ــ
ماذا
في أجندة الأسد
نجدت
الأصفري / أمريكا
كلما
مر يوم جديد واقترب اللقاء بين
الأسد والمحكمة الدولية كلما
واجهنا عملا إجراميا جديدا يطل
على لبنان الجريح تضرج أرضه
دماء ذكية من ضحية جديدة جندلها
مجرمون مرضى بهوس القتل الرهيب .
دعونا
نلقي نظرة على مفكرة الرئيس
الأسد لنرى ماذا تحوي
في
الماضي :
ما
حصل قد وقع وكل شارك و بذل جهده
لإخفاء الجريمة
لكن غابت عنه أشياء وأصبحنا
أمام واقع نحاول الخلاص منه.
حاولنا
جميع إمكانياتنا بالطرق
المتاحة:
-
:عن طريق المستخدمين لدينا على
كافة المستويات والألقاب فلم
نستفيد منهم بشيء.كل واحد يعفس
ويرفس دون فائدة .
-
: بعملائنا في لبنان وكنا نعول
عليهم الكثير، لم نستفد منهم
إلا الشيء القليل بعضه خلصنا من
بعض أعدائنا ، لكن بعضه سبب لنا
قلقا كبيرا وأضاف لصفحاتنا لدى
البلجيكي (براميرتس) تساؤلات
وملاحظات وإشارات استفهام
مزعجة .
-
:اعتمدنا على أنفسنا ( أنا ،
وخييّ ماهر ، وصهري آصف )
الحقيقة لم ننجح إلا في البعبعة
والجعجعة .كثيرا ما كانوا
يؤنبونني على تسرعي وعدم ضبط
كلماتي في أحاديثي العلنية،
الحقيقة أنا أنفعل أمام
المراسلين الصحفيين والإذاعيين
.
ملاحظة
هامة : الزمن يسابقنا ، الأمر
خطير، والنتائج مرعبة.
طلبت
من[ المخلصين ( كافة مدراء الأمن
المقربين والموثوقين ) ] اجتماعا
عاجلا نهاية العام الماضي
للتشاور ، طرحت البرنامج التالي
بعد أن أعدت عليهم ما حصل
للتذكير
للمستقبل
القريب ( لأن القدر البعيد محجوب
بالغيب لا يواجهه إلا من يبقى
على قيد الحياة ) وقلت :
أين
أدمغتكم ، وتفكيركم ، ومخططاتكم
، أريد أن أذكركم أننا الآن
جميعنا في قارب واحد ، من لم
يجدف بمهارة سيغرق ويغرق معه
الجميع ، أولهم أنا لو وقعت
فعليكم السلام ، تعرفوا أن
مطالب الجماهير الغاضبة في
لبنان كانت مقصورة على سحب
الجيش السوري من لبنان ساعة
وقوع الجريمة المفجعة ، كان رد
فعل مسؤولينا على ذلك على لسان
وزير الخارجية وقتها (فاروق
الشرع) أن سحب القوات يحتاج
سنتين على الأقل ، ما أن دخلت
الأمم المتحدة على الخط حتى
أختصر جهابذتنا الزمن المطلوب
للرحيل إلى ستة أشهر ، ما لبثت
أن نزلت إلى شهرين إرضاء
للمطالبة الأمريكية ، ثم نفذنا
الأمر قبل الوقت المحدد ولم أجد
من تغطية لهذا الجهل واللخبطة
إلا أن أقول ( لقد نفذنا الجزء
المطلوب منا في القرار 1559).
ثم
قمت أحلف وأدافع عن الجميع بعزف
أغنية براءة كل السوريين من
جريمة اغتيال الحريري مرة بنسبة
100% ومرة بالقسم بشرفي العسكري
كقائد للقوات السورية ثم قمنا
بتشكيل لجنة تحقيق سورية برئاسة
قاضية محجبة حتى نثبت التزامنا
بالدين ويصدقوا أيماني ، ثم لما
لم نسمع منها شيئا مهما بشأن
قضية الحريري ، طلبنا منها
الاستقالة بحجة التقاعد.
إلى
هذا الحد وأنا أدافع وحيدا وقد
أعتذرت بحجج الحصانة وسدة
الرئاسة بأنني لن أسلم أي سوري
للمحكمة أو للتحقيق خصوصا
الضباط ،
ثم قلنا من يريد أن يسأل أحدا من
مواطنينا بشأن قضية الاغتيال
عليه أن يرسل أسئلته مكتوبة
ونحن نقوم بالتحقيق المطلوب مع
الشخص المعني ، ثم أخيرا (لما
بلغ السيل الزبى ) أذعت بكل
صراحة ووضوح بأننا غير معنيين
بالمحكمة الدولية ، ونسبت رفضي
بحجة (التسييس) وما أدري الفرق
بيت التسييس (والتتييس) [ضحكة
هبلان طقت لتخفيف الجو المشحون
]هذه الكلمة علمني إياها وزير
خارجيتي النبيه (السيد وليد)
وعلى ذكر وليد فإخواننا
الإيرانيين لا يرتاحوا لهذا
الاسم لذا نبحث له عن أسم جديد،
فمن يقترح أسما جديدا يناسبه
فليتقدم به بالظرف المختوم ثم
نطرحه في استفتاء ( ضحكة أعلى من
سابقتها ) .
فعلنا
حتى الآن أكثر ما نستطيع ، لم
نستطع أن نوقف المحكمة اللعينة
، وفاجأنا ،هذا الماكر سكرتير
الأمم المتحدة
الجديد (الذي لم أتعلم أسمه
حتى الآن) بإصدار قرار المحكمة
الدولية نهاية الشهر الماضي
(أيار) و اسقط في أيدينا ، هذا
الأمر حرمنا النوم ، لا شك أنكم
مثلي تعانون من الخوف وتوقع
حدوث ما نخاف ونحذر ، كم أعتب
على من كنت أعتبرهم أصدقاء مثل
إيران وحزب الله وروسيا كلهم
كانوا سلبيين ، كلهم بكفة
وإيران بكفة أخرى فقد وعدني
محمود بطوق الإنقاذ لكن المحكمة
صدرت ولم أرى لا طوق إنقاذ ولا
ما يحزنون
لعله استعمل معي أسلوب ((التقية
)) فهم مشهورون به ، وروسيا التي
كنت أعول عليها كثيرا في
استخدام حق النقض ( الفيتو )لكن
خدعونا تحت تأثير الهيمنة
الأمريكية ، لا بد أنهم دفعوا
لهم رشوة في ذلك . الوحيدين الذي
وقفوا معنا بكل أخلاص هو سمو
الشيخ اللطيف الخفيف ففعل ما
يستطيع ووضع تحت تصرفنا جهاز
إعلامه المشهور لكن كل هذا لم
يمنع صدور قرار المحكمة .
أشرح
لكم ما تعرفوه للتذكير ووضعكم
في الصورة الواضحة حتى يشغل كل
واحد منكم مخه وعقله ، فقد راحت
السكرة وجاءت الفكرة ، ومن مد
يده لقطف العسل عليه تحمل لسع
ابر النحل ، لم يبق أمامنا إلا
ما سبق أن رتب له ألعقيد واللواء
من الدائرة الأولى وبثوا فيّ
الشجاعة والأمل وشحنوني بكل
القوة وأخبروني أنهم عملوا
حسابهم لكل الاحتمالات ولديهم
مخزون كبير من أناس يعتمدوا
عليهم ويثقوا بهم ، ولا أريد أن
أفضح أسرار ما قالوا لكنهم من
كثرة ما أقنعوني ذهبت في تهديد
سكرتير الأمم المتحدة عندما
زارني هنا إلى ابعد الحدود
لأخيفه عسى
أن يتوقف عن تشكيل المحكمة وكنت
معتمدا كذلك على ما ذكرته لكم
قبل قليل ( روسيا وإيران ) لذا
أبلغته بما أنا نادم عليه الآن
ولم يعد لي منه مهرب (قلت له إذا
عقدت المحكمة فسوف أشعلها من
بحر قزوين للبحر الأبيض
المتوسط)
أيها
الأبطال بكم نبقى في السلطة ،
بجهدكم يدوم الحكم والملك
وتمتلئ الجيوب ويرتفع الرصيد في
البنوك العالمية حيث الاطمئنان
إلى سمعتها وثقة العالم بها ،
لأنه في بلادنا لا يدوم الحال
ومن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب ،
وكونا في الأول ولو بحلق اللحى ..
المهم أرونا ما عندكم .....وقبل أن
أنهي حديثي أريد أن أحدثكم عما
يحصل الآن في لبنان :
نحن
ندعي كما تعلمنا من إخواننا
الإيرانيين التعامل بالتقية أن
نفعل الفعل وننكره ، بل نسارع في
شجبه ، على فكرة هذه لدينا منذ
القدم كما تعرفون المثل القائل (
يقتل القتيل ويمشي بجنازته)
لهذا كان لدينا من المسلمين
الذين استطعنا إقناعهم بأن
الحكومة اللبنانية عميلة
لإسرائيل وان من أعضائها من زار
وتعامل مع إسرائيل وهم لا
يزالون على نفس الخط مثل جعجع
والجميل وغيرهم وتعرفون كيف
اتهمنا السنيورة بأنه كان
يستطلع عن مكان (السيد) ليخبر به
الطيران الإسرائيلي ليقتلوه أو
يأسروه وقد
تحمسوا جدا للوقوف معنا ( مع
الحق ) ويقاتلوا ليصلحوا الوضع
هناك ، ثم ربطنا الأمر مع فصيلهم
الثاني للمساندة والمساعدة ،
كما زرعنا عن طريق بعض مناصرينا
والمؤيدين لنا لفتح جبهات موزعة
جغرافيا ، بدأنا بطرابلس ، ثم
ينهر البارد ، ثم بعين التينة ،
وفجرنا في شرق بيروت وغربها
وآخرها البارحة قرب الملعب
فقضينا على القاضي وليد عيدو
وأبنه المحامي خالد عيدو وعشرات
معهم بين قتيل وجريح
وسوف
نذيقهم المزيد هذا إذا استمر
عملاؤنا بالصمود لكنني لست
مرتاحا لسببين الأول أن المحكمة
صدر قرارها وأصبحت واقعا لا
يمكن تجاوزه ، الثاني هو أن جميع
من قتلناهم أو أمرنا بقتلهم من
أعدائنا مما يشير بوضوح إلينا ،
ويؤكد تورطنا ما قلته
للأمين العام للأمم المتحدة
بعصبية أندم عليها بأنني
سأشعلها من بحر قزوين للبحر
الأبيض ويعتبر كلامي هذا سيد
الأدلة في علم القانون الجنائي
كما شرح لي المستشار القانوني.
الحقيقة
نحن في ورطة وكل ما تسمعونه من
تغطية لما نواجه ونعاني لا يعدو
كونه ضحك على اللحى وصب ماء بارد
على قلب حار لا يطفئه محيط متجمد
.
لهذا
جمعتكم الآن أيها الأبطال
الأشاوس ، بكم حكمنا وبكم
استمرينا ، وبكم سنبقى إن
خدمتمونا بإخلاص كما في الماضي
، شغلوا عقولكم
، وفجروا طاقاتكم ، ولكم ما
تريدون ، وإنكم إذا لمن
المقربين .
أما
إذا فشلنا فسوف يحرقنا اللهيب
جميعنا ويأتي على أموالنا
وأملاكنا ، ونفقد ثقة أصحابنا
وأصدقاءنا ، وسوف نتنابذ
بالألقاب ، فهذا الأمين العام
مما لا نطمئن له ، وذاك المحقق
البلجيكي لا نرتاح لجهوده ، وكم
حاولنا ترويضه ففشلنا ورشوته
فصدنا ، وشرائه فما فلحنا ، أنه
ليس مثلكم ، إنه لا يباع ولا
يشترى .... فما العمل
سنجتمع
بعد غد إذا بقي لنا في الحياة
متسع لنسمع منكم آراؤكم
ومخططاتكم ...
وأسدل
الستار .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|