ــ
التقنين
على الطريقة السورية
من
الحريات العامة ....إلى الكهرباء
مروان
سليم حمزة / السويداء
marwanhamza@maktoob.com
عسى أن لا يصل
التقنين ، إلى الهواء .. والتنفس
.. والإنجاب .. وأمور كثيرة ، لا
نحبذ ذكرها !!
فالتقنين ياسادة ،
دخل الحياة السورية منذ الأزل..
ومن باب التندر، أضحى التقنين
لدينا أمرا تاريخياً ؟؟ فوق
مايضاف إلى كل شيء تاريخي في
بلادنا ؟؟
فالقرارات ,
والخطابات , والمؤتمرات ،
والوقائع , والأحداث , التي تقع
في سوريا ياللروعة !! كلها
تاريخية ؟
بالمرور السريع على
الحياة السياسية ، والتقنين
الذي وصل إلى حد القطع التام
الذي أصاب حرية الكلمة ،
والمتعلق بأي نشاط لقوى
المعارضة السياسية والوطنية في
سوريا ، من إغلاق كل المنتديات ،
ومنع بالقوة ، لكل أشكال
الاعتصامات السلمية ، ومنع
السهرات واللقاءات ، وحتى
الأحاديث الجانبية ، والنشر ،
وإقفال كل مواقع الانترنيت وليس
تقنينها فقط ، حيث لم يبق مسموحا
لمتصفح الانترنيت ، إلا مواقع
صحف البعث والثورة وتشرين ،
ومواقع الوزارات إن استطعت
فتحها ؟؟
كل هذا ، للأسف أضحى
أمراً واقعاً في سوريا ،
ولامجال! للخوض مطولاً في
الأسباب ، والدواعي ، التي أدت
لذلك . وقد اعتدنا عليها من واقع
" لاحول ولا قوة إلا بالله "
. حتى وصل الأمر إلى مشكلة
المشاكل " الكهرباء " وما
فيها من تداعيات ، على كل الصعد ,
الاقتصادية , والاجتماعية ,
والثقافية , وكل مايتعلق
بالحياة العامة من تغيير لعادات
النوم ، والعمل والطعام
والسيران ، وتعديل في مواعيد
الصلاة والعزاء !! ، حتى اضطرت
المواطن السوري إلى الصراخ
عاليا ليصل صوته " قبة الله
" حتى بات أمر التذمر والشكوى
لغير الله مذلة ....
إن واقع الكهرباء ،
ومشكلته هي قديمة ، وقد تعود إلى
الثمانينات من القرن الماضي ،
حين كان الوضع يومها ، أشبه بما
نحن فيه الآن , لكن السؤال
الحاضر حالياً : هل من المعقول
أن يحصل ذلك في سوريا بلد (
التطوير والتحديث ) ، بلد
الشعارات الكبيرة التي التهمت
كل شيء , ( بلد الانتخابات
الشفافة والنزيهة ) ؟؟( ودولة
المواجهة الأولى مع العدو
الصهيوني ) ؟؟
على كلّ ...
إن الجاهل بالأمر،
يدرك ، بأن الشبكات والمحطات
والمولدات ، التي كانت قبل /20/
عاما أصبحت الآن عاجزة ، أمام
متطلبات العصر . من توسع عمراني
، أخذ يتضاعف بشكل طردي بدون!
الأخذ طبعاً ، بالتمدد العشوائي
وفوضى البناء المخالف ، الذي
طاول اغلب المناطق في سوريا .
وكل ذلك ، تم ، ويتم تحت نظر ،
وإشراف ، ومتابعة ، المسؤولين
من كافة المستويات في اغلب
بلديات القطر ؟؟ وضواحي دمشق من
كل الاتجاهات ( جرمانا ،
والمخيمات ، وركن الدين ) خير
دليل على ذلك !!!.
كل الذي يحصل ، ألا
يستدع ، ولو قليلاً من الاهتمام
، بأن كل الفوضى التي قامت ،
تبعها فوضى في مجال استهلاك
الكهرباء والمياه والطرقات ،
وكل الخدمات الضرورية لذلك ..
وان الشبكات الحالية التي أصبحت
خردة ، يلزمها ولو قليلاً، من
الصيانة والإصلاح والتحديث .
حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن _
من عجز للحكومة _ واضح للعيان ،
حيث ذهبت مهلة السيد رئيس مجلس
الوزراء الـ /15/ يوما ، أدراج
الرياح ، وطرحت كلمته الأرض ؟؟
من قبل من ؟؟؟ لا ندري !!.
- هل هي
البيروقراطية المتعفنة ، التي
أكلت الأخضر واليابس ، في دوائر
الدولة ؟؟؟ والتي لم تعد تعني
لها مهلة السيد رئيس مجلس
الوزراء شيئاً ؟؟
- أم هي الظروف
الجوية الغير متوقعة ، والتي
نسينا أن نحسب لها حساب للآسف (
لضيق الوقت ) ، وان ارتفاع درجات
الحرارة ، هي التي لم تمكن طواقم
الصيانة ، من متابعة العمل
لإصلاح وتطوير المحطات ؟؟
- أو إن السبب ، هو
مكيفات سيادة وزير الكهرباء ،
ومدراؤوه العامون ، التي أنستهم
، مايحدث خارج مكاتبهم من واقع
(جحيم جهنم ) الذي يتخبط فيه
أبناء سوريا !!!. حتى أصبحنا (
ياحرام ) مثار شفقة لأهل (
أفغانستان والعراق والصومال ) .
- هل تتحمل الحكومة
وأجهزتها ، الخسائر المادية ،
التي أصابت الصناعة والصناعيون
، والتجارة والتجار ؟؟ وماهو
حال وزارة الصناعة والتجارة من
جراء ذلك ؟؟ وقد لفت نظري حديث
للسيد الدردري ، في عدد الثورة
13247 تاريخ 28 شباط 2007 حين قال فيه :
( لا نقبل أن نفشل في قطاع
الصناعة ) .. وما رأيه في ذلك الآن
؟؟ .
لقد أصبحت الآن ، من
الذين يؤمنون بأن ( سوريا فعلاً
الله حاميها ) وبان الأمور تسير
بقدرة قادر ؟؟
والذي جعلني اقتنع
أكثر بأن الله حلال لكل المشاكل
في سوريا ، هو تأجيله لهذه
الأزمة من شهري - نيسان وأيار –
موعد انتخابات مجلس الشعب ،
والاستفتاء والاحتفالات التي
رافقت إعادة انتخاب السيد رئيس
الجمهورية ، إلى الآن ؟؟... إلا
حكمة للذين يتوهمون ؟!!!
نعود للسؤال من
جديد :
هل الحكومة عاجزة
عن معالجة الأمر إلى هذا الحد ؟؟
إذا كانت المشكلة
تحتاج إلى أموال طائلة ، فنحيل
ذلك لأجهزة الرقابة في الحكومة
.. وللعلم إن وزارة الكهرباء ، هي
شركة استثمار رابحة ، وقد تكون
من أغنى الوزارات في الحكومة !!!
وإذا لم تستطع تجديد وتحديث
أعمالها فتلك هي الكارثة ..
ويكون السبب في ذلك ، تحصيل حاصل
، لسياسة الفساد ، والنهب
المستمر ، التي طالت كل مؤسسات
القطاع العام ، حتى بات المرء
يتصور إن الوزارة مهددة
بالإفلاس ، وإنها قد تعرض للبيع
بالمزاد العلني للقطاع الخاص ,
أو إنها سياسة جديدة ، ليصل
الأمر إلى رفع الدعم الحكومي
عنها ، وليتحمل بعد كل ذلك (
المواطن الذي لايستطيع أن يتأخر
دورة واحدة عن دفع مايترتب عليه
من فواتير مستحقة ) مسؤولية فشل
وزارة الكهرباء في معالجة عجزها
!! .
فالسرقات . وإهدار
المال العام ، لم تستثن أي وزارة
من وزارات الحكومة العتيدة ،
وكل يوم تطالعنا الصحف الرسمية
بأخبار جديدة عن واقع النهب ،
والنزف المستمر لأموال الوطن
على حساب مواطنيه الغلابة ..
فقد طالعتنا جريدة
الثورة الرسمية ، في عددها / 13375 /
الصادر في 30 تموز 2007 _ تحت عنوان :
" 4 مليارات الفساد المكتشف
عام 2006 وما خفي أكبر " حيث
قالت وزارة المالية " إنها
أصدرت العام الماضي 2006 قرارات
حجز للأموال المنقولة ، وغير
المنقولة ، بحق أشخاص وشركات ،
لقضايا مختلفة ، تجاوزت قيمتها 4
مليارات ليرة سورية ، وهناك
قرارات تصدر بشكل يومي ، يصل
حدها الأدنى إلى 2 مليون ليرة
سورية ، وما فوق " .
إن هذا الخبر ، الذي
ورد بشكل قطعي ، لا لبس فيه بأن
الفساد ، أصبح مشكلة خطيرة ، حتى
غدا كالسوس ينخر في جسم الوطن
بكامله ، وبدون تمييز بين كل
الوزارات ، حتى بات أمر العلاج
صعب للغاية ، وقد يكون مستحيلاً
، كالسرطان ، وان أي عملية ، إذا
لم يتوفر لها المقدار الكافي من
النجاح ، تكون فاشلة ، وينتشر
بذلك المرض في كل الاتجاهات !!؟؟
وهذا ماهو حاصل اليوم !!؟؟ حتى
باتت الحكومة مشلولة ، أشبه
بحكومة تصريف أعمال للآسف ؟؟
وكل ذلك يحصل ، تحت نظر السلطة
التشريعية الموقرة ، التي لاحول
لها ولاقوة ، غير التثاؤب ،
والململة ، من الجلسات الطويلة
في ( مجلس الشعب ) دون فائدة ترجى
منهم . اقلها وهذا " أضعف
الإيمان " حجب الثقة عن
الوزير المسؤول عن الأزمة ؟؟ أو
مسائلة الحكومة من باب التساؤل
فقط ؟؟ .
بعد كل هذا ، ألا
يلزم الأمر ، وزير الكهرباء أن
يقدم استقالته ، وإعفائه من
مهامه ، عملا بالتقاليد الجارية
في حكومات الدول المتقدمة ،
والتي نحن بالضرورة منها! , أو إن
الأمر أكبر من ذلك بكثير , لتقدم
كل الحكومة استقالتها , لأسباب
هي تعرفها أكثر من غيرها , وقد
يكون هذا للوطن " أفضل علاج
".. لتصبح في سوريا الحكومة
وكل وزرائها " حكومة عمل "
يحاسب كل من فيها ، على نجاحه أو
فشله , وليصبح بذلك المنصب
الوزاري ، أو أي منصب أخر في
الدولة " منصب تكليف وليس
تشريف " أو ولاءات حزبية ، أو
عائلية ، أو طائفية ، أو مكافأة
نضالية قديمة ، سددت فاتورتها
بمنصب وزير شكلي ، أو عضو لمجلس
الشعب كمتقاعد وظيفي ، أكل
الدهر عليه وشرب ؟؟
هل ننتظر في الأيام
القادمة ، تشكيل حكومة بوجوه
جديدة ، تنوي العمل ( من قلبها )
لصالح الوطن والمواطن , يراعى
فيها أسلوب وتقنية " الرجل
المناسب في المكان المناسب "
..
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|