ــ
لنا
كلمة .... قسم على ماذا؟
سالم
أحمد*
بعد سبع سنوات عجاف عاشها
المواطن السوري، وهو يرى كل شيء
في سورية يتراجع من سيء إلى أسوأ.
لذا لم يحاول أيٌ من السوريين أن
يترقب ساعة ظهور الرئيس بشار
الأسد على الشاشة لتأدية القسم
في بداية سبع سنين جديدة لولاية
جديدة.
على أنه لو أن أحدا صبر نفسه
واستمع إلى آخر الخطاب، فإنه لا
يعتقد أن أيا مما ورد في الخطاب
من وعود سوف ينفذ، وقد جرب العهد
القديم لمدة سبع سنوات عجاف
كاملة، وهي ليست سنوات قليلة في
العدد.
لا أحد يحق له أن يلوم هذا
المواطن إذا تمنى أن لا يكمل
الرئيس هذه الولاية، بأن يستقيل
من تلقاء نفسه في ساعة صحوة
ضمير، أو بالتغيير الشامل تطيح
بالنظام بما فيه ومن فيه في صورة
من الصور، لا تذهب بالسيئ لتأتي
بالأسوأ، بل تعيد الأمور إلى
نصابها –على الأقل- كما كانت في
أول يوم من أيام الاستقلال في 17
نيسان 1946.
وإذا قيل إن عهد الرئيس بشار كان
أقل سوءا من عهد أبيه! قلنا إن
بداية عهد أبيه كان فيها بعض
الانفتاح وفيها بعض الرخاء بسبب
أموال دعم جاءت من دول الخليج.
ثم من يدري؟ فلو قدر لعهد الرئيس
أن يطول كما طال عهد أبيه –لا
سمح الله- وبقي المؤشر هابطا كما
هو متوقع، -حيث لا شيء يجعلنا
نفترض العكس بعد تجربة دامت سبع
سنوات- فلا أحد يدري إلى أيّ
دركٍ يمكن أن نصل.
آخر ما يمكن أن يفكر فيه النظام
هو ماذا يمكن أن يفعل لتحسين وضع
البلاد والعباد. فهو مشغول في سد
الثغرات التي تسببت فيها
سياساته المتسرعة من دون حساب
للعواقب. بل لقد رأيناه يحاول أن
يغطي مغامراته الفاشلة في لبنان
بمغامرات أكثر سوءا من سابقاتها
فلا ينهض من مطب إلا ليقع في مطب
آخر أشد وأنكى.
كنت من الذين أملوا خيرا فيماورد
في خطاب القسم في بداية الفترة
الأولى. وعشت أفلسف ما جاء في
ذلك الخطاب عن حق الآخر، وإن
الرئيس لا يحمل عقد الماضي، ولا
بد أن ما جاء في الخطاب سينعكس
على الحرية التي غابت عن الوطن
والمواطن لأربعة عقود من حكم
حزب البعث. غير أن الممارسة لم
تدع أيَّ أمل في أن يتحسن الحال.
ورأينا المواطن يردد مع المثل:
"تيتي ... تيتي، مثلما رحتِ،
جيتِ".
وحتى خطاب القسم الذي ألقاه
الرئيس اليوم 16 تموز 2007 أوحى بأن
الأمور تتجه نحو الأسوأ عندما
أكد أنه سيتم وقف الإصلاحات –مع
أنها لم تكن موجودة- بسبب الضغوط
التي يتعرض لها النظام. وكأنه
أراد أن يقول إن كل عقوبة تطبق
من الخارج، ستنعكس عقوباتٍ
يفرضها النظام على المواطن.
أرجو أن يخيّب العهد –في طبعته
الجديدة- هذه التوقعات
المتشائمة، وينتهج سياسة أقرب
إلى الانفتاح. ولكن، وكما يقول
المثل: " يا لبن بخيره.... على
وجهه ظاهر".
*سوري متشائم
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|