ــ
ومضات
محرّضة :
إضاعة
البلاد والعباد حماقة .. حاميةً
كانت ، أم باردة !
عبدالله
القحطاني
•
الحماقات الحامية : معروفة
لدى العقلاء ، فيما نحسب! وهي كل
عنف في غير محلّه،
سواء أجاء على شكل صفعة ،
أوركلة ، أو طلقة نارية .. أم جاء
على شكل زجر، أو شتم ، أو تهديد ..
أم جاء على شكل حبس ، ونفي ،
وتشريد .. أم جاء على شكل حرمان ،
من حقّ وطني أو إنساني ..! وسواء
أجاءت هذه الحماقات ، من حاكم أم
من محكوم ، من موظف مسؤول أم من
فرد عادي !
*أمّا
الحماقات الباردة ، فتتجلّى في
أمور عدّة ، من أهمّها :
تراخي
أصحاب الحقوق ، عن المطالبة
بحقوقهم ، سواء أكانت فردية أم
جماعية ، وسواء أكانت حقوق
مواطنين داخل دولتهم ، أم كانت
حقوق دولة عند الدول الأخرى،
بصرف النظر عن أسباب هذا
التراخي ..!
• وفي
العمل السياسي ، تحديداً :
1) على مستوى
حقوق الدولة ، عند الدول الأخرى
:
- حسن
الظنّ بالدول الأخرى ، والركون
إلى وعودها ، دون ضمانات حقيقية
، سواء أكانت هذه الوعود
متعلّقة بردّ حقوق ، أم بتأمين
حماية ، أم بتوفير أسلحة رادعة
في أوقات الصراعات المسلّحة ..!
ونحسب تاريخ العرب الحديث ، كله
، زاخراً بالأمثلة المحزنة ،
التي تعبّر عن علاقة العرب
بحلفائهم ، منذ الحرب العالمية
الأولى ، ومعاهدة سايكس بيكو،
ووعد بلفور.. مرورا بالحروب
العربية ، كلها ، مع إسرائيل..
وحتى يوم الناس هذا !
- بيع
حقوق الوطن للدول الأخرى ، لقاء
مكاسب معيّنة ، يحقّقها الحكّام
لأنفسهم ! ومن أنواع الحقوق التي
تباع : الأرض ـ القرار ـ الثروات
الوطنية ـ الكنوزالأثرية.. كما
أن من المكاسب التي يحقّقها
الحكّام لأنفسهم : كراسي الحكم ـ
التثبيت في كراسي الحكم ـ توريث
الكراسي ـ الأموال ـ الدعم
الأمني والسياسي داخلياً
وخارجياً ..!( بعض الناس يسمّي
هذا العمل خيانة وطنية !
والحكّام التجار الباعة ،
يسمّونه ذكاء ، أوحنكة ، أو دهاء
، أو شطارة ..! بينما العقلاء
لاينزعون عنه صفة الحماقة ، في
كل الأحوال ! لأنه يسقط صاحبه ،
خلقياً ، وسياسياً ، وتاريخياً
.. حتى لو استمتع بمكاسبه ، حيناً
قصيرا من الدهر! أمّا من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر، من
أتباع أي دين سماوي ، فيعلم أن
ثمّة حساباً عسيراً ، على هذا
الإجرام المقيت ، بحق البلاد
والعباد!).
2) على مستوى
العمل السياسي داخل الوطن :
- سكوت
الشعب ـ عبرَ نخَبِه الوطنية ـ
على الحاكم ، الذي يستولي على
السلطة بقوّة السلاح ، حتى
يتمكّن من الحكم ، فتصبح
مجابهته صعبة جداً !
- سكوت
الشعب على الحاكم ، بعد أن
يتمكّن من الحكم ، ويبدأ بالعبث
، والفساد الذي يضعف البلاد
داخلياً ، ويجعلها عرضة لهيمنة
الدول الأخرى ، وفرض قراراتها
عليها ! ومن أسباب السكوت : الجهل
ـ الخوف ـ الحسابات غير الصحيحة
للقرارات السياسية ـ تردّد
النخب التي تتصدّى لقيادة الشعب
، وتَشتّت آرائِها ، في مواجهة
الحاكم الفاسد .. ! وكل هذا يعطي
الحاكم مزيداً من الفرص ، في
تعزيز حكمه ، وإطالة أمده إلى
أقصى حدّ ممكن !
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|