ــ
من
يئد ضياء الوطن؟
دكتور
عثمان قدري مكانسي
- شباب الأمة ومثقفوها آلة الوطن
وروحه ، وبُناةُ نهضته ، يسعى
القائد الذكي ، والزعيم الحصيف
لعونهم ، ورفع مستواهم . فهم
جنوده الذين يعتمد عليهم في
الحاضر والمستقبل .
لمّا قيل لأبي حمزة الشاري : إن
أصحابك شباب صغار، لا
يُعوّل عليهم، فليس
فيهم حكمة الشيوخ قال لهم
مفتخراً بالشباب : يعيبون عليّ
ان أصحابي شباب . وهل كان أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم إلا
شباباً ؟!
- فهم الطاقة التي لا تتعب ، أو
قلْ لا يشعرون بالتعب - فأجسادهم
قوية البنيان –
لا يكلـّون ، ولا يملـّون .
ينظرون إلى المستقبل بعين المحب
ونفس المشتاق .
سرعان ما يؤمنون بالفكرة
حين تخالط قلوبهم ، ويقتنعون
بها .. وهم أسرع إليها من الشيوخ
لقربهم من المثالية التي
تعلموها . كما أن أفئدتهم لمّا
تعاين الشوائب التي يصعب
اقتلاعها لدى الشيوخ إلا
بالدربة والمران وعون من الرحمن
، فتراهم يسرعون إلى اعتناق كل
جديد يرون فيه ذاتهم ،
ويستطيعون من خلاله بناء عالمهم
الرحيب النظيف من كل دخيلة .
- هؤلاء الشباب الذين رباهم
آباؤهم وإخوانهم في السبعينات
من القرن الماضي على الدين
القويم ، والنهج المستقيم ،
فكان منهم الورود الناضرة ،
والزهور المتفتحة ، الذين درسوا
العديد من التخصصات التي يرجوها
الوطن من أبنائه ، وأعدهم لها
من طب وهندسة وعلم ديني ،
وأدبي واجتماعي ليكونوا باعثي
النهضة للأمة وباني مجدها
الجديد لم يَرُق توجُههم للحاكم
الفرد المتأله في سورية التي
اغتصب الحرّيات ، وسلب الخيرات
، فزجهم في السجون والمعتقلات
يذيقهم الهوان المر والعذاب
الشديد .. فهو يريد لسورية أن
تكون مزرعته يتصرف بها كيف يشاء
، وهم يريدون لها أن تسير في ركب
العلم والإيمان والحرية ..
والظلام يكره النور ، والاستبداد
يمقت الحرية ، والكفر يرفض
الإيمان ، والتردّي يناقض السمو
والعلاء ..
- وفي
سبيل أهوائه وسيطرته يحرق الحرث
والنسل ، ويقتل الحياة ، وينشر
الدمار والأهوال . وهذا ما فعله
هولاكو القرن العشرين في سورية
في الثمانينات من القرن الماضي
وما يزال يئد الضياء في سورية
الحبيبة ، وما يزال (الخِنّوْص )
يفعل ما فعله أبوه .
- في
ليلة سوداء في تاريخ النظام
الدموي الأسود في 27-07-1980 وبأمر
من السفاح حافظ الأسد يقوم
السفاح أخوه رفعت الأسد بقتل
الشباب الطاهر في سجن تدمر
الصحراوي لا لذنب فعلوه سوى أنّ
الإجرام المتأصل في نفس الطاغية
المتأله حاكم سورية الفرد لا
يحب أن يرى الضياء الفكري ، ولا
الإيمان بالله الحق ينبعث من
القلوب الطاهرة والأيدي
المتوضئة .
- الوحوش القتلة الذين هربوا من
الجولان ، وباعوها لأسيادهم ،
وفرّغوها دون قتال يدخلون على
مهاجع الشباب المؤمن في معتقل
تدمر فيقتلون ألفاً من مصابيح
العلم وأنوار الهداية ... يقتلون
شباب الهدى "وما نقموا منهم
إلا أن يؤمنوا بالله العزيز
الحميد ، الذي له ملك السموات
والأرض ، والله على كل شيء
شهيد." يعتقدون بمجزرتهم هذه
التي أضيفت إلى مجازر حلب
واللاذقية وجسر الشغور والشرق
السوري ومجزرة العصر في حماه
أنهم يغيّبون الضياء إلى الأبد
!! وقد كتب الله أن جنده لهم
المنصورون وأن دعوته هي
المتألقة الباقية .
- حافظ الأسد يقف أمام الله تعالى
خزيان ذليلاً ليأخذ منه الله
تعالى حقوق الشباب الطاهر ،
والأمهات الثكلى ، والآباء
المروَّعين ، ثم يقذف به إلى حيث
فرعون وهامان وأضرابهما .
- وذهب الشباب إلى ربهم مكللين
بتيجان الشهادة والحياة
الدائمة الطيبة في رحاب المولى
عز وجل ، وذهب الطاغية مثقلاً
بأوزارهم وأوزار كل من ظلمهم ،
ومثقلاً بالكفر وغضب الله ،
مثقلاً بالخيانة وبيع البلاد
للعدو ، مثقلاً بما سلب ونهب
وطغى وتجبر ..
- وأنى لمن هم كالأنعام أو أضل
سبيلاً أن تفقه ، وتتعظ وترعوي
؟!! فتثوب إلى رشدها قبل أن تقع
في الهاوية حيث لا ملجأ ولا مفرّ
....إلا إلى سقر .
...........
" قتل أصحاب الأخدود ،
النار ذات الوقود ، إذ هم عليها
قعود ، وهم على مايفعلون
بالمؤمنين شهود ، وما نقموا
منهم إلا أن يؤمنوا بالله
العزيز الحميد ، اللذي له ملك
السموات والأرض ، والله على كل
شيء شهيد "...
- وأنتم يا إخواني الشهداء ؛ طوبى
لكم في جوار الله العزيز الحميد
، في رحمة منه
وجنات عرضها السموات والأرض
، فأنتم السابقون ، ونحن على
خطاكم سائرون .
- اللهم لا تحرمنا أجرهم ، ولا
تفتنا بعدهم ....
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|