ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 03/07/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة :
هوَ ذا شعب سورية .. فأين قياداته !؟

عبدالله القحطاني

   هو ذا شعب سورية ..! إنه الشعب الأبيّ ، الكريم ، الصابر، المبتلى، المحتسب.. الذي لم يعانِ شعب ، في العصر الحديث ، من جور حكّامه المتسلّطين المستبدّين، ما عاناه ، طوال أربعين عاماً ! ومع ذلك ، لم تَمتْ حميته ، ولا لانت عزيمته ، ولا وهَنتْ إرادته .. للتخلّص من جلاّديه ، وسارقي أمواله وقوتِ أطفاله ! إنه مجرّب في صبره وتحمّله ، ومجرّب في انقضاضه على الذئاب ، التي تتسلّط عليه ، وتعيث في بلاده فساداً ، وفتكاً ، وافتراساً ..! عَرف هذا عنه ، كل مَن عرفه عن خبرة وتجربة، من الباحثين ، والدارسين ، والمراقبين .. في شتّى أنحاء الأرض ! وليس ثمّة سياسي خبير، يعرف طبيعة الشعب السوري ، ويرى ما يصَبّ عليه ، مِن ظلم جلاّديه ، وعبثهم ، وفسادهم .. لا يَستغرب منه السكوتَ على هذا البلاء ، طوال هذه السنوات، التي أمضاها تحت حكم الأسرة الأسدية ، الشاذّ ، المَقيت ..!

   لكن كل باحث خبير، يعرف طبائع العلاقات الاجتماعية والسياسية ، وسننَها ، يعرف أن الشعوب لا تقود أنفسها ، ولا تتحرّك بهبّات تلقائية ، عشوائية ، مرتجلة ـ وإن كان هذا قد يحصل ، في مرحلة معيّنة ، في مدينة ، أو بلدة ، أو قرية ، أو قبيلة..  ضمن دولة من الدول ـ ! لذا ، سرعان ما يتحوّل الباحث ، أو الدارس ، ببصره ، عن الشعب وشرائحه ، وكتَله ، وتجمّعاته ، ومدنه ، وقراه ، وأسواقه ، ومنتدياته .. يتحوّل إلى المفاتيح ، والرافعات ، والمحرّكات ، والموجّهات .. لهذا الشعب ..! إنها قياداته .. قياداته الفكرية ، والاجتماعية ، والثقافية ، والتربوية ، والسياسية ..! يتحوّل ببصره عن الشعب ، إلى الآفاق التي يتوقع أن يَرى فيها هذه القيادات ! فيـُجيل بصره ، هنا ، وهناك ، وثمّة .. ليرى نقابياً حراً ، فذاً ، صلباً ، جريئاً .. و قائداً سياسياً لامعاً ، مخضرماً ، أو شاباً .. وزعيماً قبلياً ، بارزاً ، محبوباً .. وعالماً  مؤمناً ، تقياً ، صالحاً ، شجاعاً .. ومثقفاً ألمعياً ، ثائراً ، متحدّياً ... يجيل بصره هنا وهناك ، باحثاً عن هذا ، وذاك ، وذلك ..! لأن هؤلاء هم المتحرّكون ، المحرّكون ، المضحوّن ، المحرّضون على التضحية ! فإذا رأى نجوماً مِن هؤلاء ، في سماء الشعب .. اطمأنّ وتوقّع خيراً ! حتى لوكان هؤلاء النجوم ، أو كثيرمنهم ، في السجون والمنافي ..! وحتى لو كانوا في ظروف صعبة ، غير مواتية .. لأن وجودهم ذاتَه يعدّ شرطاً أولياً ، وأساسياً ، لصناعة الظروف المواتية ! بل لو وجِدت الظروف المواتية ، وهم غير موجودين ، فلا جدوى منها ، وستذهب سريعاً ، لعدم وجود مَن يوظّفها ، ويستغلّها الاستغلال المناسب ، لتحقيق أهداف شعبه ، وعلى رأسها إزاحة كابوس الطغيان ، عن سماء البلاد وصدور العباد !

   فأين القيادات .. وما المطلوب منها :

ـ أين القيادات : ليس السؤال ، هنا ، عن القيادات ذوات الكفاءات العالية جداً ، أو العالية .. بل عن القيادات البارزة في مجتمعاتها ، من تلك الأصناف المذكورة آنفاً، والتي وضعتها ظروفها في مواقع القيادة ! وهنا ترتبط الكفاءة المطلوبة ، بالمهمّات المطلوبة ..!

ـ  ماالمهمّات المطلوبة من القيادات :

   ليس مطلوباً من القيادات ، صناعة المعجزات ، ولا ابتكار أساليب خارقة ، في العمل السياسي .. بل ولا انتهاج سبل فريدة نادرة ، غير مألوفة ، في الصراع ضد الطغاة الفاسدين المفسدين ، الذين أهلكوا الحرث والنسل ، في سورية ..! بل المطلوب أمور أيسر من ذلك بكثير.. إن المطلوب هو الحدود الدنيا ، من الشروط الأساسية ، التي يحتاجها العمل السياسي الجادّ ـ ولاسيّما الصراع السياسي المرير، ضدّ طغمة كتلك التي تحتلّ سورية بصورة أبشع من أيّ احتلال خارجي ، عرفه تاريخها الحديث كله ـ ومن هذه الشروط المطلوبة ، في حدودها الدنيا :

   الأخلاق الشخصية الأساسية : التي يحتاجها الإنسان الحرّ الكريم ، بصفته إنساناً ، من حيث الصدق ، والأمانة ، وعفّة اليد واللسان ، واللطف في التعامل مع الآخرين..!

   المؤهّلات الأساسية ، التي يحتاجها العمل السياسي : مثل الوعي السياسي والاجتماعي.. القدرة على التفاهم مع الآخرين .. الصبر على صعوبات العمل الجماعي ـ والعمل السياسي هو عمل جماعي بطبيعته ـ .. المثابرة والدأب ، والإصرار على بلوغ الأهداف ، التي يَندب المرء نفسَه لتحقيقها ..! وعند هذه النقطة الأخيرة : الأصرار على بلوغ الأهداف .. لابدّ من وقفة متأنّية ، لأنها مفتاح أساسي ، لعمل السياسي المعارض ، أياً كان هو ، أو كان توجّهه ، مادام قد نَدب نفسه لخدمة الشعب وتحقيق أهدافه ! وبناء على هذا ، لابدّ للسياسي المعارض ، من معرفة بعض النقاط الأساسية .. أهمها :

-  ما أهداف الشعب ؟

-  هل أهداف الشعب ، هي ذاتها أهداف السياسي ؟ أم أن ثمّة اختلافاً بين هذه وتلك ؟ وما مقدارهذا الاختلاف !؟

-  ماالأهداف التي يريد الشعب تحقيقها ، قبل غيرها ، وهو مستعدّ للتضحية في سبيلها، إذا وثِق بالقادة الذين يقودونه إلى تحقيقها !؟

-  هل يريد الشعب من قادته ، أن يتّـفقوا على كل صغيرة وكبيرة ، قبل أن يتحرّكوا لإنقاذه من كابوس الفساد والاستبداد ، حتى لو عاش قروناً تحت نير القهر والطغيان؟ أم يريد منهم أن يتّـفقوا على الحدود الدنيا الضرورية ، ويتحرّكوا بسرعة ، لإنقاذ مايمكن إنقاذه ، قبل أن يقضي الفساد على كل شيء !؟

      هذه الأسئلة ، لن تجد إجاباتها في هذه السطور! حسبُ هذه السطور أن تطرحها، بجدّية ، على المعنيّين بالإجابة عليها ، وهم قادة المعارضة أنفسهم ..! يجيب عليها كلّ منهم ، بينه وبين نفسه .. ثم يتحاورون ، لتوحيد الإجابات الأساسية والضرورية ، ويبنون مواقفهم العملية الجادّة والحازمة ، على ضوء مايتّـفقون عليه ! فهل هذا صعب عليهم جميعاً ، أوعلى كثيرمنهم !؟ هذا السؤال ، هم ، كذلك ، المعنيّون بالإجابة عليه !

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ