ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 23/01/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ دراسات  ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


التضييق على الحركات الإسلامية المعارضة! ....

إلى متى؟ 

الطاهر إبراهيم*

عندما يكون موضوع المقال بحجم القضية الوطنية يصعب على الكاتب اختيار النقطة التي يبدأ منها مقاله، حيث تتزاحم أمامه الأفكار فلا يدري بأيها يبدأ.

وإذا كانت بعض أنظمة حكمٍ عربية قد رفعت راية الحرب على الإسلاميين، لإرضاء القوى الدولية المؤثرة في عالم اليوم، فإن هذه الأنظمة تجهد نفسها حتى تستحضر المبرر حتى لا تظهر بأنها تحارب الإسلام. ولبلوغ هذا الهدف فهي تتوسل بوسائل متعددة.

وقد يكون أنجع هذه الوسائل في نظرها هو حشد أقلام دأبت على الكتابة عن الإسلام فظنها البعض أنها أقلام إسلامية. وقد كانت هذه أشد الأسلحة فتكا في مواجهة التيارات الإسلامية في القرن العشرين وحتى أواخر الثمانينيات. هذه الأقلام أفلست اليوم فما عادت تجد من يقرأ من يقرأ ما تكتب، فتوارت عن الساحة شيئا فشيئا، خصوصا بعد الخطة الشجاعة التي بدأها إخوان مصر عندما نأوا بأنفسهم عن تيارات العنف، وانخرطوا في مؤسسات المجتمع المدني، حتى استطاعوا أن يقودوا أهم النقابات المهنية في مصر.

وجاء دور الإخوان المسلمين في سورية ليقتفوا أثر إخوانهم في مصر من خلال مراجعة نقدية لمسيرتهم خلال ربع قرن، استغل فيه النظام السوري أحداث الثمانينيات المؤلمة في سورية ليظهرهم بالمظهر الدموي، مع أن قيادات فكرية يسارية مثل الأستاذ "رياض الترك" اتهمت النظام بأنه يتحمل الجزء الأكبر مما جرى باستخدامه القبضة الأمنية العنيفة لمواجهة الحراك الديمقراطي، كما حصل عند اعتقال قيادات النقابات المهنية في31 آذار عام 1980 ،وكان أن دفع "الترك" /17/ عاما من عمره قضاها في المعتقل، نتيجة لموقفه الشجاع هذا.

وكان "ميثاق الشرف" الذي وزعه الإخوان السوريون على وسائل الإعلام يوم 3 أيار عام 2001 أهم نتيجة لهذه المراجعة النقدية التي أشرنا إليها. كما كانت أولى ثمار هذا التحرك هو "ميثاق الشرف الوطني" الذي صدر عن تجمع أحزاب المعارضة اليسارية، إضافة إلى الإخوان المسلمين في مؤتمرهم الذي عقدوه في لندن في آب عام 2003 .

لم تكن باقي الحركات الإسلامية العربية بعيدة عن النهج الوسطي الذي سار عليه الإخوان في كل من مصر وسورية، حيث اقتفت آثارهما حركة مجتمع السلم في الجزائر وحركة النهضة في تونس وحركات أخرى في بلدان عربية أخرى كان معظمها يتبنى فكرا إخوانيا وسطيا على نهج المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين في مصر الأستاذ الشهيد "حسن البنا" الذي ملأ الدنيا وشغل النساء خلال عمره القصير الذي لم يتجاوز 42 عاما.

بعد هذا الحراك الوسطي الذي أشرنا إليه آنفا تبين للأنظمة الشمولية العربية أن هذا الطرح كان أخطر عليها من منهج العنف الذي كانت تتهم به التيارات الإسلامية، خصوصا وأن تيارات إسلامية أخرى نبذت العنف وتبنت الحكمة والموعظة الحسنة في خطابها السياسي ببيانات وزعتها على المواطنين، كما فعلت الجماعة الإسلامية في مصر، ما زاد في تنامي الحشد الإسلامي الوسطي في العالم العربي.

وبينما نهج الرئيس حسني مبارك سياسة الباب الموارب، ففتح في جدار استئثاره بالحكم كوة صغيرة يتنفس منها الإخوان في مصر، وجدنا النظام السوري يوصد الباب نهائيا أمام الإسلاميين بإصراره على نهج الاستئصال، وبإبقائه على قانون "الذبح" /49/ لعام 1980    -الذي يحكم بالإعدام على مجرد الانتماء للإخوان المسلمين- ساري المفعول ورَفَضَ كل الدعوات التي صدرت عن منظمات حقوق الإنسان لإلغاء قانون الاستئصال هذا.

ولأن الأنظمة غير الديمقراطية ومنها النظام المصري تسير عكس الاتجاه البشري الطبيعي ، فهي تسجل يوميا انحسارا في أذهان المواطنين. بينما تكسب الحركات الإسلامية الوسطية مواقع جديدة على الساحة الشعبية. لذا فقد استشعر حكم مبارك بالخطر من جديد، وقرأنا ما فعلته أجهزة الأمن بهجومها غير المبرر ،ليس على كوادر وقيادات سياسية إخوانية فحسب ،بل شملت الاعتقالات قيادات اقتصادية، كثيرا ما مدت يد المساعدة لغوث المتضررين من الهزات الأرضية التي حدثت قبل سنوات، بينما سجلت الأجهزة الحكومية فشلا ذريعا في الحركة الإغاثية هذه التي مست إليها الحاجة.

ما دعاني لكتابة هذه الخواطر عنوان مقالٍ لكاتبٍ عربيٍ -يرأس فضائية عربية مشهورة- كثيرا ماهاجم الحركات الإسلامية الوسطية، وكان العنوان: "إلغاء الإخوان الخطوة الخاطئة" . ومع أن الرجل لم يغادر موقفه من الإخوان فكتب: "ولا بد أن اتفق مع الطرح الرسمي الرافض لأسلوب الإخوان الانتهازي، الذي يستغل الدين في جمع المال وكسب الأصوات وإثارة المشاعر وتقسيم المجتمع"، لكنه كتب ناصحا: "كان بإمكان الحكومة تقنين العمل الحزبي، وتخليصه من الاستغلال الديني، وفرض شروط على العضوية وفتح باب للشكوى عند وقوع المخالفات داخل الأحزاب، والتشجيع على المنافسة والتحالفات، وتوسيع دائرة العمل السياسي وتخفيف دور الحكومة في المجتمع بالاتجاه نحو السوق". وهكذا شَهِدَ شاهدٌ من أهلها بخطأ الممارسة الحكومية المصرية، لارحمة بمن اعتقل وإنما لاعتقاده أن الانفتاح سيجعل الإخوان يخسرون تعاطف الجماهير التي تقف دائما مع المظلوم.

وإذا كان كاتب المقال لم يغادر مواقفه السابقة من الإخوان، إلا أننا نشكر له النصيحة التي أسداها لنظام حكم مبارك، وهذه النصيحة في فحواها "تعوّم" حركة الإخوان: فإن كانت هذه الحركة راشدة فستثبّت أقدامها في ساحة العمل السياسي، وقد تزيد. أما إذا كانت قد نمت بفعل تعاطف الجماهير ضد عدوان الأنظمة فحسب، وليس بسبب قوة الدفع الذاتية عندها، فستتقوقع في مكانها، وربما تنحسر نحو الوراء. كم كنا نتمنى أن تأخذ هذه الأنظمة بأمثال نصيحة كاتب المقال، فيزول الاحتقان بين الحاكم والمحكوم!. 

يبقى أن نقول إن الأنظمة القمعية لا تسعى إلا وراء مصالحها الآنية الضيقة، وبالتالي فهي لا تفكر بالعواقب الوخيمة التي قد تجرها سياسة الشطب والإلغاء، وقد تكون هذه الأنظمة هي أول من يتسعّر بنتائج هذه السياسة الخاطئة إذا فاض الإناء وطفح الكيل! ...... فهل من يتعظ؟

*كاتب سوري 

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ