ــ
نظرة
إلى الواقع ... أمة أقر لا تقرأ
نحو
جيل مفكر
شباب
المشرق
حقائق واحصائيات
· تقول الكثير من
الدراسات إن القراءة في العالم
العربي شبه معدومة حيث أن
الانسان العربي يقرأ 6 دقائق
سنوياً . أن كل 300 ألف عربي
يقرأون كتابا واحداً سنوياًَ .
· ميزانيات
العالم العربي تنفق ما نسبته 5%
على التعليم ومحو الامية وبناء
المدارس والجامعات .
· نسبة الامية الكاملة في العالم
العربي تتراوح ما بين 45% الى 65% .
· إن عدد المؤلفات العربية سنويا هو 1650
كتاب .
· اليونسكو: متوسط قراءة الطفل العربي لا
تتجاوز 6 دقائق في السنة خارج
اطار المنهج المدرسي .
· نسبة الاشتراك في الانترنت في العالم
العربي الاجمالية 0.037%
الأسباب
إن أسباب ظاهرة
العزوف عن القراءة في الوطن
العربي كثيرة منها مسؤولية
الاسرة ومنها مسؤولية المدرسة
والاعلام والدولة .
· إن الظرف
الاقتصادي يمنع الكثيرين من
القراءة وذلك إن ظروف الحياة
المحيطة بهم تجعلهم يعزفون عن
شراء الكتاب ويستبدلونها
بالتلفاز وتقول الاحصائيات أن
الطفل العربي يشاهد التلفاز
بمعدل اربع ساعات يومياً.
كما إن المواطن العربي الذي
يستطيع شراء الكتاب يتجه نحو
المواد الاستهلاكية
التي لا تنتهي .
· هناك مشاكل في
الرقابة الصارمة و التوزيع
والنشر في العالم العربي،و هذا
يؤثر على انتشار الكتاب بشكل
كبير .
· علاقة الفرد بالكتاب في عالمنا العربي
علاقة جبرية فالطالب يدرس من
اجل أن ينجح وليس هناك علاقة بين
الكتاب والفرد خارج هذا الاطار
فالمشكلة هنا مشكلة تربوية وذلك
إن المواطن العربي تربى على عدم
الاهتمام بالعلم والقراءة و
زادت هذه الظاهرة مع انحسار
المشاريع القومية الكبرى
.
· أن طريقة التعليم
في المدارس والجامعات طريقة
خاطئة ،تحمل كل سلبيات مناهج
التعليم الغربي ولا تستفيد من
إيجابياته. حتى مخرجات التعليم
في الغرب تئن من الوضع المعرفي
العام .لقد رفضت حكوماتنا منذ
مطلع عصر النهضة كل مناهج
وطرائق التعليم الإسلامية ،وما
فيها من إيجابيات الذاتية
والحرية المفتوحة .
· حتى الذين يقرؤون من أبناء المجتمعات
العربية تقع خياراتهم بعيدا
عماينفع الناس من أصول المعرفة
وفروعها في شتى العلوم والفنون .
· إن الدولة العربية والمؤسسات
الحكومية لا تدعم المثقفين
والمفكرين بل إنها تحاربهم في
احيان كثيرة . كما إن المثقفين
أوقادة الثقافة العربية يغرقون
في الدفع باتجاه المعرفة
الاستثمارية القابلة للتوظيف
سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا.
تحليل
· إن العزوف عن
القراءة في العالم العربي لها
نتائج خطيرة وسلبية على مستقبل
أمتنا ذلك أن الجيل القادم
سيكون جيلاً دون شخصية ثقافية
معرفية، سيكون جيلاً بلا رؤية
ولا طموح له في المستقبل، سيكون
جيلاً يسهل
التحكم به وتسييره .
· إن إمة لا تقرأ هي
أمة لا تستطيع أن تقرر وتنتج
وتسهم في الحضارة الانسانية هي
أمة على طريق الاندثار
· إن المستوى العلمي للخريجيين
الجامعيين لا
يلبي حاجات البناْء ولاحاجات
السوق . إن المعرفة بكل آفاقها
هي الخطوة الأولى للرؤية
السليمة.
· إن ضياع الهوية العريبة سببه الرئيس
العزوف عن القراءة
فالكتاب هو من يعرفك على
أمتك وتاريخها ويزرع فيك الثقة
والامل في المستقبل والكتاب
يطرح لك افكار وينقلك الى عوالم
لم تكن تعرفها .
أفكار وحلول
بما أن هذه المشكلة
لها العديد من الاسباب و
الأطراف المسؤولة عنها فلذلك
فإن الحلول لها تتوزع على جميع
الاطراف المسؤولين عنها من أسرة
وإعلام ومدرسة ودولة .
· تغيير نظرة الطفل
للكتاب وذلك عبر الكثير من
الوسائل التي يمكن للوالدين أن
يقوموا بها مثل تنظيم وقت الطفل
، واستعمال الاسلوب التربوي
القدوة الحسنة في مثل هذه
الامور .
· أما مسؤولية
الدولة في تغيير نظرة الطفل
للقراءة فتكمن بضرورة اهتمام
الاعلام بضرورة القراءة وذلك عن
طريق افلام كرتون التي قد تعالج
هذه الفكرة .
· يتوجب على الدولة تحسين وضع المعلم الذي
انحدر في العالم العربي مما
أسىء لرسالته وأسىء للتعليم .
· يتوجب على
الدولة تخصيص نسبة اكبر للبحث
العلمي والتعليم .
· أما مسؤولية المدرسة التي لها الدور
الاكبر في تغيير نظرة الطفل
للقراءة حيث يتوجب عليها توفير
الجو الايجابي والقدوة الحسنة
في هذا المجال وتشجيع على البحث
والابداع وتنمية مواهب الاطفال
مما يجعل الطفل يقبل على ما يحب
دون قيود.
· على الدولة ورجال الاعمال إن توفر
مكتبات عامة قريبة من المجمعات
السكنية.
· يتوجب على الشباب ابتكار طرق جديدة
لترغيب الناس في القراءة
والمعرفة ومن الامثلة العملية
على ذلك مقهى نهر الفنون في حلب
حيث تحول المقهى الى مكتبة
يرتادها الناس للقراءة وقضاء
الاوقات ويمكننا إن نكون مكتبة
في كل حي؛ في بيت احد المثقفين
او في زواية المسجد وذلك لجعل
المشورع ممكناً. كذلك يمكن
استخدام الطريقة المسماة (مجموعات
القراءة) حيث تتم قراءة كتاب
معين من قبل المجموعة من الشباب
قراءة سريعة ثم يتم مناقشة
افكاره . كما يمكننا تقسيم
الكتاب عدة اجزاء حيث يقرأ كل
شاب جزء منه ثم يلخصه لبقية
الشباب وبذلك تتم الاستفادة
والمعرفة والمتعة معاً.
· تنظيم الوقت وتخصيص جزء منه للقراءة،
كما يمكن من استفادة من تجربة
الغرب حيث إن معظم من يستخدم
الباصات والقطارات والطائرات
إلا في يده كتاب ليستفيد منه .
الخلاصة
إن سبيل إمتنا
للوجود الحق لا يمكن إن يتحقق
بمليارات تنتج من بيع نفط العرب
ولا ببناء الابراج و الفنادق و
فتح القنوات الفضائية. إن رفعة
أمتنا تتحقق بالعلم و العمل
معاً. إن رفعة إمتنا تتحقق بجيل
يستطيع أن يقف أمام المخططات
بوعي وثقة على مجابهتها ، بجيل
يعتمد على رؤى ثقافية وحضارية
ويعتمد على الاسلوب العلمي
المنطقي مع إيمان ويقين برسالة
أمته وبدورها .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|