ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 23/01/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ دراسات  ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


استراتيجية بوش الجديدة في العراق

وأوهام المحافظين الجدد

أ.د. محمد اسحق الريفي

الحرب على الإرهاب، وحماية المصالح الأمريكية، وحماية الأمن القومي الأمريكي، والحفاظ على الهوية الأمريكية، وضمان مستقبل آمن وسلمي للأجيال الأمريكية القادمة، وتحقيق العدالة والحرية للعراقيين والعرب والمسلمين، وحماية أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها... ترانيم امتلأ بها خطاب بوش الذي أفصح فيه عن استراتيجيته الجديدة في العراق...

بهذه الترانيم التي تفوح منها الرائحة العفنة لأيديولوجية المحافظين الجدد الأمريكيين، يبرر بوش استمرار الحرب على العراق والعدوان على الشعوب العربية والإسلامية، وبها يبرر استباحة الكرامة الإنسانية وهدر حقوق الإنسان وتحطيم القيم والمعاني الإنسانية التي طالما تشدق بها الغربيون والأمريكيون وبرروا بها قتل الإنسان وتخريب الأوطان.

هذه الذرائع تعكس أوهام المحافظين الجدد ونظرتهم للعالم ونظرياتهم الخرافية التي يعتمدون عليها إطلاق اليد الأمريكية لتبطش بشعوبنا وتعيث في بلادنا تخريباً وفساداً، كما أنها تعكس المبالغة في تقدير كل ما هو أمريكي وحجم التضليل الذي تمارسه الإدارة الأمريكية على الرأي العام الأمريكي فيما يتعلق بمآربها الشريرة.

لقد تحولت الأهداف الأمريكية للحرب غير المبررة على العراق من البحث عن أسلحة دمار شامل وتدميرها إلى ملاحقة، من سماهم بوش في خطابه، عناصر القاعدة والمتمردين السنة وإعادة بناء الأمة العراقية وفق نموذج تم تصميمه في البيت الأبيض الأمريكي...

وهذا ما أعلنه بوش في خطابه مدعياً أن استراتيجيته الجديدة جاءت لتجنيب الولايات المتحدة الأمريكية كارثة حقيقية إذا لم يتحقق النصر الذي ينشده في العراق... وربما لا يعلم بوش أن أوهام المحافظين الجدد والتيار التيار المسيحي المتصهين وأيديولوجياتهم الشريرة هو ما سيقود العالم إلى كارثة لم يشهدها من قبل!!

إن حقيقة ما تطمح إليه الإدارة الأمريكية هو تحويل العراق إلى بلد مفتوح تتصارع فيه الأجندات الأجنبية المختلفة وتتقاسم نفطه وثرواته الشركات الأجنبية المتعددة الجنسيات التي تضم بين القائمين عليها رجال أعمال يهوداً وصهاينة وأمريكيين...

أما الديمقراطية التي وعدها بوش للعراقيين وأزهق من أجلها أرواح مئات الآلاف من العراقيين، هي مجرد أكاذيب لا علاقة لها بتحقيق الحريات الإنسانية والتخلص من الديكتاتورية والاستبداد، فهي لا تعني عند بوش وإدارته سوى إقامة نظام عميل يديره البيت الأبيض ويقتصر دوره على القضاء على المقاومة العراقية الباسلة وترويج نمط الحياة الأمريكية وتحويل المواطن العراقي إلى مستهلك شره للمنتجات الغربية...

ومما يثير الاشمئزاز، ادعاء بوش زوراً بأن حكومة المالكي التي أتى بها الاحتلال الأمريكي وتتخذ من الطائفية البغيضة دافعاً ومبرراً لما تمارسه من عمليات التطهير الطائفي ضد العراقيين السنة، هي حكومة ديمقراطية تصلح نموذجاً للاقتداء به في بلادنا العربية والإسلامية، بينما تحارب الإدارة الأمريكية الحكومة الفلسطينية التي تحظى بدعم الشعب الفلسطيني والملايين من أبناء الشعوب العربية والإسلامية ويؤلب العالم عليها ويحاصر الشعب الفلسطيني ويجوعه عقاباً له على خياره!!

ومن خلال هذه الترانيم التي تغص بمشاعر الكراهية الدينية وعقدة الخوف من الأجنبي والطمع في الهيمنة على بلادنا العربية والإسلامية وشعوبها، يطلق بوش استراتيجية الجديدة التي تتسم بمزيد من العنف والدموية في أعقاب فشل العديد من الاستراتيجيات الأمريكية السابقة لتحقيق ما يسميه بوش "النصر" في العراق، وهي استراتيجية لا جديد فيها سوى اتخاذ الاستعدادات الحربية لاقتراف المزيد من الجرائم والطغيان ضد العراقيين الشرفاء الأحرار والسعي إلى القضاء على المقاومة العراقية في بغداد، بالإضافة إلى طرح خطط اقتصادية وسياسية لإلهاء العراقيين عن مقاومة الاحتلال الأمريكي.

لقد جاء إعلان بوش عن استراتيجيته الجديدة إيذاناً بدخول الحرب الأمريكية الظالمة على العراق مرحلة جديدة، دشنها الأمريكيون وعملاؤهم بجريمة إعدام الشهيد صدام حسين وإهانة المسلمين في كل مكان وارتكاب مزيد من المجازر الوحشية ضد المسلمين في العراقيين والصومال وأفغانستان.

وكعادته، لا ينسى بوش وهو في غمرة التضليل أن يضع لمسات إنسانية زائفة على مبرراته لمواصلة حربه الإجرامية على العراق إمعاناً في تضليل الرأي العام الأمريكي والسذج من أبناء أمتنا والرأي العام العالمي، فقد زعم بوش أن استراتيجيته الجديدة تهدف إلى تحقيق الأمن والرخاء للعراقيين والعرب والأمريكيين والناس أجمعين!!

لكنه من المؤكد أن تستمر هذه الأوهام الأمريكية طالما بقيت الشعوب العربية والإسلامية غارقة في غفلتها وجهلها، وإنه لمن المؤكد أيضاً أن المقاومة العراقية كفيلة بتسديد الضربات القاسية للاحتلال الأمريكي، لعل ذلك يساعد الإدارة الأمريكية على إعادة حساباتها فيما يتعلق بالهيمنة على بلادنا وشعوبنا ويساعد المحافظين الجدد على التحرر من أوهامهم وخرافاتهم المخزية.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ