ــ
حلب
تحترق
مؤمن
محمد نديم كويفاتيه
( تحت عنوان
"حرائق المنشآت الحلبية
مستمرة وجديدها..100 مليون ليرة
في مستودع ورق تتحول إلى دخان
ورماد في ساعات "آثرت الحديث
بمرارة الانسان الوطني الذي يجد
كل شيء في بلده يحترق لخدمة هذا
النظام ، منذ أن اعتلى الاسد
الاب على السلطه في سوريا الى
يومنا هذا) وفي هذه المقالة التي
لاأريد فيها أن أفتح ألام
الماضي فأنكأ الجروح ؛ ولكني
سأستعرض محطات سريعه لابد منها
وسأتجاوز عن افتعالات النظام
للاشكالات والازمات الكثيره
طوال عهده ومن ثم يأتي كالمنقذ
لحلها ، ومارس ذالك في
السبيعينيات والثمانينيات ،
وزادت من حدة هذه الافتعالات في
التسعينيات عندما كان يتم تهيئة
باسل الاسد لخلافة والده ، الى
منتصف التسعينيات عندما قرر
النظام سحب السيوله من
المواطنين وافقارهم وتأديبهم
لأنهم بدأوا حالة تمردً عليه
جديده ، وذالك عبر زرعه
لمستثمريين محليين كالكلاس
والعشرات من امثاله الذين
مارسوا أكبر عملية نصب على
المواطنين في الجمهوريه
وبتغطية النظام والمتنفذين في
السلطه ، والتي أدت الى ذهاب
السيوله التي كانت بأيدي الناس
الى خزائن وبنوك هؤلاء النصابين
ومن ورائهم من أركان النظام؛
ليُعلن فيما بعد عن إفلاسهم
جميعا وفي وقت زمني واحد، وتضيع
الاموال أدراج الرياح ، ويضيع
شقى العمر وتعب السنين بلمحة
بصر ويضيع معها كل شيء وكل أمل
.ليلتف بعدها كل المشاركون في
هذه المؤامره واللعبه المكشوفه
ليتقاسموا الغنائم التي سرقوها
من أبناء الشعب – وكان من بين
الغانمين مفتي سوريا الحالي
أحمد حسون- ولتتجمد الاحوال
وتكثر البطاله ، ويزداد الفقر
أضعافاً عمّا كان عليه الحال في
السابق ، وتُشل الحركه تماما ،
وليصّرح من نصّبوا أنفسهم أنهم
مسؤولين بأن ماحصل كان متوقعا
وأن القانون لايحمي المغفلينً
حقاً لأننا نعيش في شريعة الغاب
القوي فيها يأكل الضعيف ، وفي
هذه اللعبه تم أكل أموال
ومدخرات المواطنين التي جمعوها
عبر عقود ، ولم يُعوض عليهم بشيء
إلا بالتسويفات والتمنيات التي
لاتسمن ولاتغني من جوع، وكان من
جملة مانالني شخصياً ثمن دكان
وهب الوالد لي من ثمنها الكثير
واليوم يقدّر ثمنها بالملايين
والتي باعها دون علمي بستمائة
ألف ليره ليستثمرها فيما هو
أفضل ؛ وليضيع جهد السنين
الطوال ثم تلا ذالك تجميد الوضع
الاقتصادي في البلد لسنين بدعوى
عدم التكرار لهذه الحادثه التي
تمّ التخطيط لها لايصال الامور
الى هذا النحو، وليلعب النظام
لعبته في تكريس سطوته واذلال
الناس وجبرهم للسير في ركابه،
وتأزيم الوضع الذي لايقدر على
حلّه الا ذالك الشاب بشار
القادم بموجب توريث أبيه له رغم
أُنوف الجماهير، في أكبر عملية
سطوٍ سياسي شهدته سوريا منذ
تاريخها ، والذي أعلن عن خطوات
انفتاحيه سياسيه واقتصاديه أول
اعتلائه عرش أبيه ، فتأمل الناس
خيراً مع بداية العهد ، ولكن
سرعان ماانقلب عن وعوده ، وزج
بالاحرار في السجون ، وأغلق
الابواب الاخرى وضيقها وفتح
النافذه الصغيره ، ليتمنن على
الشعب من خلالها بعطاءاته
التدريجيه. وتجاوزاً للسنين
السبع العجاف التي شهدتها سوريا
طوال هذه الفتره من الحرمان
والفقر وكتم الحريات ، وازدياد
معدلات الاجرام والقتل وتكميم
أفواه الناس ، والزج بالنشطاء
في السجون والتضيق على الناس،
شهدت بعض المواقع الصناعيه في
سوريا نموا واضحاً بامكاناتها
الذاتيه ،وخاصة في مدينة حلب
الصناعيه ، مما أثار حفيظة
أصحاب القرار من أن يفلت العقال
من مأمنه ، فأخترع النظام
أساليب جديده في التعامل لتأديب
الناس وإعادة السطوة الامنيه
القاسيه للبلد، عبر عمليات
السلب والنهب التي يقوم بها
أدوات المتنفذين ؛ لخلق حالة
الرعب والخوف في القلوب ،لعودة
السطوة الامنيه القاسيه وعودة
المظاهر المسلحه الى الشوارع
لارهاب الناس ، والتي أعلن
المواطنون عن أسماء من يقوم
بهذه الجرائم وصفاتهم عبر النت
دون الوصول لنتيجه أو القاء
القبض عليهم، فهم يسرقون
السيارات الفارهه والعاديه
وبوضح النهار، ويقتلون وينهبون
ويختطفون ويطالبون بالفديه
وعلى عينك ياتاجر، ودون أن يحرك
ذالك ساكناً ، وكذالك الحال في
جرائم الحرائق التي ازدادت
وتيرتها هذه السنه الى العشرات
من كبار المصانع والاسواق ،
والتي قُدّرت الخسائر فيها الى
مليارات الليرات السوريه ، وكان
أخرها مصانع الاقمشه ومستودعات
الخيوط وسوق الراموسه ومعمل
الورق الذي تلتهمه النيران
وللمرة الثانيه خلال ثلاث
سنوات، فالامر لم يكن بريئاً
وانما هي سياسة السلطه الغاشمه
لقمع أي نهوض وأي حراك سواء كان
أقتصادياً أم سياسياً
*سوري
في اليمن
mnq62@hotmail.com
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|