ــ
عباس
واولمرت...تحالف الوهم المميت
ياسر
سعد
القضية
الفلسطينية امام منعطف خطير
وحاد, الرئيس المنتخب –من غير
منافسة فعلية وبدعم أمريكي –
محمود عباس ابومازن ومن خلال
تصرفاته ومراسيمه ومواقفه
المتسارعة دونما تبصر ولا تدبر
اثبت انه محدود القدرات تسيطر
عليه مجموعة مرتبطة بالمشروع
الامريكي-الصهيوني وتتحكم به
وعلى طريقة الريموت كونترول.
فالرجل الذي عهدناه لينا سهلا
مع الاسرائيليين والامريكيين
حتى في المسائل المصيرية
والقضايا الجوهرية, اكتشفناه
فجأة ومن غير مقدمات حادا
وشديدا فيما يتعلق بالحوار مع
حماس ورأينا مواقفه الصلبة
والمتصلبة والمتناقضة تماما
لصورته وسلوكياته عندما يتعلق
الامر بإسرائيل أو بالمسئولين
الامريكيين.
لن
اناقش هنا في مسألة الشرعية
الفلسطينية والتي انضمت هي
الأخرى إلى قاموس من مصطلحات
سبقتها وكانت وما تزال أغطية
وسواتر لأهداف أخرى مبيتة
ومفخخة مثل الشرعية الدولية
والحرص على السلام العالمي ونزع
اسلحة الدمار الشامل. النقاش
المنطقي والحجج الساطعة
قانونية كانت او منطقية
والتذكير بمواقف عرفات
والشرعية الفلسطنية وقتها حين
اجبره الامريكيون على تنصيب
ابومازن رئيسا للوزارء او شهادة
الخبيرين القانونيين
الفلسطينيين والذين صاغا
الدستور الفلسطيني الدكتور انيس
القاسم رئيس اللجنة القانونية
في المجلس الوطني الفلسطيني،
والبروفسور القاضي يوجين قطران والتي تشير الى انتهاكات
ابومازن للدستور الفلسطيني,
النقاش العلمي والمحاججة
القانونية بمثابة إضاعة للوقت
فنحن في عالم تتحكم فيه قانون
القوة ويتسيد مشهده ويسطر
قوانينه سياسيون لااخلاقيين
يفتقدون لمقومات الانسانية في
حدها الادنى من امثال جورج بوش
وبلير, الأخير الذي انصرف من
المشهد السياسي بعد مساهماته في
اشعال حربا مدمره في العراق
ليعود على المسرح الدولي مبعوثا
للسلام الموعود او الموهوم في
القضية الفلسطينية والتي كانت
نتاج ظلم وعسف تاريخي بريطاني.
الرئيس
ابومازن وقد اخذتة نشوة الرضا
الاسرائيلي واذهب عقله السياسي
المديح والدعم الامريكي فما عاد
يزن تصريحاته والتي غدت نارية
وتوالت عددا, كما الحال مع
مراسيمه وقراراته الرئاسية
وكأن الرجل زعيما لدولة غربية
كبرى تساهم في قيادة العالم
"الحر" في الحرب على
"الارهاب". تصريحات ومواقف
تفتقد الى ادنى درجة من
المصداقية واتهامات كثيرة
لحماس من قبيل تدمير الكنائس
والاعتداء على بيت ابوعمار
والذي ارجح ان ابومازن يعرف
جيدا من قتله والا لما وصفه
بالشهيد مرارا وتكرارا. ومع ذلك
فإن الرجل مثله مثل بوش يعود من
جديد غير آبه بالجميع ليطلق
تصريحات جديدة ويعلن مواقف
صارخة في حدتها وغير دبلوماسية
في شدتها. ابومازن ومجموعته
يرفضون قرار الجامعة العربية
فيما يخص لجنة تقصي الحقائق بل
اعتبرها بعض رجاله تدخلا بالشأن
الفلسطيني وهو امر ارادوه حكرا
على اولمرت وبوش. الرئيس عباس
هاجم دولا عربية واتهمها بدعم
"انقلاب" حماس من غير برهان
ومن دون ان يتوقف عند الآثار
السلبية لتلك التصريحات على
الجاليات الفلسطينية الضخمة في
تلك البلاد, مما يلقي بظلال من
الشك على الحس القيادي للرجل
واهتماماته بالشؤون الحياتية
للشعب الفلسطيني المصابر.
فليهنأ
السيد ابومازن بالدعم
الاسرائيلي والامريكي وليتقوى
بالمساعدات الأمريكية وليرمي
العشرات من مقاتلي فتح بسلاحهم
وليعلنوا مواقف منددة بمقاومة
الاحتلال او الوقوف في وجهه
فالعدو الان مشترك ولا بد من
الاستفادة من الحنو والعطف
الاسرائيلي والتفهم الامريكي
لمواجهة التطرف الاسلامي
واقتلاع جذوره من غزة. هكذا
يتحول بعضا من المطاردين
والمقاومين بفعل التيار
"الاسرائيلي-الامريكي" في
فتح الى متسولين يتسولون رضا
المحتل وعفوه وقبوله.
الذين
يصدقون ويثقون بالوعود
الامريكية ويتناسون دولة بوش
والتي كان حدها الزمني 2005 ولم
تعد ذاكرتهم تذكر وعود الحماية
الامريكية لفلسطيني مخيمات
بيروت والتي انتهت في محنة
ومجزرة صبرا وشاتيلا. لم نسمع
موقفا امريكيا ولو اعلاميا
خادعا يندد بالاعتداءات
اليومية والقاسية بحق
الفلسطينين في العراق والتي
كانت واحدة من إفرازات ونتاجات
الاحتلال الامريكي غير الشرعي
للعراق. فليس من المنطق ان تكون
امريكيا محتلة ومنتهكة للحقوق
والدماء في العراق ثم تتحول بين
عشية وضحاها الى حمامة سلام في
الشأن الفلسطيني والذي خسر
الكثير من أبناءه شهداء وجرحى
الأسلحة الأمريكية ومن جراء
الغطاء الأمريكي السياسي
والدبلوماسي الدولي للجرائم
الصهيونية مثل استخدام الفيتو
في مجلس الأمن لحماية ورعاية
الانتهاكات والتجاوزات
الإسرائيلية. الاستثمار
الأمريكي والدعم المالي لإبي
مازن هو مشابه للإستثمار
الامريكي مع قوات الامن الخاصة
في العراق من قبيل بلاك ووتر
وغيرها, الاهداف واضحة,
فالأموال والأهداف أمريكية
والأدوات مستأجرة ولا بأس من
نتائج دموية وكارثية في إطار من
الفوضى الخلاقة.
المستهدف
ليس حماس ولا جناحها العسكري,
فلو اعلنت حماس اليوم عن
تنازلات في مواقفها بشأن الحقوق
الفلسطيني لحظيت بالقبول
والمديح ولتم نقل الدعم
والتأييد من ابومازن الى
اسماعيل هنية وبشكل وواضح وسريع
وحاسم. المستهدف هو القضية
الفلسطينية وحقوق الشعب
الفلسطيني, ومن يتنازل ويركب
الموجة الامريكية-الاسرائيلية
فلها الرضا والدعم المالي
وانواع المديح والتقريض والتي
تتحدث عن شجاعته وحكمته ورجاحة
عقله. ابوعباس يشارك بعلم أو
بجهل بمشروع كبير وبلعبة خطيرة,
وكما الحال في السياسية الدولية
المفقتدة للقيم والمفتقرة
للاخلاق فإن ما يعلن هو نقيض ما
يراد ويقصد.
ابومازن
ومجموعته يمارسون انتحارا
سياسيا مهلكا, ولو كأن الأمر
يخصهم بمفردهم لراقبنا ذلك
المشهد البائس والمأساوي بعين
من الشفقة والاعتبار. غير أن ذلك
الانتحار يراد منه أن يشمل
القضية الفلسطينية وثوابتها
ولاجئيها. فهل يتخيل عاقل إن
الإدارة الأمريكية والقيادة
الإسرائيلية إذا انتهوا من
تصفية حماس والمقاومة
الفلسطينية سيتفرغا لإعطاء
الفلسطينيين حقهم في دولة
فلسطينية وستنهال على الشعب
الفلسطيني المساعدات
والمشاريع. تصفية المقاومة هو
التمهيد لتصفية القضية
الفلسطينية ولا استبعد أن يتم
الأمر بوحشية كبيرة وبقسوة
بالغة. ألم تقل كونداليزا رايس
من قبل أن ما يحدث في العراق من
دمار ونزاعات هي معاناة والآلام
مخاض تشكيل الشرق الأوسط
الجديد, وهل سيبالي مجرمو
الحروب الإستباقية من مخاض جديد
مؤلم ومهلك على ارض فلسطين؟؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|