ــ
لا
بديل عن طي ملف الإعتقال الكيفي
وتبييض
السجون السورية...!؟.
نـوري
بـريـمـو
منذ
إنقلاب حزب البعث على سوريا
وإعتلائه لمقاليد الحكم فيها
بقوة العسكر وبشعاراته
القوموية المخادعة...!؟، ومنذ
إستفراده الإستبدادي المنافي
لألف باء الحقوق السياسية بكافة
المؤسسات التشريعية والتنفيذية...!؟،
خيِّمت على البلد غمامة أمنية
طوارئية مخيفة أدّت إلى تشييد
جدار عالٍ منَ الرعب الذي طغى
وقبَع فوق صدر المواطن المنداس
على كرامته جرّاء تعرّضه يومياً
لمختلف مظاهر القمع والسطوة
الإستخباراتية التي لطالما ولا
تزال تستقوي بها الدوائر
البعثية لفرض هيبة الدولة على
المجتمع كما يدّعيه البعثيون
دونما أي رادع أو إستحياء...!؟،
ولم تخلو السجون السورية على
مدى عقود منَ آلاف المعتقَلين
السياسيين الذين زُجّوا ويتم
زجّهم كيفياً وعرفياً في السجون
والأقبية الظلماء بتهمة ((معاداتهم))
لأهداف ثورة أذار 1963...!؟، ولم
تتوقف يوماً لا بل تصاعدت حملات
الإستدعاء والإستجواب
والإعتقال والمحاكمات الصورية
ذات الأحكام الجائرة ووجبات فصل
العمال والطلبة بجرّة قلم
وإجراءات منع السفر التي تطال
إنتقائياً غالبية المهتمين
بالشأن العام وخاصة أصحاب
الضمير والرأي الآخر ونشطاء
الديموقراطية ومناصري حقوق
الإنسان...!؟، وعند الحديث عن
أحوال بنات وأبناء شعبنا
الكوردي الذين يدفعون فاتورة
إنتمائهم القومي باهظةً...!؟،
فحدّثْعن ذلك بلا أي حرج...!؟،
لأنهم ينالون القسط الأكبر من
أعباء تلك الإعتقالات الظالمة
فهم يكتوون يومياً بنيران
السياسة الشوفينية الإستثنائية
التي يقبع في ظلها شعبنا على
خلفية إتهمامهم بالجملة بوصفة
أمنية جاهزة حجتها الفاقعة:
تعامل الكورد مع الأجنبي بهدف
تقسيم البلد وتشكيل دولة كوردية
في مناطقهم...!؟، الأمر الذي يزيد
طينة شارعنا الكوردي بلّة
ويُقحمه يومياً في بلاوي دوامة
رعب دونكيشوتية تتبلّى أبنائه
المستهدَفين بشكل لحظي
للإختطاف المفاجئ على يد جلاوذة
النظام المنتشرين كما السحالى
في كل شبر من مدن وأرياف
كوردستان سوريا...!؟، وخير
الشواهد على هكذا إستهانات
فوقية لشارعنا الآمن هي حملات
الإعتقال العشوائية المباغتة
التي إنتهكت حرمة الساحة
الكوردية في الآونة الأخيرة.
أما
بشأن أحوال الشارع السوري العام
وخاصة ما يتعلق بإنتهاكات حقوق
الإنسان فيه...!؟، فقد أمست
الأوضاع تتردّى طرداً (أي زيادة)
مع إزدياد حدّة الضغوطات
الدولية والإقليمية التي يعاني
منها النظام الذي بات يتصرّف
بمنتهى الشمولية والتوتر
والقلق على مستقبل كرسيه لا على
مستقبل البلاد والعباد...!؟، في
محاولة يائسة منه ليعكس صورة
عزلته الخانقة عبر تهويشه
للمسائل عامة وتهربه من الحلول
الواقعية للمشكلات العالقة
وإلتجائه إلى لغة التسويف
والمراوغة في إدارة أزماته
ومواصلة خلط الأوراق وتحويل
البلد إلى بؤرة لتحدي المجتمع
الدولي والأسرة العربية وإلى
ملاذ ومأوى للعُصاة والمتمردين
ولمختلف أجندة وعناصر التحرّش
بدواخل جيرانه...، إضافة إلى
تواصل كابوس الضغط على مكونات
الداخل بمختلف إنتماءاته
القومية والدينية عبر إستمراره
في فرض حالة الطوارئ والأحكام
العرفية التي لا يسلم من
تبَِعات شرورها أحدٌ خارج دائرة
الموالاة للبعث...!؟، إذ لا تكفُّ
السلطة عن مواصلة إعتقالها
لنُخَبْ السياسية وللنشطاء
الديمقراطيين المعارضين أينما
وُجِدوا وحيثما حلّوا...!؟،
ظنّاً منها بأنها ستبقى قادرة
على إسكات صوت السوريين الذين
أصبحوا يزدادون إحتقاناً من
وتحاملاً على وتأهباً ضد أهل
الحكم وحكامهم ومحاكمهم
الصورية.
ومهما
كانت تداعيات ودواعي التغيير
الجذري في سوريا...!؟، فإنه ليس
بالوسع سوى رفض هذه المنهجية
القمعية التي أضحت متعشعشة في
طبائع النظام السوري المرتكز
بالأساس على قبضة أمنية تسهر
على حماية كرسيّه المهزوز
دولياً وإقليمياً وداخلياً...!؟،
ولا بدّ من التأكيد على أنه لا
بديل عن طي ملف الإعتقال الكيفي
وتبييض السجون السورية عبر
الإفراج عن جميع المعتقلين
السياسيين بمَنْ فيهم مناضلي
شعبنا الكوري...، ولابد من
التذكير بأنّ الواقع السوري
المستفحل حالياً على الصعيدَين
الداخلي والخارجي قد بات لا
يُطاق ويستجدي منا حراكاً
معارضاً فعالاً ليفرض تغييراً
حقيقياً من شأنه الأتيان
بالبديل الديموقراطي الذي لا
بديل عنه...، لأنه من غير المعقول
الإنكفاء أوالإكتفاء بترقب ما
يجري وإنتظار ما قد تواجهها
سوريا من مفاجئات قد لا تكون لا
على بال ولا على خاطر أهل البلد
بعربه وكورده وباقي مكوناته
الأخرى.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|