ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 03/06/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

إلى .. نفسي المذنبة

الأستاذ النبيه زهير سالم أسعده الله 

السلام  عليكم ورحمة الله وبركاته..

ذكرتنا وقفتكم الماتعة مع فيكتور هيجو "الى ابنتي" هذا الصباح بمناجاة كنا قد بثثنا لوعتها في يوم من أيام عام 1996 قبل أن نترك ديار المهجر أثر حصولنا على الإجازة العالية (الدكتوراه) ، وكانت تحت عنوان

Forgive me God for my bad deeds, if any !

وها نحن نحيلكم على ترجمتها إلى اللغة العربية بتصرف

لكم منا فائق المنى وأسمى التقدير

د.سالم آل عبدالرحمن

إلى .. نفسي المذنبة

Forgive me God for my bad deeds, if any !

سالم آل عبد الرحمن

يا نفس ما أقل حياءك وانزر وفائك ، أترى لو أن أحدا من جلسائك وعبيدك واجهك بما تمقتيه أو عاملك بما تكرهيه لقلمت منه الأظفار وأحللت به دار البوار،فبأي جسارة تتعرضين لمقت الله وعذابه وشدة عقابه ،وكيف تدعين الإيمان بلسانك واثر النفاق ظاهر عن أركانك ولا جرم أنه تعالى تكفل في الدنيا بإصلاح أحوالك فعلام كذبته أفعالك وأصبحت تتكالبين عن طلب الدنيا  ،أما تعلمين أن من أصبح والدنيا همه فليس من الله في شيء ، وأن الله تعالى سيلزم قلبه أربع خصال :هماً لا ينقطع أبداً ، وشغلاً لا يتفرغ منه أبداً ، وفقراً لا ينال غناه أبداً ، وأملاً  لا يبلغ منتهاه أبدا ...

ثم يا نفس لم أعرضت  عن الآخرة إعراض المغرور المستجير ...ويحك يا نفس من العذاب ... كأنك لا تؤمنين بيوم الحساب... أتظنين انك إذا مت انفلت ، وإذا حشرت رددت، هيهات ..هيهات ...كل ما توعدون لآت ..

ولو أنا إذا متنا تركــــنا      لكان الموت راحة كل حي

ولكنا إذا مـــــتنا بعثنا      ونسـأل بعده عن كل شيء

أتحسبين أن تتركي سدى ، ألم تكوني نطفة من مني يمنى ثم كنت علقة فخلق فسوى ، أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فما لك لا تعرفين قدرك ولا تأخذين حذرك ...ولو أن طبيباً يهودياً أو حكيماً نصرانياً أخبرك في ألذ أطعمتك بدائه وعدم دوائه لصرت عنه وتركته وجاهدت نفسك فيه ، أفكان قول القرآن المبين والأنبياء والمرسلين أقل تأثيراً من قول يهودي يخبر عن تخمين أو نصراني ينبئ عن غير يقين ...والعجب أنه لو أخبرك طفل بأن عقرباً في جيبك لرميت ثوبك أو حية في إزارك لرميت بأطمارك ، أفكان قول الأنبياء والمرسلين وخير من عبد الله من الصالحين أقل عندك من  قول الأطفال أم صار حر جهنم وزقومها أحقر عندك من العقرب وسمومها ، ولا جرم فلو انكشف للبهائم علانيتك وسريرتك لضحكوا من غفلة سيرتك..

يا نفس ..إن كنت قد أمنت في المحشر بسؤالك وقد عرفت جميع ذلك هنالك ، فما بالك تسوفين العمل وقد دنا الأجل ،ولعله يختطفك من غير مهل...ومن لا يطعم الدابة إلا في الحضيض لا يقدر على قطع العقبة ،ومن لا يملك قيراطا من المال كيف يفك الرقبة عند السؤال.. وهب أن الجهد في آخر العمر نافع وانه مرق (بضم الأول) اسعد المطالع ..فلعل اليوم آخر عمرك ونهاية دهرك فما المانع لك (بكسر الأخير) من المبادرة إلى صالح الأعمال وما الباعث لك على التسويف والإهمال ...وهل سببه إلا عجزك عن مخالفة  شهوتك وضعفك عن مخالفة أئمتك..

يا نفس غالبي حب الدنيا قبل قوة ضراوتها ولم يقدر على منعها صاحبها ..لأن حب الدنيا  كالشجرة النابتة والصخرة الثابتة التي تعبد العبد بقلعها وأمر بنزعها فمن ترك قلعها وعجز عن نزعها كان كمن عجز عن قلع شجرة وهو شاب قوي الهمة فأخرها إلى الضعف وابيضاض اللمة مع العلم بأن طول المدة تزيد الشجرة قوة وثباتا وتزيد القالع ضعفا وشتاتا..

وبالجملة فما لا يقدر عليه في الشباب لا يقدر عليه في المشيب ،لكن من التعذيب تهذيب الذنب ،ومن العناء رياضة الهرم .....

وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله ...

سالم آل عبد الرحمن

لستر،1996

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ