ــ
مهزلة
أخرى..
غسان
أحمد كيالي / بون - ألمانيا
أيها الرئيس الدمية
.. أيها الرئيس الواجهة .. أيها
الرئيس الأداة لمن حولك .. أيها
الرئيس الكاذب على نفسه ، وعلى
الشعب ... أما تستحي أنت والفئة
التي رشحتك من أنفسكم ؟!
إن شأن وحال الشعب
السوري في ظل حكم حفنة مارقة "
على طائفتها
، وعلى الشعب " في المناخ
الذي مررت في عتمته وكواليسه
عملية تبرير التمديد لرئيس
محمول على الطائفية ينطق بها
قول الشاعر :
يبـكي ويضحكُ، لا
حزناً ولا فرحا
كعاشقٍ خطَّ
سطراً في الهوى ومحا
انتخابات تمديد
خادعة تأتي في سياق مذابح نفذت
في الشعب السوري ، أكثرها دون
حتى محاكم هزلية ، وفي مناخ
تتوالى فيه الاعتقالات لأحرار
المفكرين وأصحاب الرأي ، وهروب
ما يزيد عن 5 مليون نسمة من كوادر
نوعية نخبوية من الشعب السوري
إلى الخارج ، وفي ظل نظام حكم لا
يجد المرء في سوقه الإعلامية
إلا صحف ( الحزب الخدعة
التاريخية ) وإلى جانبها صحف
صنعها وقدمها بغلافات عصرية على
أنها حرة!؟ وفي ظلال متتابعة
قاتمة يحظر فيها تأسيس أية
أحزاب أو حتى إنشاء جمعيات
اجتماعية أو تعاونية ( خوفاً من
نموها إلى مستوى تنظيم ،
وتوجساً لمساهمتها في كشف عوارت
فساد النظام والإدارة وكثرة
المظالم ... ) وغيرها كثير من
معالم الإحباط ، جيء بعملية
انتخابات التمديد لرئيس ، قررت
ترشيحه لذلك المنصب عصابة
طائفية تهافتت لتقديمه للشعب
السوري على أنه المنقذ والمسيح
المنتظر !!!
لا حزن :
إذ
أضحى أبناء وبنات المجتمع
السوري في سجل هذا النظام
الحاكم ، بكل مكوناته ، ليس إلا
قطيع خرفان ، ليس له من حقوق
وصلاحيات إلا الرتع و السير خلف
الراعي " سارقها " أما إلى
المرتع الذي اختاروه
لها " أياهم " ، وإما
إلى المذبح لينهشوا المزيد من
لحومها و يقتاتوا على عرقها
ودمائها ، ويهرفوا ذات الوقت
لدى وسائل الإعلام المحلية
والعالمية أنهم رسل المسيح
المخلص أو صديقي الأنبياء
والمصلحين ... ولم يعد بذلك للشعب
السوري ، ما يفقده بعد ...
ولا
فرحاً :
إذ أضحى ذلك
المجتمع في سجل هذا النظام
الحاكم ، بكل مكوناته ، محبطاً
على نحو ألغي منذ عقود من
تداولاته ومجالسه ، مصطلحات
السرور أوالأفراح في سائر أشكال
حياته اليومية محبطاً ، ولم يعد
يأمل في ظل هذا الحكم الغاصب
لمقاليد الأمور ، أية انفراج أو
أمل بالإصلاح على أية صعيد ، أو
صدق لوعود كاذبة خادعة بإتاحة
التعددية ...
ذاك ، وعلى الرغم من
كون تلكم الحال النفسية ، ذات
الوقت ، تشكل أحد دواعي
الاحتقان الشديد ، ومن ثم
الانتفاض ، إلا أن الأجهزة
القمعية البوليسية ( أكثر من 16
جهاز مخابرات لديه – فضلاً عن
تأبط مؤسسات الجيش لقمع أية
انتفاض ) لم تدع لديه مجالاً
لمجرد التفكير في الانتفاض ، بل
ولا مجرد التفكير بالحديث عن
معاناته التي جعلها هذا النظام
مزمنة ...
فما العمل إذاً ، في
ظلال مناخات كتلك دأب على فرضها
وتعميمها ، النظام سيء الذكر
ذاك ، تتواجد فيها تنظيمات
سياسية تقليدية ( متعددة
الخلفيات ) بالغة الهزال ،
اجتازت مراحل أرزل العمر ، تجد
سائر نخب مكونات الشعب ( تحليلاً
) نفسها مساقة مدفوعة إلى أشكال
من الحتوف ، محمولة فقط على
الاختيار: أيها أشكال الموت
تريد ؟! فهي
، منذ عقود ، لا تشكل إلا
أرقاماً من ذلك القطيع ، يتحكم
في حيواتها اليومية أذناب
النظام من عناصر مخابراته
كحيتان مرتزقة تمتص دمائه وتعيش
على ترياقه وتعبث في أسباب
مستقبله ومصيره ، تقدم
تقريراتها الدورية لقياداتها :
الشعب لم ، ولا يرضى إلا مرشح
واحد وحيد لمنصب الرئاسة ،
ويريده كأبيه " السفاح "
مرشحاً إلى الأبد ، لا ينزاعه في
ذلك أحد ، حتى لو كان ترشيحاً
صورياً ...
أما أدعياء تمثيل
رأي المجتمع الدولي ( إقليمياً ،
ودولياً ) فهم وإن تكلموا على
موائدهم بحقوق الإنسان وإتاحة
العمل الديموقراطي في سوريا ،
فقد إنكشف ذلك ، أنه ليس إلا
لتبييض وتبرير صلاتهم المصلحية
به ، والانتفاع بعقد صفقات معه
خلف الكواليس ـ يذهب ريعها إلى
حسابات خارج سجلات الدولة ،
مثلها ممارسات المافيات
العالمية المعروفة ...
وهنا ، نصدع بقولنا
نحن ، أحرار الرأي ، المصرون على
إنسانيتنا و حقوقنا ، إن لا بد
لهذا الليل أن ينجلي ، وان لا بد
لذلك القيد أن ينكسر ، قل سيروا
في الأرض ، فانظروا كيف كان
عاقبة المكذبين ، في رومانيا
مثلاً ...
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|