأمين العام المساعد لحزب
البعث – في اجتماع مع ممثلي
النقابات العلمية من شهر آذار
لعام 1980 : انّ الفكر أو السياسة
لا يمكن احتكاره أو اختصاره في
قالب ( حزب البعث ) ، دعوا
الأفكار تتلاقح والرؤى تتصارع
بشكل سلمي حضاري ، وكفاكم
تزويرا للانتخابات وإرادة
الشعب فالبقاء للأصلح
والتنافس الشريف يخلق الوطن
النظيف ؛
فأجاب دعونا نحكمكم ونظلمكم
أفضل من أن تحكمكم إسرائيل
ثمّ أضاف : إذا استمرّ الوضع
على هذا الحال فسنضرب ضربة نحكم
بها خمسا وعشرين عاما !!
أيّها الساسة: لقد مضى أكثر من
خمس وعشرين عاما على الضربة ،
وتغيّر العالم من حولنا والزمن
دارت دورته ونحن في القرن
الحادي والعشرين وبلغ الشعب
الحلم والرشد ولم تتغيّر
عقليتكم بعد
!! فلا
زلتم تصادرون الحريّات وتكممون
الأفواه وتقمعون الأصوات
وتصدرون الأحكام على المفكّرين
سجنا مديدا من السنوات ، أرجوكم
أن ترفعوا الوصاية عن الشعب فلم
يعد قاصرا 0
أين الحداثة
؟ أين
المعاصرة ؟
أين تجارب الأمم الراقية في
مجال الديمقراطية وحقوق
الإنسان ؟؟!!
قال السيّد محافظ حلب لفضيلة
الدكتور إبراهيم السلقيني –
عميد كلية الشريعة سابقا – وقد
تقدّم في لائحة مع مجموعة من
الأفراد لانتخابات مجلس الشعب
لعام 1979 قال : يمكن أن نعطيكم
مقعدا واحدا أو اثنين من خلال
الجبهة ؛
والآن بعد ثمان وعشرين سنة قال
أحد مسئولي الحزب لممثل إحدى
القوائم الانتخابية المنافسة
في الانتخابات الأخيرة : يمكن أن
نمرر لكم واحدا من قائمتكم إذا
رغبتم !!
0
انّ سلطة الحزب والدولة لازالت
تحكم بعقلية الستينات ولا زالت
تتمترس بأفكار عفا عليها الزمن
!! 0
لقد تمّ التنظير للعنف وسلوكه من
قبل السلطة ، ففي مقال على جريدة
( الثورة ) للسيد بركات عام 1980تحت
عنوان : ( مزيدا من العنف الثوري
، من ليس معنا فهو علينا ) 0
ولقد توالت الضربات الأليمة بحقّ
الشعب من قبل النظام البعثي منذ
انقلاب عام 1963 ونعدّد بعضا منها
:
1. الاقتحام
الأول لمدينة حماة عام 1964
2. العدوان
على الجامع الأموي الكبير في
دمشق واقتحامه على المصلين عام
1965
3. تصفية
رموز القوى الناصرية في 18 تمّوز
لعام 1966واعدام العالم
الاليكتروني المهندس هشام شبيب
4. اغتيال
اللواء محمد عمران في طرابلس –
لبنان
5. اعتقال
الشيخ العالم عبد الفتاح أبو
غدّة وإخوانه أعوام 66- 67 – 1973
6. تصفية
الشيخ مروان حديد في السجن عام
1974
7. إعدام / 19 /
شابا من الطليعة المنشقة عن
الإخوان المسلمين – مهدي
علواني ورفاقه –عام 1979بعد
محاكمة صورية اثر تسليمهم من
قبل النظام الأردني 0
8. تصفية
أخصّائي العيون الدكتور عمر
شيشكلي في حماة
، وبعض أساتذة جامعة حلب عام
1980 0
9. مجازر حلب
( المشارقة – ميسلون – الصاخور )
ومجازر ادلب وجسر
الشغوروغيرهامن المدن
السوريةعام 1980 ومابعد0
10.
مجزرة تدمر الكبرى عام 1980 (
تصفية حوالي ألف سجين بالقنابل
والرشاشات داخل غرف السجن) 0
11.
اعتقال رموز وقواعد الأحزاب
والقوى الديمقراطية عام 1980
ومابعد 0
12.
حل النقابات العلمية لعام
1980 واعتقال رموزها لمدة اثني
عشر عاما 0
13.
معركة الحجاب المصطنعة من
قبل سرايا الدفاع والشبيبيّات
ومقتل بعض افراد الشعب عام 1980 0
14.
سن القانون 49 / 1980 الّذي ينصّ
على إعدام كل منتسب لجماعة
الإخوان المسلمين وبأثر رجعي0
15.
تصفية ما لايقل عن خمسة عشر
ألف سجين في معتقل تدمر في
الفترة (1980-1995 )أمام محاكم
ميدانية بموجب القانون 49/1980 0
16.
مجزرة حماة الكبرى عام 1982 0
17.
استمرار الاعتقالات
لمفكّري الرأي والنخب والقوى
الديمقراطية والشباب على خلفية
دينية منذ عام 2000 ولغاية تاريخه
والحكم عليهم بأحكام قضائية
عالية0
كلّ هذه الضربات المتتاليات في
ظل حكمكم ألا تكفي أن تكفّّروا
عنها وتطلبوا الصفح من الشعب
وبالتالي تقوموابتصحيح مسار
الحكم وتعديل المواد
الاحتكارية التي أدرجت في صلب
الدستور : أمثال المادة 8 الّتي
تنص على أنّ حزب البعث هو الحزب
القائد للمجتمع والدولة ،
والمادة 89 الّتي تنظّم
الاستفتاء لمقام الرئاسة على
شكل ونسق فريدين من نوعه في
العالم 0
انّ ماتقوم به بعض الأطراف
بإيحاء من السلطة وترتيب معها
من آلة إعلامية دعائية للرئيس
بشّار الأسد تمهيدا للاستفتاء
الشكلي ، هو قلّ نظيره في العالم
الراقي أو النامي ، وكأنّ
الرئيس بشّار بحاجة إلى هذا
الإعلام كي ينجح في الاستفتاء
؟؟! ،
إن ما نراه في الشوارع العامة
على لوحات (
منحبك ) و ( حماة الديار عليكم
سلام ) والتظاهرات واللوحات
الفنية ،
كلّ ذلك لايزيّن للنظام مكانا
ولا يقرّب من الشعب حبا ،
فملايين الدولارات الّتي تنفق
في سبيل الدعاية والإعلام لمقام
الرئاسة الأوحد تذهب سدى كي
تستردّ فيما بعد من جيوب دافع
الضرائب السوري ومن الخزينة
العامة من المشاريع الوهمية أو
المخصصة سلفا لجهات معينة ،
وأولى أن تدفع هذه المليارات
السورية للمعوزين والفقراء من
هذا الشعب الّذين لايجدون لقمة
العيش 0
قلت في مقالة سابقة ، أنّه لو سلك
الرئيس بشّار الأسد سلوك
المنافسة الحقيقية في انتخابات
رئاسة حميمة صميمية ، وحصل على
نسبة ثلاث وخمسين بالمائة كما
حصل ( ساركوزي ) لأقترب من قلوب
الشعب ألف مرة من أن يحصل على
أربع تسعات بالمائة في استفتاء
يعرف القاصي والداني كيف يجري ! !
0
كنت أتمنى أن يرد بالإيجاب على
ترشح المحامي عبد الله خليل
لموقع الرئاسة ، وأن يجلس
الرئيس بشّار معه في مناظرة
تلفزيونية ؛ اذا لربما حصل على
دعم شعبي أكبر من هذه الآلة
الإعلامية الّتي تزيّن الشوارع
حاليا،
ولكنّ النظام سيستمر
على هذا المنوال بالعقلية
الشمولية الاقصائية حتى يأتيه
اليقين 0
ألم ترى أنّ الرئيس حسني مبارك
والرئيس علي عبدالله صالح
والعقيد ولد فال في موريتانيا
شعروا بتخلف النظام الارثي
المتتالي والاستفتاء الصوري
المتعالي ، فغيّروا بعض المواد
الدستورية ونحن لم نتقدّم خطوة
واحدة ! ! أولى
لنا فأولى أن نلحق بالركب
ولانكون في مؤخرة القافلة قبل
أن نصبح من مخلّفات التاريخ ؛
قوم عاد و ثمود 0
انّ المعارضة السورية المنبثقة
عن ثمانية عشر مليونا من غير
البعثيين لن
تتنازل عن حقّ المواطنة بكل
استحقاقاتها لأننا سوريون أبّا
عن جد ، وانّ المعارضة مستعدّة
لتقديم واجب المواطنة عندما
يدقّ ناقوس الخطر ونصبح شركاء
في تقرير المصير 0
"انّ الناس سواسية كأسنان
المشط " هكذا أعلنها
محمّد بن عبد الله (ص) قبل
أربعة عشر قرنا لا فرق بين عربي
وكردي وآثوري ، مسلم ونصراني
الاّ بالعمل الصالح لخدمة الأمة
والوطن 0
وإذا كان عيسى بن مريم عليه
السلام هو قول الحق الّذي جاء
بالحكمة وكلمة الله وروح منه
وهداية القطيع الضالّة من بني
إسرائيل وفداء البشرية من الظلم
والاستبداد ؛ فانّ محمّد بن عبد
الله (ص) هو المثل الأعلى وقدوة
البشرية في كل زمان ومكان ؛ وإذا
كان هناك من يستحق أن يسمى (
القائد الأوحد ) أو ( القائد
الملهم )
أو ( القائد إلى الأبد ) فهو :
محمّد بن عبد الله
ولا شخص سواه ؛ هو الّذي رفع
الأمة من الحضيض إلى القمة
وأخرج الأمة من الظلمات إلى
النور وارتقى بالأمة من التخلّف
إلى التقدم ونهض بالأمة من الذل
إلى العزّة وتحوّل بالأمة من
التبعية إلى القيادة العالمية
وجمع الأمة بعد التمزّق إلى
التوحد وانتشل الأمة من الضعف
والخور إلى السمو والقوة
؛ وبعد ماذا فعلت
قياداتنا ( الملهمة ) ؟! ومال
هؤلاء القوم لايكادون يفقهون
حديثا
محمّد بن عبد الله الرسول العربي
الّذي جاء رحمة للعرب والعجم ،
للكرد والترك وللناس كافّة هو
الرجل الّذي ترتفع الهامات
بذكره وتعلو الرؤوس بالاقتداء
بأثره مرددين مع الشاعر
يا هذه الدنيا أصيخي واشهدي
إنّا بغير محمّد لا نقتدي
يقال بالأمثال العاميّة (
يافرعون مين فرعنك ؟ فأجاب
لأنّه لا أحد يردّني ) أي
يصوّبني وينصحني ، وهذا يقودنا
إلى مشروعية المعارضة لخدمة
الأمة ومصلحة الوطن 0
إن قوى إعلان دمشق – الممثلة
للمعارضة في الداخل – لاتطلب
المستحيل ولاتنافس النظام على
موقع ، بل هي ناصحة للدولة،
معينة للنظام كي يسلك الطريق
القويم بإشراك كافة القوى
لتحمّل المسئولية في صنع القرار
والمصير ، وخاصة في ظل هذه
الظروف العصيبة الّتي يتعرّض
لها وطننا الحبيب 0
إن الرائد لا يكذب أهله ، فلسنا
طلاّب سلطة أو كرسي حكم ، إننا
نطالب تصحيح المسار وعلى النحو
التالي :
1. إلغاء
المادة الثامنة من الدستور فهي
عبء على النظام وسبة في وجهه
ونقطة تخلّف في سيرورته ، تلك
المادة الّتي تختصر الأمة كلّها
في فريق واحد : ( حزب البعث هو
القائد للمجتمع والدولة )0
2. تعديل
المادّة /89/ من الدستور تلك
الّتي تنظّم تعيين الرئيس
بطريقة رجعية متخلّفة ، وإذا
كان الرئيس بشّار ليس مسئولا عن
وجود هذه المادة فأنا أربأ به أن
يصبح رئيسا بهذا الأسلوب فله من
الصلاحيّات الرئاسية ما
يعدّلها فورا بإصدار مرسوم
تشريعي وعرض ذلك على الأمة ولو
اقتضى ذلك تأخير الانتخابات
الرئاسية التنافسية بعضا من
الوقت ، لقد دارت عقارب الساعة
إلى الأمام ويجب أن تنتهي هذه
المادّة / 89 / من قاموس الأمة
وتصبح من مخلّفات التاريخ ، هذا
إذا أردنا أن نصنع التاريخ
ونكتب أسماء القادة بين
المجددين والمصلحين 0
3. إصدار
قانون حر للأحزاب لايستثني ولا
يقصي أحدا 0
4. إصدار
قانون عصري للانتخابات العامة
لمجلس الشعب والإدارة المحلية
تلغى فيه امتيازات الحزب
والجبهة 0
5. عودة
المهجّرين والمنفيين –الطوعي
والقسري –وإلغاء القانون 49/1980
فهذا يؤسس للمصالحة الوطنية 0
6. الإفراج
عن كافة المعتقلين السياسيين
وسجناء الرأي والضمير وان كان
توقيفهم وأحكامهم تحت مسمّيات
أخرى 0
انّ مبدأ تداول السلطة المستند
إلى انتخابات شرعية حرّة ونزيهة
منبثقة عن صناديق الاقتراع ولا
يسيطر عليها ( ديناصورات ) رأس
المال من تجّار المخدرات وسواهم
أو هيمنة القوى الحزبية والسلطة
التنفيذية الضاربة ، إنما هو
نظام تقدّمي حضاري تعتمده كافة
الدول الديمقراطية 0
وأخيرا إنني أدعو جميع فئات
الشعب العاملة والمثقفة والتي
نأت بنفسها عن المشاركة بالعمل
السياسي والعمل العام فتنازلت
عن حقوقها بفعل الكبت أو الخوف ،
أدعوها للإقبال على العمل العام
والحراك المجتمعي العلني
والسلمي الفاعل ومد الجسور مع
كافة أطياف العمل السياسي ولجان
إحياء المجتمع المدني وحقوق
الإنسان لما فيه خير البلاد
والمواطنين جميعا ، فانّ هذه
فريضة واجبة بنص القرآن الكريم
وهي تعدل الصلاة والزكاة وذلك
كيما نؤسس لميلاد الدولة
المدنية الديمقراطية المبنية
على أسس الأصالة والمعاصرة
والّتي يشكّل ( الإسلام دين
الأكثرية وعقيدتها بمقاصده
السامية وقيمه العليا وشريعته
السمحاء ، يعتبر المكوّن
الثقافي الأبرز في حياة الأمة
والشعب ، ومن خلال الاعتدال
والتسامح والتفاعل المشترك ،
بعيدا عن التعصّب والعنف
والإقصاء مع
الحرص الشديد على احترام عقائد
الآخرين وثقافتهم وخصوصيتهم )
وصدق الله العظيم
" كنتم خير أمّة أخرجت للناس ،
تأمرون بالمعروف وتنهون عن
المنكر وتؤمنون بالله " آل
عمران110
"وان تتولوا يستبدل قوما غيركم
ثمّ لا يكونوا أمثالكم "
محمّد 39
" الاّ تنفروا يعذّبكم عذابا
أليما ويستبدل قوما غيركم
ولاتضرّوه شيئا والله على كل
شيء قدير " التوبة 39 0
لنرفع الصوت عاليا :
لا للتمديد الرئاسي التلقائي
لا للاستفتاء الصوري
لا للانفراد بالحكم – لا للفساد
– لا لتسلط الأجهزة الأمنية
نعم لانتخابات رئاسية تنافسية –
نعم لدولة القانون والمؤسسات
نعم للاعتراف بالمعارضة الوطنية
الشريفة
ما أريد الاّ الإصلاح – ما
استطعت – وما توفيقي الاّ بالله
عليه توكلت واليه أنيب 0
*نقابي – إسلامي
ghassan-najjar@maktoob.com
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|