ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 16/06/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

النظام السوري يقع في الحفرة أكثر من مرتين...!.

د .نصر حسن

ظن النظام السوري أن وصايته على لبنان كما استبداده على  سورية أبدياً , غذى ذلك مركزية دوره على الساحتين ,وساعده الغطاء الخارجي الذي توفر له ضمن مرحلة ماضية لها توازناتها , وأطلت مرحلة أخرى بواقع سياسي جديد , لم يتحسس النظام ذلك واستمر العمل بآليته السياسية الأمنية القديمة , وفشل في تصليح نفسه , أي لم يستطع عملياً من التأقلم سياسياً مع الواقع الجديد , وبرزت على السطح اللبناني  بسرعة  كل تناقضات مرحلته السابقة, وبضغط عجزه وفشله في إنتاج البديل السياسي على مستوى سورية ولبنان يمكنه من وراثة المزرعتين , قرر الهروب إلى الأمام , وبدأت عملياً سياسة التراجعات والإخفاقات والطيش الشديد في مواجهة استحقاقات سياسته في لبنان , أضاف إلى الهروب المراهنة الأمنية على ضبط الوضع الجديد في لبنان , ولجأ إلى خيار إبعاد المعارضة بكل الطرق, أخذت في لبنان شكل ثأر وأحداث دامية ,أخطرها كانت عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري , ورغم حجم الكارثة وأبعادها , واجهها بالهروب والأخطر من ذلك بالمراهنة  على دوره الأمني  لتجاوز إفرازاتها وإستمرار وصايته على لبنان , وبدأ مسلسل التهديد.

 هدد الراحل الرئيس رفيق الحريري"بتكسير لبنان فوق رأسه ورؤوس اللبنانيين " وتكسر بعضاً منه,وحدثت الجريمة الكبرى باغتياله , وراهن النظام السوري بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه , على إسقاطين اثنين , الأول إسقاط الحكومة اللبنانية الذي ينتج الثاني وهو إسقاط لبنان كله ,محصلة الإسقاطين هو تعطيل قيام المحكمة الدولية ,وانحصر فعله  ضمن هذا الخيار ولأكثر من سنتين مافتئ يبذل المحاولة "الأخوية " تلو الأخرى, لتفكيك الوضع السياسي اللبناني وإسقاط الحكومة اللبنانية , أملاً بفرض حكومة جديدة على قياس مصالحه , مستمراً بتهديد الأخوة بالثأر والأمم المتحدة وأمينها العام بالحريق , ويقرن رجوعه إلى وعيه "وأخويته "بعدم تشكيل المحكمة الدولية  أولاً وأخيراً , أبلغها دموياً إلى لبنان , ووعيداً رسمياً للأمين العام للأمم المتحدة مهدداً" إذا تشكلت المحكمة تحت البند السابع , سوف أحرق المنطقة من بحر قزوين إلى المتوسط " .

وتشكلت المحكمة الدولية بالقرار (1757) وتحت البند السابع , كان رد فعله النظري الرسمي بأنه غير معني فيها , والعملي  بتنفيذ تهديداته عبر أجهزته الأمنية وعصاباته بارتكاب جريمة الإعتداء على الجيش اللبناني  في مخيم نهر البارد ,  , فعلته تلك التي أراد  منها ضرب لبنان في عموده الفقري لشله وتفكيكه ودفعه باتجاه الحرب الأهلية , صاحبه  صخب تفجيرات متعددة في لبنان مجهولة الفاعل معروفة الملامح ,وآخرها  جريمة اغتيال النائب وليد عيدو وولده وعدد من اللبنانيين ! جريمة أخرى ارتكبت بنفس السياق , ونفس الآلية , ونفس الأدوات ولنفس الهدف "الأخوي" وهو إسقاط الأكثرية اللبنانية عبر تصفية نوابها , ومن ثم  سحب ورقة الأغلبية البرلمانية منها ,وبالتالي نسف شرعيتها العددية على مستوى الحكومة اللبنانية,  ونقل لبنان فعلياً إلى حالة الفراغ الحكومي ومايخلفه من فوضى هي مقدمة لتفجيره , ظاناً أن خزان البارود والعملاء الذي يمتلكه كاف لتفجير لبنان واللبنانيين والمنطقة , وخلق خربطة إقليمية كبيرة يكون هو الطرف المسلح القوي فيها ,لإشاعة الرعب والخوف بين اللبنانيين والعرب والعالم , للرضوخ إلى رغباته والإقرار بحاجة دوره "الأخوي" ووصايته على لبنان " القاصر " من جديد.

ولعل الذي جرى ويجري من تصفيات  ومن قوى الأكثرية اللبنانية تحديداً ,التي تعارض وصايته هو أقرب إلى الإدانة , تفصح عن نفسها بهدفين رئيسيين  , الأول خلخلة المعادلة الدستورية القائمة عليها الحكومة اللبنانية باغتيال نوابها وإفقادها الأكثرية العددية تمهيداً لإسقاطها  , والثاني تعطيل تشكيل المحكمة الدولية التي أقرت بموجب القرار ( 1757)  وتحت البند السابع , وجريمة  اغتيال النائب وليد عيدو هي على هذا الطريق الآثم ,طريق النظام السوري الذي حكم لبنان " أخوياً " لعشرات السنين , والمعروف أنه يملك أجهزة أمنية مخابراتية متمرسة تعرف شعاب لبنان جيداً , ولها رصيد سيئ  من الجرائم والإغتيالات والتصفيات , ويستمر بنفس النهج السابق كما في حماة وحلب وتدمر وتل الزعتر وبرج البراجنة والبارد و... , باختصار يستمر  بحالة طيش مصدرها  القرار (1757) وقلقه من صوت العدالة وقفص المحكمة الدولية , وعلى هذه الأرضية  يتصرف النظام السوري على كافة المسارات.

واليوم في طغيان هذا الجنون وسيلان تلك الدماء وتطاير تلك الأشلاء , يصر النظام السوري على نفس الأداء , الذي يعكس موقفه الثأري من لبنان , ولاأحد يجهل  ماالذي منعه و يمنعه من أداء غير هذا الدور ؟ وماالذي يمنعه من مساعدة لبنان وهو خبير به  وذو تاريخ طويل معروف ؟ لكن موضوعياً  الذي  يمنعه هو أنه نظام محاصر في سورية , ومحاصر في لبنان , ومحاصر عربياً ودولياً , وأيضاً أكثر من ذلك ,هو أنه أصبح محاصراً في خياره الأمني , أي أن الإرهاب أصبح جزءاً من طبيعته , والتفخيخ والقتل أداةً من أدواته , وتفجير لبنان أولى أولوياته ,وعرقلة تشكيل المحكمة الدولية هو محصلة أهدافه .

 وأخيراً  مطلوب من الجميع تحمل مسؤولياتهم أمام سعار نظام مستبد يملك أدوات جارحة متعددة وفاقد كل مقاييس الضبط والمسؤولية , لاغياً من سلوكه كل الخيارات السياسية  , ويتخبط  بمتاهات خياراته الأمنية , ولن يتوقف عن ذلك لافي لبنان ولاسورية ولاالعراق ولافلسطين , بل قد يتمدد أكثر إذا استمر بدون رادع ! مطلوب أداء جديد يتوافق مع درجة تصعيد خطورة الأحداث وسرعتها , والعمل على إشراك العرب والعالم بشكل سريع وواضح وبخطوات عملية إجرائية  بالتصدي للفاعل ومحاصرته  ,  وإبطال مفعول مفخخاته وأحزمته الناسفة وإلغاء دوره, تمهيدا ً للقبض عليه ومحاسبته , وذلك  أصبح  ضرورة للبنان وسورية والعرب والعالم في هذه الظروف الخطيرة الذي يدفع النظام السوري لبنان وسورية والمنطقة إلى الإنتظار على أبواب جهنم.....!.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ