ــ
الفعل
الشنيع
(بخصوص
جريمة الممرضات البلغاريات في
ليبيا)
بقلم:
عبدالعليم رشيد*
يطلق الناس
هذا المصطلح ( الفعل الشنيع ) على
من كانت تهمته الشذوذ الجنسي
واللواط ... ومن الطريف أن
السجناء يزدرون ويحتقرون هذا
الصنف من المساجين
ومع ذلك فإنني أعتذر ممن
كانت هذه صفته ( وممن أدين
بالفعل الشنيع
من الشاذين جنسيا ) لآن هذه
التسمية قد صارت جديرة بمنظمات
ودول كبرى ولم تعد مناسبة
لهؤلاء المساكين الذين يستحون
من فعلهم ويتوارون من الناس
ويمارسون فعلهم في الخفاء ... لقد
كانت هذه الفعلة هي القمة في
الحقارة والنذالة ( سابقا ) أما
الآن فقد فاز بهذا اللقب عصابات
ومحامون و منظمات ودول كبرى
:
- لقد كشف الستار عن ستة أفراد من
عصابة ( عالمية ) تحقن الأطفال
بمرض الأيدز
- صدر الحكم بإعدام هؤلاء الستة
ولم يتم البحث عن الأيد الخفية
وراءهم بل ولم يتم التعرف
عن دوافع الجريمة
- دارت جولات المساومة ونشط
السماسرة المحليون لترضية
المساكين من المصابين بأبنائهم
وأسرهم ( لتصحيح الغلطة حسب
مصطلح الاغتصاب وجرائم الشرف
)
- نجح السماسرة في إسكات البؤساء
بتوقيع ( عقد
إذعان ) مقابل حفنة من دراهم
... و لكن صاحب الحق الحقيقي وهو
من يمثل الأمة
التي أريد لها الموت والهلاك
المدمر بمرض الأيدز وبطريقة
مدبرة ومخططة
.. كيف يرضى بهذا التعويض (المال)
وهو يمثل أمة وينوب عن مجتمع
مستهدف عمدا
. كيف يسكت بعد أن أمسك بخيوط
جريمة منظمة...
ثم كيف يفلت
هذه الخيوط
من يده عمدا
...
ونحن
المساكين البسطاء ومن منظور
فردي أبوي كلما
فكرنا بدافع الجريمة نجد عجبا :
- هل هو
العداء للأطفال (أحباب الله كما
يقولون) ؟ ومن له مصلحة في قتل
الأطفال وأي
قتل .إنه قتل
بعد التعذيب والمعاناة بمرض هو
أحدث أمراض العصر.
- أم
هو الانتقام من أسر الأطفال
الفقيرة البائسة لتسوقها إلى
التطرف والتمرد
على المجتمع والانحراف
؟
- أم أن
العملية كانت لإجبار هؤلاء
الناس على شراء كل ما يروج من
أدوية ومنتجات المصانع
العالمية ومراكز البحوث التي
تعتبر مجتمعاتنا
حقل تجارب (
أو حظيرة تجارب ) لهذه
الشركات .
- أم إنها
مشهد من مسلسل
العداء التاريخي بين الخير
والشر بين الانحراف السواء ..بين
الإنسان و أعداء الإنسانية .؟
- أم إنها
آخر وأحدث إشكال السلوك الرحيم
(القتل الرحيم) على اعتبار أن ما
قام به هؤلاء هو من مهام
ملائكة الرحمة ( الستة )
وأنهم قاموا
بواجب إنساني رحيم
لتخليص هؤلاء الأطفال من
مستقبل مظلم ومن مصائب كبرى
تنتظرهم وتنتظر
أسرهم ومجتمعهم وعلى أنها
عملية منظمة لتخليص هؤلاء مما
هو متوقع لهم وبهذا فتستحق هذه (
النجمة السداسية ) الشكر
والتقدير على قلوبهم الرحيمة
وجهودها .....وعندئذ يكون
المطلوب من منظمات حقوق الإنسان
الغربية والشرقية أن ترعى
الرحماء ( الستة ) وتصرف لهم
تعويضات عما عانوه من أزمات
نفسية فيما مضى من أحداث ومواقف
واتهام باطل
باطل باطل .
- ومهما
يكن من أمر فان الفعل الشنيع
هو ما تقوم به
الدول والمنظمات عندما
تدافع عن المنحرفين
والمجرمين . الفعل الشنيع هو في
المطالبة بالمحفظة على حياة
المجرمين بحق الإنسانية والصحة
والطفولة الأجيال و....
ليستمروا في انحرافهم .
والفعل الشنيع هو بما ببذل
الجهود لإخراج المجرمين إلى
المجتمع , وبذلك
ينم إرسال رسائل إلى بقية
عصابات الإجرام لتطمئن إلى قدرة
رؤوس الإجرام على
إنقاذ أفرادها
مما ينتظرهم من قصاص .
- والغريب
في الأمر أن من يمارس الفعل
الشنيع يستحي من أفعاله ويتوارى
عن الناس
أما هؤلاء فيدافعون عمن
يقتل الطفولة عمدا وينشر المرض
عمدا ويشيع التهم ويلصقها
بالأسر المحافظة عمدا ويجاهرون
بأفعالهم ويسوقون
لها المبررات و يسخرون
لها الأبواق . انه العمل
الشنيع حقا .
- إن من
يقتل المدنيين في الحروب يعتذر
ويبرر فعله على أنه كان عن غير
قصد وإن الضحايا راحوا بجريمة
الحرب والمحاربين .
فماذا نقول عن الذين يعمدون
إلى قتل الأطفال ؟
بل ماذا نقول عن الذي يدافع
عن تدبير قتل جماعي لأطفال امة (
حتى الآن بلغ عدد ضحاياهم 450
ضحية وهو عدد أكبر من عدد ضحايا
إحدى الحروب العربية مع عدوها
التقليدي - إسرائيل -))
- وأخيرا
هل نتصور أنها جريمة طارئة
فريدة ليس لها سابقة ولن
تتبعها جرائم أخرى ؟
*خبير
تربوي سوري
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|