الحجّة
المتنقّـلة بين الحاكم والشعب..
وسنّة
التدافع بين البشَر.
عبدالله
القحطاني
1-
إذا طلَب الحاكم من شعبه ،
أن يبايعه ( ينتخبه ) على منهج
واضح صالح، قويم سليم ، فرضَ
الحاكم على نفسه الالتزامَ به ..
وبايعه الشعب على ذلك، فقد برئت
ذمّة الحاكم ، من حيث التعهّد
بالالتزام بالمنهج الصالح ،
الذي طلب البيعة عليه ، في قيادة
الأمّة . وأقام الحجّة على شعبه
، في واجب متابعته ، ومناصحته ،
وتذكيره المستمرّ بما ألزَم
نفسَه به . وأقام الشعبُ عليه
الحجّة ، بمنحِه البيعةَ التي
طلبَها.
2- إذا قصّر
الشعب ـ عبر قادته السياسيين
والاجتماعيين ، وعلمائه ،
ومثقّفيه ـ في متابعة الحاكم ،
ومناصحته ، وتذكيره ببيعته ،
تكون الحجّة قائمة على الشعب ،
في هذه الحال ، أمام الله ،
وأمام الناس .
3- إذا قام
الشعب بواجب المتابعة
والمناصحة والتذكير ، وقصّر
الحاكم ، أو أبَى سماع كلام
الشعب ـ في رفع الظلم عن الناس
مثلاً ، أو في حماية
الأمّة من العدوان الخارجي
، أو في نصرة أبناء الأمّة
المضطهدين ـ يكون قد أقام
الحجّة على نفسه أمام الشعب .
4- إذا ألحّ
الشعب على الحاكم ، في طلب
القيام بواجباته تجاه الأمّة ،
واستجاب الحاكم ، ثمّ طلَب من
الشعب الالتفاف حوله ، ومناصرته
في خدمة الأمّة ، وقصّر الشعب في
ذلك ، تكون الحجّة قائمة على
الشعب .
5- إذا رفض
الحاكم أن يسير بشعبه على منهج
صالح رشيد ، وعطّل الشورى (أيْ :
استبدّ برأيه ، وعطّل عمل
المؤسسات التشريعية ، والهيئات
الاستشارية ، والدوائر الفنّية
التخصّصية..) ، وهدم أركان العدل
في الدولة ، فقد أقام الحجّة على
نفسه ، أمام الله ، وأمام شعبه .
6- إذا ناصحه
الشعب ، وذكّره بواجباته ، مرّة
بعد أخرى ، فأصرّ على ظلمه
وفساده واستبداده .. قامت الحجّة
على الشعب ، في وجوب خلعه .
7- إذا قصّر
الشعب في سعيه لخلع الحاكم
المستبدّ الظالم ، يكون قد أقام
الحجّة على نفسه ، ويَدفع من
أمواله ، وأرواح أبنائه ،
وكراماته .. ثمن تقصيره .
8- إذا سعى
الشعب إلى خلع الحاكم الظالم
المستبد ، دون أن يعِدّ
الأسباب الكافية لإنجاز هذا
الهدف ، وحصلت أخطاء ، أو مآسٍ ،
من جرّاء هذا المسعى ، فإن الشعب
يتحمل مسؤولية ما يقع من أحداث ،
لأنها وقعت بسبب تقصيره في
الإعداد الكافي .
9- إذا اتّخذ
الشعب الأسباب الكافية ، في
حدود قدرته على الاجتهاد
والإعداد، لخلع الحاكم المستبد
الظالم ، وأخفق في تحقيق هدفه ،
يكون قد أبرأ ذمّته من العجز
والتقصير والخطأ ، ولو نجم عن
مسعاه المشروع شيء من الأذى ..
وتبقى مهمّة خلع الحاكم قائمة ،
واجبة عليه حاضراً ـ إذا استطاع
إعادة الكرّة بقوّة مناسبة
واجتهاد سليم ـ أو مستقبلاً !
10-
وتبقى سنّة الله ، في التدافع بين البشر
، قائمة ، حتى يرث الأرض
ومَن عليها. ( ولولا دفعُ الله
الناسَ بعضَهم ببعضٍ لفسَدت
الأرض ..).
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|