"
استجداء " النظام السوري
الدكتور
عثمان قدري مكانسي
أكدت الرئيسة السويسرية ميشلين
كالمي راي اليوم توسط بلادها
بين إسرائيل وسوريا مشيرة إلى
أن الوسيط موجود حاليا في سوريا. ورفضت
كالمي راي في المؤتمر الصحافي
الأول الذي تعقده بعد توليها
منصب الرئاسة إعطاء أي تفاصيل
إضافية حول هذه الوساطة كما لم
ترغب في توقع أي نتائج. – وكالة
الأنباء الكويتية كونا –
الاثنين 23-01-2007
.
ولنسأل هذه الأسئلة دون أن ننتظر
الإجابة بحثاً عن سبب كثرة
وسائط الاستجداء للنظام السوري
لكسب رضا " الحبيب المتكبر
" !
- كم
بلداً استجداه ليكون واسطة بينه
وبين إسرائيل ؟
- هل بقي
غير بلاد الواق الواق لم يستجده
النظام ليشفع له عند " الصديق
اللدود "
و" العدو التاريخي الحبيب
" إسرائيل ؟!
- لماذا
يستجدي نظام الممانعة الصلح
الصريح مع إسرائيل وقد كان من
قبل يريده من وراء الكواليس؟
- ماذا
يبقى من الممانعة البطولية
للنظام السوري إذا كان يعتبر
الصلح مع إسرائيل " قضية
نبيلة " حسب ما صرح به وزير
خارجية النظام ؟
- وهل
يبقى النظام – ولم يكن أبداً
كذلك – ممانعاً حين يخاطب رئيسه
بشار رئيسَ الوزراء الإسرائيلي
" أيهود أولمرت " نحن لم
نخدعكم ولن نخادعكم --- جرّبونا
" تلقوا ما يسر خاطركم !
- وماذا
يقول النظام لمن حشدهم في دمشق
من "إسلاميين مخدوعين" و
"قوميين متسلقين" جاءوا من
أقطار عربية كثيرة يشيدون
ببطولة النظام ويصفقون لمهرجيه
بعد أن سمعوا أركان النظام
السوري يعلنون أنهم راغبون في
" خدمة المصالح الأمريكية في
المنطقة "! ؟ وكيف يبررون لهم
هذه الرغبة " التمنعية
البطولية " ؟!
- وكيف
يمكن استرجاع الجولان المحتلة ،
والنظام يرفض أن تنطلق منه
رصاصة واحدة تزعج الأعداء
المحتلين ، وبرهنوا على الحفاظ
على المعاهدات واتفاقات الهدنة
فمنعوا دخول الفدائيين إلى
الأرض الفلسطينية المحتلة من
الجولان ؟ لعله بالاستجداء
والتذلل يعود الحق السليب إلى
أهله وحجتهم في ذلك قول الشاعر :
تذلل تجد ودّاً ومالاً وعزّةً!
فبالذل تلق العزّ والأمن
والغُنْما
ولما انكشفت اللقاءات المتكررة
للمسؤولين السوريين
والإسرائيليين صرح ناعق النظام
أن فضح هذه اللقاءات ليست في
مصلحة الدولتين ، وسوف تؤخر
الوصول إلى نتائج إيجابية . وقد
كان هذا الناعق أو الناعب – سمه
ما شئت – حين صافح بشار رئيس
الدولة الإسرائيلية يسارع إلى
إنكار المصافحة ، فلما أعلن
عنها الرئيسان لحس نعيقه وأغلق
فمه . وهكذا النظام وأزلامه
دائماً .
المسارعة إلى استجداء العدو بغية
تثبيت النظام على صدور الشعب
وكم الأفواه خير للنظام من
العودة إلى الحق ومصالحة الشعب
المقهور ، فمصالحة العدو
استمرار للنهب وسلب خيرات
البلاد . أما مصالحة الشعب ،
ففيه فقدان لهذه السرقات ،
وإيقاف للظلم والإرهاب الجماعي
الذي يخنق النفوس ويكمم الأفواه
المطالبة بحقها في الإنسانية ،
بل فيه المحاسبة على الظلم
والإرهاب واغتصاب الحقوق . .. ومن
اعتاد على قهر الأمة وسلب
حقوقها لا يروق له أن يعود الحق
إلى أهله ، ولا يرتاح أن ينقطع
نهر المال ويخسر كرسي الحكم .
ولذة التكبر والتجبر.
وعلى هذا فنظام الممانعة الأسدي
سيظل كابوساً على الصدور ما لم
يقم الشعب قومة رجل واحد يبذل
الغالي والنفيس لاستعادة حقه
مهما كان الثمن وغلت التضحيات .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|