ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 01/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

مقتطفات من خطاب القسم "الثاني"

مازن كم الماز

أشياء كثيرة تغيرت , كانت النبرة أكثر ترددا و غاب الحماس حتى عن المستمعين داخل القاعة و قلما وجدوا في أنفسهم الرغبة لمقاطعة الخطاب بالتصفيق كالعادة , انشغل الرئيس المتوج للمرة الثانية بالاعتذار و بتبرير ما فعله و ما لم يفعله طوال السنوات السبعة الماضية..أفضل تقييم لهذا الخطاب جاء على لسان السيد بشار نفسه عندما أكد أنه لا يهتم ( كرئيس للنظام ) بمضمون خطابه بالذات قدر ما يشغل باله عدد الأخطاء في قواعد اللغة العربية التي يرتكبها , بالفعل فمن الأفضل أن يتوقف عند الأخطاء القواعدية من الأخطاء الأخرى الأشنع الواردة في مضمون الخطاب ذاته و في سياسات النظام..يعترف الدكتور بشار الأسد أن نظرته للإصلاح تتركز على إصدار العديد من القوانين ثم المزيد و المزيد منها و يتساءل هو نفسه عن جدوى كل هذه القرارات التي لا تجد طريقها للتنفيذ كما يقر هو بذلك..يرى السيد الرئيس المشكلة هنا في عدم تطبيق هذه القوانين في غياب تعليمات تنفيذية خاصة بتطبيقها , هنا توجد مغالطة كبيرة فعلى العكس تماما هناك هيئة موازية أكثر تنفذا و أهمية تضم أفراد العائلة المالكة و الحاشية المقربة تقوم بوضع هذه التعليمات لتنفيذ تلك القوانين طبقا لمصالحها المافيوية الخاصة..و يعترف الرئيس أن تحسن الاقتصاد لا يشمل أوضاع الناس العاديين أن ما ذكره عن تحسن اقتصادي بقي غائبا عن أوضاع ملايين السوريين البسطاء الشغيلة لكنه يؤكد بالمقابل اهتمامه بالحالة المعيشية للناس و هنا يستطيع التحدث فقط عن شيء واحد هو زيادة رواتب الموظفين العاملين في الدولة بل إنه يقر بكل بساطة أن ما يحاوله و أقصى ما يمكن فعله لهؤلاء الناس في هذا الصدد هو أن يخفف عنهم "و لو جزئيا"..هكذا يتحدث رئيس البلاد بهذه البساطة عن وضعية الناس بكل هذا الهدوء الذي لا ينسجم و ضنك و معاناة الحياة اليومية لمعظم السوريين البسطاء و كأن سلطة أخرى مسؤولة عن حل أزمات الشعب السوري و أن هذه الأزمات نتاج سياسات خاطئة و أنانية لسلطة من خارج هذا الكوكب..ما تزال هناك المزيد من المتعة في خطاب القسم عندما يتحدث رأس النظام بذات البساطة و الهدوء من جديد عن الإصلاح , طبعا مبرراته لهذا الإصلاح مختلفة تماما , يبدأ هنا بالحديث عن "وعي" الشعب السوري الذي يعني عند رئيس البلاد أن هذا الشعب بقي "مطيعا منقادا" لنظامه رغم كل المصاعب و الأزمات التي جرها عليه النظام و رغم الحديث الذي ملأ الفضائيات عن أزمة النظام و ممارساته ضد حقوق الشعب وفق حرفية الخطاب , هذه الطاعة عنده إشارة إلى أن شعبنا قابل "للإصلاح" أي لبعض الهامش المحدود دون أن يؤثر هذا على أولوية قيامنا بواجب السمع و الطاعة دون أن يهدد ذلك وجود النظام أو استمرارنا بتقديم فروض الطاعة..ذروة المتعة هي عندما يؤكد رئيس البلاد أن هذا الإصلاح مرتبط بالظروف التي قد تأتي أو لا تأتي..في الحقيقة بعد استماعي لخطاب القسم هذا لم يعد عندي أي شك في أن الدكتور بشار قد قرأ بالفعل مسرحية بيكيت الشهيرة "في انتظار غودو".....

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ