ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 19/07/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

إذا لم تحسنوا الدفاع عن قضايا أوطانكم

 فاصمتوا!

الطاهر إبراهيم*

منذ تولى "جورج بوش" الرئاسة الأولي في أمريكا وهو يجود على العالم بالمصائب، ليس هذا فحسب، بل يتوسل إلى تلك المصائب بأسباب أقل ما يقال فيها أنها تعتمد على أخبار كاذبة، ويكفي أن نضرب مثلين فقط ولا نفصل. فقد زعمت إدارة بوش أن الرئيس العراقي الراحل "صدام حسين" اشترى يورانيوم مخصب من دولة النيجر، تبين بعده أنه خبر مختلق من أساسه. وقد كانت ذرائع "بوش" في غزوه للعراق على أن "صدام حسين" يخفي أسلحة دمار شامل، وبنى زعمه على صور لأقمار صناعية -مع أن هذه الذريعة لا تجيز له غزو دولة حتى لو امتلكت أسلحة دمار شامل- ثم تبين للعالم أن هذه الصور مفبركة وأن العراق بريء من أسلحة الدمار الشامل كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

جئت بهذه المقدمة الطويلة لأذكّر بأن ما اعتبره الناس قضية مسلما بها في تفجيرات 11 سبتمبر عام 2001 ليست كذلك، وأن عقدة النقص التي يشعر بها بعض العرب بأن التسعة عشر الذين قاموا بتلك التفجيرات هم عرب وأن 15 منهم هم سعوديون. وكان لهذه التهمة من الوقع بحيث لم يفكر أحد ممن يهمهم الأمر من الصحفيين العرب بأن يفند هذا الاتهام الذي لا يرقى إلى أي درجة من درجات الصحة التي يأخذ بها التقاضي المعتمد في أصول المحاكمات، وأن الافتراء فيها واضح وبيّن.

من الأمور التي تشكك في مصداقية هذه الاتهامات أن المحققين الأمريكيين لم يحاولوا أن يقدموا لنا أي عينة من عينات بقايا التسعة عشر بإثبات الحمض النووي الوراثي D N A لأي من المتهمين العرب التسعة عشر. وإذا زعم بأن ذلك يكاد يكون مستحيلا بالنسبة لمن قاموا بالهجوم على برجي مركز التجارة العالمي –مع أنهم عثروا على جواز سفر القائد المزعوم للعملية "محمد عطا" أو هكذا زعموا- فعلى الأقل يمكن الحصول بسهولة على بقايا من هاجم مبنى "البنتاغون"، مقارنة بأدق التفاصيل التي تحصلت عليها لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد "رفيق الحريري"، عندما توصلت إلى ما يمكن اعتباره أمورا ثانوية لأوصاف من قام بالعملية الانتحارية، حتى عرفنا أن سنا من أسنانه عليه لبوس من الذهب، وأنه ذو بشرة داكنة... وأنه...

يجب أن لا نستهين بهذه الأدلة بعد عملية الابتزاز الضخمة للعرب التي قامت إدارة "بوش" بها بعد تفجيرات "مانهاتن"، وأدت إلى تحطيم العراق البلد العربي العزيز. ولا يغترنّ أحد بما نسبه "أسامة بن لادن" للقاعدة من شرف القيام بالهجوم، فإن الحقائق أوثق مما ادعاه.

استطرادا، فإن القارئ العربي ليعجب كل العجب مماكتبه "عبد الرحمن الراشد" في افتتاحية "الشرق الأوسط" اللندنية في 17/ 7 / 2007 ،تحت عنوان: "كيف يصبح السعودي إرهابيا عالميا؟" خلص فيه إلى : "أن السعوديين أكثر من يقاتل في معارك المتطرفين في العالم." وأنهم "صاروا مشكلة منذ أن اتضح أن غالبية الإرهابيين الذين ضربوا نيويورك وواشنطن (15 من 19) كانوا سعوديين".

وأشار في مقاله -من دون تبصر بما يقول- إلى أن "الزعامة والتمويل والتدريس ارتبطت بالسعودية، -وهي- تهم فيها حقائق ومبالغات أيضا". ومع أنه احتاط لنفسه فذكر أن هناك "مبالغات" فيما يقال عن الإرهاب السعودي "المزعوم"، إلا أنه وبدلا من جهده غير المشكور في تتبع "مثالب" تجربة حماس وكفاحها في فلسطين، فلم يُسَخِّر قلمه لدحض الاتهامات التي وجهت للسعودية –ظلما- بأنها صارت "مفرخة" للإرهاب، أويفنّد تلك المبالغات ويفضحها.

ولسنا نحن –فحسب- من لا يوافق الراشد على ما خلص إليه من نتائج "مغلوطة"، فلقد أكد الخبير في شئون الجماعات الإسلامية "ضياء رشوان" في ندوة على قناة "الحرة" في 16/7/ 2007 بأن قائمة الأعمال الإرهابية التي ذكرتها وزارة الخارجية الأمريكية في السنوات الأربع الماضية قد وقع أكثر من 70% منها في أمريكا الجنوبية.  

وكعادة "الراشد" يريد منا أن نعتبر كلامه مسلمات لا يجوز مناقشتها، فيزعم في مقاله أعلاه أن: («التطرف السعودي" اليوم هو مخلوق جديد، سلفية نقية مع رؤية سياسية متمردة ...). وأن هذه السلفية (.... مستوردة من الخارج، وتحديدا من فكر الإخوان المسلمين في سورية ومصر والأردن). هذا الاستنتاج الأخير لا يستقيم مع ماهو معروف عن فكر الإخوان الذين لم يكونوا ينهجون نهج السلفية الحديثة كما كانوا يدعو إليها فقيه السلفية الحديثة المعروف، المرحوم الشيخ ناصر الدين الألباني". بل وكانوا يرفضون تكفير أي فئة من أهل "القبلة". ولايعتقدون أن ارتكاب الكبيرة يخرج صاحبها من الملة، وأن أمره متروك إلى الله، إن شاء عذبه في الآخرة وأن شاء تجاوز عنه.

يبقى أن نقول للكتاب والصحفيين الذين يتصدون للكتابة في السياسة: إذا لم تحسنوا الدفاع عن قضايا أوطانكم فاصمتوا، وكفوا أقلامكم عن الأذى حتى لا تكونوا أبناءً عاقّين لأوطانهم!   

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ