ــ
أهم
مؤتمر يهودي يجزم:
الأصولية
والديموغرافيا وخروج أمريكا من
العراق ...
اكبر
تحديات تواجه اليهود في العالم
صالح
النعامي
انتهت الخميس
الماضي اعمال مؤتمر " مركز
تخطيط سياسات الشعب اليهودي "،
والذي حضره بالإضافة الى قادة
إسرائيل رؤساء الجاليات
اليهودية، ومفكرين ورجال اعمال
يهود من جميع ارجاء العالم،
للتباحث في المشاكل التي تواجه
الوجود اليهودي في العالم.
و ناقش المؤتمر جملة
التحديات الاستراتيجية التي
تواجه اليهود في العصر الحالي،
وذلك بالاستناد الى
دراسة وضعها الخبير
الاستراتيجي البروفيسور يحزقيل
درور ومدير عام وزارة الخارجية
الاسرائيلي الاسبق آفي غيل،
وتتضمن تحديد "التهديدات
الجغرافية السياسية المركزية
التي تعرض وجود الشعب اليهودي
للخطر"
وحسب
الدراسة فأن التهديدات التي
تواجه اليهود:
1-
تعاظم " الأصولية " في
مواجهة العولمة، ودخول صدام
الحضارات مرحلة متطورة، بشكل
يؤثر على مستقبل الأنظمة
المتحالفة مع الغرب في المنطقة،
وإمكانية أن يسيطر الأصوليون
على بعض الأنظمة، الى جانب أن
يؤدي ذلك الى تطوير شبكات
عالمية للجهاد العالمي.
2-
"ارهاب " موجه ضد يهود
ومؤسسات يهودية في العالم،
يترافق وقدرة ابادة متعاظمة من
مسلمين متطرفين ومن افراد.
3-
تعميق عدم الاستقرار في
الشرق الاوسط في ظل تآكل
العناصر الاسلامية المعتدلة.
4-
التداعيات الخطيرة للجدل
حول دور الولايات المتحدة في
العالم، سواء خارج امريكا وحتى
داخلها، وإمكانية أن يحدث تغيير
في توجه الولايات المتحدة للعب
دور في التأثير على ما يجري في
العالم، وتحديداً في الشرق
الاوسط، حيث تشير الدراسة الى
أن إسرائيل ستكون أكثر الدول
التي ستضرر من ذلك. وتبدي
الدراسة خوفاً خاصاً من إمكانية
أن يحدث تآكل تبعاً لذلك في
الدور الذي تقوم به المنظمات
والجاليات اليهودية في
الولايات المتحدة.
5-
تحول التورط الأمريكي
الحالي في العراق الى أزمة
نفسية وطنية لكل الأمريكيين،
تذكرهم بتورطهم في فيتنام،
الأمر الذي قد يدفع الإدارة
الأمريكية الى هجر الجهود
لإقامة نظام حكم حليف لها في
بغداد، مما يعني أن تتحول أرض
العراق الى مركز عمل لحركات
الجهاد العالمية التي ستعمل ضد
الغرب، وضمن ذلك ضد إسرائيل.
6-
تعاظم الهجمات على الجاليات
اليهودية في الولايات المتحدة
وعلى شرعية اسرائيل في الوجود
كدولة يهودية، مما يؤدي الى
تردي النفوذ السياسي جماعات
الضغط اليهودية.
7-
تآكل مكانة الولايات
المتحدة كقوة عظمى وحيدة، مما
يؤدي الى تغيير شاسع في سياستها
في الشرق الاوسط لدرجة تعرض
اسرائيل للخطر، يترافق مع تعاظم
تعلقها بالنفط.
8-
التراجع في التوازن
الديمغرافي في اسرائيل بين
الفلسطينيين واليهود لصالح
الفلسطينيين، الذي يحفز بدوره
هجرة اليهود العكسية، ولا سيما
لدى اليهود ذوي القدرة على أن
يستوعبوا في دول الغرب، والذين
يكونون بشكل خاص.
9-
صعود قوة الصين والهند
واحتياجهما المتزايد لمصادر
الطاقة في الشرق الاوسط من
شأنهما أن يؤديا بهما الى
انتهاج سياسة مؤيدة للعرب.
10-تحذر الدراسة من
إمكانية أن تصل القوى المؤثرة
في النظام العالمي الى قناعة
مفادها أنه من أجل ضمان أمن
العالم، فأنه يتوجب حل الصراعات
العالمية، وضمن ذلك الصراع
العربي الإسرائيلي. وتخشى
الدارسة أن يتم فرض حلول على
إسرائيل من أجل وضع حد لهذا
الصراع لا تتقاطع مع مصالحها.
قيادة غير مؤهلة
من ناحية ثانية
اكدت وثيقة سرية ناقشها
المؤتمر، وكشفت عنها صحيفة "
يديعوت احرنوت " في عددها
الصادر اليوم الخميس أن هناك
مؤشرات مقلقة جدا من الفساد
الشخصي والمؤسساتي. وجاء في
الوثيقة " انه لا ريب ان اجزاء
هامة من القيادة السياسية
العليا للشعب اليهودي، بما في
ذلك بعض القيادات السياسية
الاسرائيلية كانت ولا تزال ذات
نوعية استثنائية، كما تشهد
انجازاتهم على مدى التاريخ. ومع
ذلك تبرز بعض النواقص الواضحة،
بما فيها غياب الزعامة الروحية
البارزة المقبولة من الجميع
ونقص المعرفة الحيوية الاضافية.
فالزعماء يعانون من جهل شديد في
مجالات حرجة، كعدم المعرفة
والفهم في الاليات الثقافية،
الروحانية والاجتماعية التي في
اطارها سيزدهر الشعب اليهودي،
وكذا عدم فهم كافٍ للمحركات
التي تصمم المستقبل – كالعلم
والتكنولوجيا، الميول
الجغرافية السياسية، التطورات
في الاسلام، الالية الثقافية،
الديمغرافية، آثار العولمة
وغيرها ". واضافت الوثيقة "
ففي القرن الحالي سيقف الشعب
اليهودي أمام تحديات مصيرية
تتضمن مخاطر جسيمة وفرص هائلة
على حد سواء. مسائل الامن ستحتدم
في الوقت الذي تترنح فيه
اسرائيل بين السلام والنزاع بما
في ذلك من مخاطر وجودية. اليهود
بصفتهم هذه سيكونون اهدافا
لهجمات الاسلام المتطرف وغيره
من الجماعات ". وشددت الوثيقة
على الحاجة العاجلة الى تطوير
وتحسين القيادة العليا للشعب
اليهودي واسرائيل، موصية
باعطاء تمثيل زائد في القيادة
اليهودية للنساء، لمجموعات من
المهاجرين الجدد والزعماء
الميدانيين الشباب .
28% من يهود امريكا
فقط صهاينة
وناقش المؤتمر
بتوسع اوضاع اليهود في امريكا
على اعتبار أن الجاليات
اليهودية في امريكا ونشاطها له
دور حاسم في تأمين بقاء اسرائيل.واشارت
احدى الدراسات التي اعدها كل من
خبير الديموغرافيا
البروفيسورين سيرجيو ديلا
فرغولا والخبير في شؤون
التجمعات اليهودية حاييم
فاكسمان، وعرضت خلال المؤتمر
الى أنه على الرغم من أن 82% من
اليهود في أمريكا يؤيدون
إسرائيل الا أن 28 % منهم فقط
يعتبرون أنفسهم "صهاينة".
اللافت من خلال المداولات
في المؤتمر أنه حتى قادة العمل
اليهودي في العالم لا يؤمنون
بأن اسرائيل تمثل مركز "
الشعب اليهودي "، كما قال
ستيف هوفمان، الذي ترأس "اتحاد
الجاليات اليهودية". وحسب
دراسة نوقشت خلال المؤتمر فأن 15%
فقط من اليهود الامريكيين
الشبان يشعرون انهم "قريبون
جدا" من اسرائيل مقابل 44 في
المائة يشعرون انهم "بعيدون"
منها.ومن المعطيات المقلقة التي
اطلع عليها المؤتمرون هو انخفاض
عدد اليهود في العالم. حيث تبين
من خلال الاوراق التي عرضت أن
عدد اليهود في العالم سيواصل
الانخفاض بسبب ميل الشباب
اليهود للزواج من غير اليهود
بنسبة عالية، الى جانب انخفاض
الولادة في التجمعات اليهودية
في العالم، مشيرة الى أن
الجاليات اليهودية في امريكا
تعتبر مثال واضح على ذلك. واكدت
إحدى الدراسات أن عدد اليهود في
اوروبا انخفض منذ مطلع
السبعينات من القرن الماضي
بعشرة اضعاف. من ناحيته قال
يسرائيل وولمان من قادة اليهود
في امريكا من خطورة تواصل
انخفاض عدد اليهود في العالم،
على اعتبار أن ذلك خطر وجودي على
اسرائيل. وقال أن دولة اسرائيل
" سيصعب عليها البقاء في
عالم قليل اليهود، نوعيا وكميا،
ولن يبقى يهود الشتات من جهتهم
بغير المرساة التي تُكونها
اسرائيل لهويتهم، وأمنهم
الشخصي، واعتقادهم ". وناقش
المؤتمر الميزان الديموغرافي
بين اليهود والفلسطينيين داخل
اسرائيل، حيث تبين من خلال
الدراسات التي عرضت أن معدل
الزيادة لمجمل السكان
الفلسطينيين في اسرائيل والضفة
الغربية وقطاع غزة ضِعف زيادة
اليهود تقريبا. وكان تقرير سابق
ل " معهد تخطيط السياسة للشعب
اليهودي " قد اكد أن العامل
الأساسي المسؤول بشكل أساسي عن
تدني عدد اليهود في العالم هو
التعريف الذي تضعه الديانة
اليهودية لمن هو يهودي، حيث
يعتبر الانسان يهودياً إن كان
قد ولد لأم يهودية، بغض النظر عن
ديانة والده. وأشار التقرير الى
أن اعتماد هذا التعريف ساهم في
توجه عدد كبير من اليهود الى
التحلل من اليهودية والاندماج
في المجتمعات التي يعيشون فيها،
سيما في الولايات المتحدة.
وينوه التقرير الى أن هذه
القضية ظهرت بقوة مع موجات
الهجرة الضخمة إلى اسرائيل التي
بدأت في العام 1990 واستمرت حتى
العام 1999، حين هاجر إلى إسرائيل
مليون مهاجر، إذ أن المؤسسة
الدينية لم تعترف بيهودية حوالي
ثلث المهاجرين، إلى أن اضطر
قسما كبيرا منهم للشروع بعملية
تهويد جديدة، وحتى الآن هناك 300
ألف شخص في إسرائيل يعتبرون
أنفسهم يهودا وترفضهم المؤسسة
الدينية، وهناك قرابة 29 ألف
مهاجر ضمن عائلات يهودية،
حافظوا أو انتقلوا للديانة
المسيحية، ولكنهم "ينعمون"
بقانون الهجرة القائم. ويضيف
التقرير أن عدد اليهود (المعترف
بهم) في الولايات المتحدة 5,27
مليون نسمة، ولكن لو اعترف
بيهودية اولئك الذين آباءهم
يهود لكان عدد اليهود اليوم في
الولايات المتحدة عشرة ملايين
نسمة.
ويأتي الحديث عن
انخفاض عدد اليهود في العالم في
ظل ما كشفت عنه القناة العاشرة
في التلفزيون الاسرائيلي
مؤخراً حول قيام منظمات
إسرائيلية بتهويد قبائل هندية
ونقلها الى إسرائيل. وقالت
القناة أن منظمة اسرائيلية
تتلقى دعماً من
منظمة يهودية امريكية تدعى
" صندوق الأخوة "، قامت
باغراء قبيلة هندية فقيرة تعيش
على الحدود الهندية الصينية،
ونجحت في اقناع افرادها أنه في
حال قبلوا بالتحول للديانة
اليهودية، فأنه سيتم نقلهم الى
إسرائيل حيث يتمتعون بحياة ذات
مستوى معيشي متطور. ونوهت
القناة الى أن حاخامات يهود
قدموا الى أماكن تواجد هذه
القبيلة وقاموا بتهويد افرادها
حسب الديانة اليهودية. وأشارت
القناة الإسرائيلية الى أن هذه
ليست المرة الأولى التي تقوم
فيها المنظمات اليهودية
بإستغلال الأوضاع البائسة لبعض
القبائل الفقيرة في الهند وتقوم
بتهويدهم ونقلهم الى إسرائيل.
من ناحيته قال الحاخام يحيئل
اكشتاين، وهو مدير منظمة "
صندوق الأخوة "، التي تولت
عملية تهويد ونقل افراد القبائل
الهندية الى اسرائيل أنه على
الرغم من أن افراد هذه القبائل
لم يكونوا يهود، إلا أن لهم جذور
يهودية زاعماً أنهم ينتمون الى
قبائل " بني منشيه "،
اليهودية التي كانت تعيش في
منطقتي الهند والصين. وكان
المؤتمر الذي عقد العام الماضي
قد الى مواصلة احياء ذكر ى
ما اسماه ب " المحرقة " التي
تعرض لها اليهود خلال الحرب
العالمية الثانية، وإلى عدم
إسقاط مسألة "المحرقة" عن
جدول أعمال جميع الدول
والمجتمعات التي يعيش اليهود
فيها. ويضيف التقرير قائلاً "
الذاكرة التاريخية هي مركّب
أساسي ومميز خاص للهوية
اليهودية، على صعيد الفرد،
والصعيد العام ". ويضيف "
"تذكّر" هي وصية أساسية في
اليهودية، ولها أهمية مركزية من
ناحية التواصل التاريخي
والشعور بالمصير المشترك،
فالكارثة (المحرقة) هي إضافة
مأساوية ". ويوصي التقرير
بتنظيم حملات دعائية واعلامية
لتذكير العالم بالمحرقة عن طريق
زيادة النصب التذكارية
والمعاهد والمتاحف التي تخلد
ذكراها.
توصيات
وبين التوصيات التي
خرج بها المؤتمر كحلول للمشاكل
التي طرحت خلال ال للحلول يمكن
أن نعدد: محاولات بلورة جبهة
دولية ناجعة من دول عربية
معتدلة حيال ايران؛ جهود لمنع
الولايات المتحدة من هجر الشرق
الاوسط؛ الى جانب زيادة تعاون
اليهود في العالم ودولة اسرائيل
مع دول عظمى صاعدة كالصين
والهند؛ تقدم ذو مغزى نحو اتفاق
سلام اسرائيلي عربي مستقل؛
يعتمد على تعزيز القوة العسكرية
لاسرائيل؛ العمل على انضمام
اسرائيل الى محافل أمن متعددة
الدول مثل الناتو؛
وتوثيق العلاقة والتعاون
بين اسرائيل والطوائف اليهودية
في العالم؛ محاولة خلق مصادر
طاقة بديلة.
وفي الخلاصة يقضي
التقرير بانه "يجب البلورة
الفورية لخطة استراتيجية كي لا
تقوم بعد عشر سنوات لجنة
فينوغراد يهودية".
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|