ــ
حرص
النظام السوري على أمن لبنان
الدكتور
عثمان قدري مكانسي
وزير خارجية النظام السوري يعلن
أن نظام سيده حريص على "
استقرار لبنان ودعمه لما يتوافق
عليه الأشقاء اللبنانيون في
إطار احترام الدستور ، وصيغة
العيش المشتركة ، وبعزل عن
التدخلات الأجنبية ". هذا
مانقلته سانا خلال استقبال
المعلم أمس الاثنين وفداً من
الحزب القومي اللبناني
. ...
ولعلنا في توقفنا السريع أمام
تصريح المعلم ننبه إلى ما يلي :
- لا شك أن استقرار لبنان وأمنه
ينشده كل المخلصين من لبنانيين
وسوريين وعرب ، وأن أي تهديد
لأمنه لا يصدر إلا عن أعداء ،
وأن الادّعاء غير الفعل ، وما
أكثر القائلين أمراً وهم يعملون
عكسه تماماً ، وما أكثر
المدافعين عن شيء علناً يمارسون
في السر ما يسيء إليه
، ويعملون على تقويضه . -
والنظام حريص - كما يقول –على
دعم استقرار لبنان ، فهل من
الدواعي لاستقراره تسريبُ
السلاح إلى منظمات خلقها النظام
السوري في لبنان لتنشر فيه
الشقاق ، والخلاف ؟ وهل من دعم
الاستقرار تأليب الطوائف بعضها
على بعض وزرع الكراهية فيما
بينها ؟ وهل من دواعي الحفاظ على
أمن لبنان اغتيال الرافضين من
أهله للوصاية
السورية ؟...
- وما هو التوافق الذي ينشده
النظام في لبنان غير احترام
نتائج الانتخابات الحرة التي
أوصلت الناجحين فيها إلى
البرلمان اللبناني
على عكس ما جرى من انتخابات
سورية هزيلة لمجلس الشعب الأسدي
الذي وصلت نسبة الناخبين فيه –
بعد التي واللتيّا – إلى خمسة
بالمئة فقط .هذه الانتخابات
اللبنانية جرت
تحت الضوء بينما اعتمد النظام
مجلسه الأسدي كما يحلو له ، وثبت
فيه أزلامه ؟
- وكيف يكون احترام
الدستوراللبناني إذا أوحى
النظام الأسدي إلى أزلامه في
لبنان أن ينسحبوا من البرلمان
اللبناني الذي وصل إليه نوابه
بالترشيح لا بالتعيين ، ولعل
بعض المتفذلكين يقول إن مجلس
الشعب السوري لم يكن تعييناً بل
انتخاباً ،
فالجواب واضح حين يعرف القارئ
أن القوائم خرجت من رحم
المخابرات بعد أن أقصي من أقصي ،
وقاطع الانتخابات السوادُ
الأعظم من الشعب السوري الذي
اشمأز من طريقة التلاعب
بالنتائج ،والضحك عليه
واستهباله ، وفرض الناجحين
ابتداءً .
وما
كانت الانسحابات بعض
البرلمانيين اللبنانيين إلا
بأمر من النظام السوري الذي
يحترم الدستور ويحافظ عليه
!! ، " دستور ياحاضرين "
فالنظام السوري يحافظ على
الدستور بالقوانين الاستثنائية
وقانون الطوارئ والمحاكم
العسكرية الفردية ، ولا يريد أن
يرى في لبنان حرية حتى يبعد عن
الشعب السوري "
حُمّى عدوى الحرية " !.
- صيغ الحياة المشتركة في البنان
بين طوائفه سار عليها
اللبنانيون وارتضوها ، وكان
معمولاً بها حتى في ظل سيطرة
النظام السوري على لبنان عقدين
من الزمان . فلما طُرد النظام
الأسدي منه انتفى التوافق بين
الطوائف بقدرة قادر! فما عادت
صيغ العيش في لبنان مقبولة !!
فلماذا سكت النظام على عدم
التوافق بين الطوائف اللبنانية
حين كان جائماً على صدورها ثم
اكتشف ذلك حين خرج من لبنان ؟!
- وليت النظام الأسدي يقتنع
بمقولة وزير خارجيته " بعزل
التدخلات الأجنبية في لبنان "
فهو ما فتئ يتدخل في كل صغيرة
وكبيرة فيُنشئ التنظيمات
المناوئة ، ويرسل السلاح لإقلاق
اللبنانيين والتنغيص عليهم ، بل
يعلن بلسان رئيسه أنه لا اعتراف
بالحكومة اللبنانية التي
أفرزتها الانتخابات لأنها لم
تكن كما يريد النظام ، ولا بد من
إسقاطها ! أليس هذا تدخلاً
سافراً في الحياة اللبنانية
وضغطاً على أدائها وإشغالاً لها
وزرع العقبات أمام المسيرة
اللبنانية ؟
ألا يُعتبر هذا تدخلاً غير
مقبول ، أم إن النظام السوري لا
ينطبق عليه بند التدخلات
الخارجية ؟!.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|