الدب
القطبي ينهض من جديد :
روسيا
اليوم
بيــدر
التل*
بعد سنوات من
انهيار القوة العظمى في العالم
أي الاتحاد السوفيتي ظهرت روسيا
الاتحادية كوريث وحيد للقوة
السوفيتية ،فعلى الرغم من
انحصار الدور الاشتراكي في
العالم الا ان ذلك لا اعتبره
انتصارا للولايات المتحدة
الامريكية ،ومن يقول ان روسيا
انتهت وبكل بساطة فهو مخطئ
بالتأكيد ، ومن الدلالات
الواضحة و الصريحة التي يقوم
بها الروس ، لاثبات وجودهم على
المسرح الدولي من جديد ،والتي
تبدو هجومية وقوية ومنفصلة عن
السياسة الخارجية للولايات
المتحدة الامريكية وان تشابهتا
في قليل من المواقف الدولية...
مايلي:
*.الدعم الروسي
لايران:
لقد قامت روسيا ومازالت
بتقديم المساعدات لايران
وتمويلها في برنامجها النووي
والصاروخي ، فالخبراء الروس
المتواجدون عند مفاعل بوشهر
الايراني والاعداد الهائلة من
الاسلحة الصاروخية التي باعتها
موسكو لايران ،ومؤخرا تم ارسال
اخر دفعة من الصواريخ لها ودفاع
روسيا عن ايران في مجلس الامن ،
التي تعتبر استفزازا صريحا
لواشنطن ، فالروس هم وراء بناء
القوة النووية والصاروخية
المتصاعدة لايران ،فهم يبحثون
عن موضع قدم لهم في الشرق الاوسط
فهذه فرصتهم الاخيرة وقد كانوا
في غاية الصراحة في مجلس الامن
فهم لايعارضون تقريبا العقوبات
على ايران بشرط الا تمس مفاعل
بوشهر الايراني
**ولكي يقوي الروس
وضعهم وينهضوا من جديد فقد
اتجهوا الان الى سوريا داعمة
لها ومستفزة واشنطن :
منذ أن التقى
الرئيس السوري بشار الأسد
بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين
في كانون الثاني 2005 في موسكو
والعلاقات الروسية السورية
تتحسن بصورة ملحوظة، لدرجة أن
روسيا وافقت على أن تبيع أنظمة
صواريخ جو دفاعية متقدمة الى
سوريا على الرغم من المعارضة
الأمريكية والإسرائيلية. ومع
ذلك فإن بوتين ابتعد تماماً عن
إظهار أي تراجع جدي في العلاقات
الروسية الإسرائيلية، وكان
يسعى للإبقاء على علاقات وثيقة
مع كل من إسرائيل وسوريا في آن
واحد. والأكثر من ذلك أنه على ما
يبدو ينجح في تحقيق هذا التوازن
الدقيق.
فإن التحسن المفاجئ
في العلاقات الروسية السورية مع
بداية عام 2005 بدا وكأنه يمثل
تهديداً للعلاقات مع إسرائيل.
عبر السياسيون والمراقبون
الإسرائيليون عن انزعاجهم
بصورة خاصة تجاه نية بوتين بيع
صواريخ دفاعية إلى دمشق على
الرغم من أن القادة الأمريكيين
والإسرائيليين كرروا طلبهم
إليه ألا يفعل.
على الرغم من ذلك
تابعت الحكومتان الروسية
والإسرائيلية
لكن: ما الفائدة من
هذه التطورات سواء بالنسبة
لدمشق أو موسكو؟الجواب هو
التدخل الأمريكي العسكري في
العراق، والأكثر منه الضغط
الأمريكي-الأوربي على سوريا
بخصوص لبنان عزز من إحساس دمشق
بفقدان الأمن مما زاد رغبتها في
تقوية علاقتها مع موسكو.
هذا هو بالضبط
الوضع الذي يريد بوتين أن يرى
سوريا فيه أن شعور سوريا بفقدان
الأمن وعزلتها عن العالم الغربي
جعلها تعطي الأسلحة الروسية
وشركات النفط الروسية امتيازات
للدخول إلى سوريا (وهناك تقارير
عن مفاوضات بين هيئة الطاقة
الذرية الروسية والسورية لكن
هذه المحادثات لم تثمر بعد).
***اعمال مفاجئة :
ولاول مرة منذ عهد
تظهر موسكو هجومية وتترك اثارها
في قلب العاصمة البريطانية لندن
فالتسميم النووي
الذي قامت به موسكو في لندن.
عملية مفاجئة قامت بها روسيا
على الرغم من انكارها
فهناك
قناعة بأنها وراء قتل عميلها
السابق في لندن بسم نووي أشاع
حالة من الصدمة، بعد العثور على
آثاره في اكثر من مكان.
***تطوير الطائرات
الروسية الموضوعة في الخدمة
وأجيال الطائرات الجديدة :
من (مجلة الدفاع \القوات
العربية السعودية المسلحة)
تتفق الآراء
والدراسات على أن روسيا ورثت
أعباء تركة ثقيلة من الأسلحة عن
الاتحاد السوفييتي السابق،
وبعد سنوات من هذه الوراثة كانت
الأسلحة في روسيا قد تحولت إلى
ترسانات من الخردة، وما كان منذ
سنوات قليلة يرعب الغرب ويؤرقه
تحول إلى مزيج عجيب من العطالة
والفوضى.
ولكن هذا الوضع بقي
في الحيز النظري، بينما في
الحسابات الغربية والأمريكية
بقيت روسيا الدولة المنافسة
للغرب في تصنيع وبيع الأسلحة
إلى الخارج بلا قيود، وبصرف
النظر عن الطرف المستورد، بل إن
الأزمات الاقتصادية التي عصفت
ومازالت تعصف بروسيا دفعتها إلى
إعادة إثبات وجودها في سوق
السلاح العالمي، وإلى تطوير
أنماط هذا الوجود على الساحة
الدولية، وكذلك أساليب عملها
وتعاملها مع كافة الأطراف من
منطلق رؤية سياسية واقتصادية
جديدة سعياً وراء تدبير عملاء
جدد يشترون أنظمة الأسلحة
الروسية، أو إعادة اجتذاب
العملاء السابقين.
ضمن هذه الظاهرة
تكثفت البرامج العسكرية
الروسية في السنوات الأخيرة
لوضع المقاتلات الروسية مجدداً
في مصاف المنافسة مع المقاتلات
الأمريكية والغربية، وهو ما صار
يقلق الولايات المتحدة
الأمريكية التي تأكد لها أن
روسيا قد استردت فعلاً أنفاسها
في مجال تطوير الطائرات، وخطورة
هذا الاسترداد للأنفاس يكمن في
أن الطائرات التي يتم تطويرها
لم يعد وجودها محصوراً في
روسيا، بل صار مشاعاً لأية دولة
تدفع، وما تطلبه روسيا ثمناً
لطائراتها أقل بكثير مما تطلبه
الولايات المتحدة الأمريكية،
وهذا يعني أن روسيا عادت
منافساً قوياً في مجال الصناعة
العسكرية عموماً، وصناعة
الطائرات بشكل خاص، وما أعمال
وخطط التطوير على الطائرات
الروسية الشهيرة إلا جزء من
منافسة واسعة في سوق السلاح في
العالم باشرت روسيا بتنفيذها.
*
*
*
*
ويجب القول ان كثير
من العرب وكثير من الحكومات
ودول العالم ترغب بعودة التوازن
القطبي في العالم
وسوف تكون موسكو
طرفا اكيدا في هذا القطب ، وقد
حصل بوتن على تاييد واسع في
روسيا اكثر من الحكام الذين
سبقوه ولاشك ان بوتين يرغب بان
يكون منافسا لواشنطن وان يكون
لموسكو حصة في المناطق الملتهبة
خاصة في الشرق الاوسط .
*باحث
سياسي
---------
بعض المراجع
1-
مجلة القوات العربية المسلحة
2-
Voltairenet.org
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|