ــ
هوب
.. هوب .. يا أهبلان
أبو
عمر الأسدستاني
من قبل أن تلدنا
أمهاتنا بتسعة أشهر ..... لم نعرف
لنا رئيساً غير القائد الرمز
الخالد الضرورة !!
ومن تاريخ دخولنا
للمدرسة الابتدائية وإلى الآن
... لم نتعلم غير التصفيق
والتطبيل والتزمير للقائد
الضرورة وحزبه الاستثنائي
العظيم والهتاف بمنجزاتهم (الشعاراتية)
وفدائهم بالروح والدم كل صباح
ومساء وكتابة عهود الدم والولاء
لهم في كل مناسبة وطنية أو ثورية
أو قومية وما أكثرها.
ومنذ أن تعلمنا
القراءة والكتابة لم نقرأ في
كتبنا وصحفنا ومجلدات أشعارنا
إلا عن ملاحم الصمود والتصدي
للهجمات الصهيونية الشرسة وعن
إفشال المخططات الامبريالية
الطامعة في خيرات بلادنا نتيجة
النظرة الإستراتيجية الثاقبة
والرؤية الملهمة لقائدنا
العظيم وحزبه الخالد !!
ولم نسمع طوال
عمرنا جملة واحدة جديدة مفيدة
لنا من خلال تصريحات سياسيينا
ومسئولينا سوى حديثهم المستمر
والمكرر والممجوج عن المنعطفات
التاريخية الهامة التي تمر بها
أمتنا من محيطها إلى خليجيها
وعن حنكة وقدرة أسودنا الملهمين
على الانعطاف بنا بأمان في
المنعطفات التاريخية الزلقة
الخطرة شامتين في الوقت نفسه
بأشقائنا الرجعيين (الذين
يملكون في بلدانهم أحدث بُنى
تحتية في العالم ربما ويعيشون
في أعلى مستوى معيشة) ملصقين بهم
دائماً تُهم الخيانة والعمالة
للامبريالية والصهيونية
العالمية لأنهم (لسوء حظهم) ليس
لديهم قادة استثنائيون يجيدون
الانعطاف بهم في المنعطفات
التاريخية كقادتنا الرموز
الملهمين !! صحيح بأننا في كل
منعطف تاريخي كان ينعطف باتجاهه
أبو سليمان ومن بعده وريثه أبو
حافظ كنا نتفاجأ بوجود خازوق
بانتظارنا خلف المنعطف يرجعنا
خمسين سنة إلى الوراء إلا أننا
وبرغم ذلك كنا نتفنن في الهتاف
للرموز الملهمين والدعاء لهم
بطول العمر والبقاء للأبد لكل
فرد من آل الأسد !! وتتالت
المنعطفات والانعطافات
والخوازيق ونحن كالخراف
المحشورة في (بوسطة) أبو سليمان
ووريثه أبو حافظ مع الجابي رامي
وأبو رامي والآلاف المؤلفة ممن
اللصوص والجباة ممن هم على
شاكلتهم ينعطفون بالبوسطة
يميناً فننعطف معهم يميناً
مصفقين مبايعين ثم فجأة ينعطفون
يساراً فننعطف معهم يساراً
مصفقين ومبايعين لهم أيضاً إلى
أن وصلت بنا البوسطة (وهي على
الشاسيه) إلى منعطف الاستفتاء
الثاني على القائد الرمز
الضرورة والأسد الهزبر الصنديد
أهبلان .
هوب .. هوب .. يا فلتة
الزمان يا أهبلان وأخبرنا قبل
العرس الديمقراطي الموعود (لوين
داعس وماشي فينا) الآن بعد أن
جعلتنا معزولين ملفوظين من دول
الجوار ومن العالم أجمع نتيجة
تصدير منتجك الوحيد لهم وهو
الإرهاب والإرهابيين .. فبتنا
وحيدين في محيطنا منبوذين
ومكروهين من قبل الجميع بل
وأصبحت بوسطة أهبلان نفسها بكل
ما تملكه ماكينتها من أحصنة
وبلابل عاجزة عن السير إلا على
خط واحد وحيد هو خط ... الضاحية ...
قصر أهبلان ... آيات الله في
إيران .
هوب .. هوب .. يا
أهبلان كفانا دماً وإرهاباً
يُلصق بنا كفانا قتلاً وتدميراً
في العراق ولبنان كفانا منظمات
مخابراتية إرهابية وهمية كانت
أم حقيقية كفانا إيواءً للقتلة
والزعران والموتورين المذهبيين
كفانا من سياساتك الحكيمة هذه
كفانا ودعنا ننزل من بوسطة آل
الأسد لأن خط سيرك هذا لا
يناسبنا بأي حال من الأحوال ..
أنزلنا الآن لو كان هذا من حقنا
أم ترانا ما زلنا رهائن محتجزين
لديك تفاوض وتبتز باسمنا وباسم
بعبع الإرهاب الكامن فينا من
علمتنا ذات يوم أنه عدونا الأول
إسرائيل ؟؟
هوب .. هوب .. يا
أهبلان أنزلنا الآن فقد تذكرنا
إسرائيل وتذكرنا الرموز
الصامدين الممانعين أمثالك كيف
يزاودون على الجميع أمام شاشات
التلفزة بالقومية والوطنية
والتحرير حتى تكاد حناجرهم أن
تتمزق بينما الواقع يقول بأن
بوسطة أهبلان (سارحة وأولمرت
راعيها) ولمعرفتكم الأكيدة بذلك
أخذتم تلهثون في الجري والسعي
لنيل رضا إسرائيل وأمريكا
وتقبيل نعالهما عبر وسيط سلامكم
مقابل أن (يجربوكم هذه المرة) .
هوب .. هوب .. يا
أهبلان فقد مللنا من كثرة
المنعطفات التاريخية التي
انعطفت فيها وأبيك بنا حتى ذاب
الشحم وذهب اللحم وأصبحنا جلداً
على عظم نبحث عن أي عمل في أي
مكان في الأرض لكي نعيش فقط ... يا
زعيم الإصلاح والتطوير يا بن
باني سوريا الحديثة ؟؟
هوب .. هوب .. يا
أهبلان فقد انفطرت قلوب ملايين
الفقراء المساكين المحرومين
ألماً وحسرة لكثرة ما شاهدوا من
فجور الراقصين اللاعقين ومعهم
الرعاع الخائفين وهم يرقصون
ويدبكون ويعربدون ويهتفون فوق
المليارات من الليرات المهدورة
والممدودة بكرم وسخاء على
الطرقات فيما يسمى بأعراس
الديمقراطية الأسدية
واستفتاءات تجديد البيعة علماً
بأن تلك المليارات التي يدوسوها
الرعاع بأقدامهم فرحاً وطرباً
لقبول المرشح الوحيد ترشيح نفسه
لفترة متعة ثانية في بلدهم
سوريا هي ثمن حليب أولادهم
وطعامهم وثيابهم ومدارسهم
وجامعاتهم ومستقبلهم القادم ..
أما مستقبل الآباء والأمهات
فعوضهم على الله فيه لأن يدي
أبيك المقبور وأيادي أزلامه من
الكلاب الحاقدين قتلته ودفنته
ونهبته ثم في بنوك سويسرا
أودعته كحق طبيعي لهم فالبوسطة
أولاً وأخيراً (محروسة الأسد
ومخلوف والأخرس وشاليش) ومن لف
لفهم من اللصوص الأوباش
السارقين .
هوب .. هوب .. يا
أهبلان أنزلنا قبل المنعطف
التاريخي الآخر منعطف المحكمة
الدولية وما أظنك ستنجو منه
بإذن الله ..اتركنا على قارعة
الطريق ولا تخف .. فقد دفعنا
الأجرة لجابيك رامي الحرامي ومن
على شاكلته مرات ومرات ومرات ..
اتركنا بحالنا وخذ معك كلاب
أمنك ولاعقيك وأبواقك ومهرجيك
كالحبش والبلبل والمعلم
والحسون والشعيب وشعبان وصوان
علهم يفيدوك في هذا المنعطف
التاريخي وانتبه أثناء قيادتك
للبوسطة فخلف منعطف المحكمة
هناك المزبلة .. مزبلة التاريخ
السوري وهي بانتظاركم جميعاً
فاتحة لكم ذراعيها لتضمكم بلهفة
وحنان بين أحضانها حيث مثواكم
الطبيعي والأخير أيها الفريق
الرفيق أهبلان .
هوب .. هوب .. يا
أهبلان يا أسداً في لبنان
وأرنباً في الجولان .. فقد قررنا
أن ننزل من بوسطة حافظ وبو حافظ
شئت أم أبيت وسنتركك لوحدك (تستفتي)
مع كلابك ولاعقيك في العرس
الديمقراطي الأسدي الكبير على
تجديد المتعة لفهيم الزمان
وشجاع الشجعان والبطل الصنديد
المغوار المقدام الرفيق
الدكتور أهبلان .. أما نحن
فسنختار طريقنا بأنفسنا طريقاً
يقودنا إليه شخص عادي ليس
بالملهم ولا بالقائد الضرورة
فقد تعلمنا من تجربتنا المريرة
والطويلة مع القواد الضرورة
والرموز الملهمين أمثالك
وأمثال المقبور أبيك والمهيب
صدام بأنهم لا يقودون شعوبهم
وبلدانهم إلا نحو الفقر
والتشرذم والدمار .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|