ــ
هناك
خلل ... من المسوؤل ؟
مواطن
حر
قد يتسأل الكثير من
المتابعين للشأن السوري وبشكل
خاص هذه الأيام وهم يرون ربوع
الوطن, قد امتزجت بها أفراح جني
المحاصيل أو ما نسميه بلهجة أهل
الجزيرة (الموسم), بأفراح موسم
تجديد البيعة للرئيس الشاب
الدكتور بشار, عن حقيقة ما يدور
في عاصمة
الأمويين من مظاهر, لم تعد في
أكثر البلدان تخلفاً ألا ضرباً
من التاريخ غير المحمود, وقد
يتبارد إلى أذهانهم أن هذه
الشعب قد تعرض لصعقة كهربائية
أفقدته اتزانه, ونقلته إلى أيام
الأبيض والأسود, وأوصلته إلى
نقطة إلى اللاعودة.
أن تسألهم هذا
مشروع في ضوء ما يجري.
الشعب لم يتعرض إلى
صعقة كهربائية واحدة, وإنما
لتيار متواصل افقده الحس ونقله
إلى حالة موت
مؤقتة, حيث أنهم حكموا الشعب
بالحديد والنار وغيب العقول
وحاربوا الأفكار وخربوا
المفاهيم وكموا الأفواه ولوثوا
الهواء ونقلوا الناس إلى حالة
العدم أو اللاوجود, والحديث هنا
يبدأ ولا ينتهي والواقع اصدق
القائلين
من
خلال فكرة شيطانية قد تكون
المسؤول الأكبر عن جل هذه
المظالم, وهي فصل الدين ليس عن
الدولة كما يظن البعض وأنما عن
الحياة العامة, والدين هو
المورد الروحي الذي يغدي شريان
الحياة, والكلام هنا لن يكون عن
الجانب العقدي
من الدين
لكي لا نحسب على تيار معين
ونوصف بالتحيز
بل
من جانب أن هذا الشعب ذو ثقافة
إسلامية , والمعلوم أن الثقافة
هي خط الدفاع الأول الذي يحمي
الهوية الشخصية لكل أمة, ومن
خلال المحافظة على الخصوصية
تنتظم خطا المجتمع وتصبح حركته
منضبطة وسيره نحو الرقي يتم
بمراحل مدروسة ومتوازنه
ومتسارعه
وانا هنا لا أدعو
إلى الانغلاق فهذا من العجز ..
والثقافة الإسلامية منفتحة على
الأخر, ولكن ادعو إلى مراجعة
صادقة لدراسة الأسباب التي
أوصلت الشعب إلى هكذا موصل
وأعود
إلى أزمة الثقافة المفقودة حيث
بفقدنا لثقافتنا نكون قد فقدنا
خط الدفاع الأول والأهم ضد كل
عوامل الخطر الخارجي, فهي
كالجلد بالنسبة للجسد فكيف يكون
حال الجسد لو أخرجته من جلده,
ألا يصبح عرضة لكل الأوبئة
الكونية, وكذلك هو حالنا اليوم
فقد اخرجونا من جلدنا حتى
أصبحنا لاندرك من أين نحن ولمن
ننتمي؟
ولهذا
دبكنا عندما عزف بشار وخلعنا
رؤوسنا خوفاً من أن تفكر, وتدرك
حقيقة هذه الحالة الشيطانية
التي استوطنتنا
لكن
هل هذه الزمرة غير المنضبطة هي
المسؤول الوحيد عن الوضع الرهن
أم أن هناك من يشاركها هذه
الموبقة, نعم هناك من يقتسم
الزمرة هذه الحالة, وهم النخب
التي تعتبر المحرك الأساسي الذي
يسير الجماهير ويوجهه جهة
التغيير العقلاني المطلوب فنحن
إذن نعيش أزمة نخب انتجتها أزمة
ثقافة .. والله المستعان
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|