ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 06/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟ ( 4 - 8 )

(بشار أسد  في السياسة الإقليمية)

د.نصر حسن

قد تكون إحدى المفارقات الأساسية بين مرحلتي  النظام السوري مابين الأمس واليوم ,هو تخريب الإبن  بسرعة غير متوقعة لأسس السياسة الإقليمية التي ثبتها الأب بالحديد والنار والدماء لسنوات طويلة , دفع ثمنها باهظاً الشعب السوري ومحيطه العربي من استقراره وتقدمه وحريته وحياته , السياسة الإقليمية التي بناها الأب ووفرت له لعشرات السنين دوراً إقليمياً واضحاً  كأحد المؤثرين في السياسة الإقليمية من لبنان إلى فلسطين إلى الخليج إلى إيران , سياسة إقليمية نسجها الأب بمنتهى القسوة والمتاجرة  بدماء السوريين واللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين ووفرت له غطاءً  عربياً ودولياً  انعكس استقراراً دموياً بقوة القمع والأجهزة الأمنية على مستوى سورية ولبنان والمنطقة.

وبدايةً  واجه  بشار أسد أقسى الإختبارات  في ولايته الأولى , وهو الحفاظ على موقع ودور سورية في النظام  الإقليمي , ولسوء حظه أنها جاءت في ظروف إقليمية ودولية مضطربة ومتقلبة انعكس  ذلك على استراتيجياتها الإقليمية ,ولم يستطع بشار أسد  إلتقاط إشاراتها واستمر يتحرك بسياسته الإقليمية القديمة التي فقدت عملياً كل مفرداتها , فمنطقة الشرق الأوسط التي كانت تتوزعها قوتان إقليميتان فاعلتان بتوافق ( النظام السوري وإسرائيل ) دخلت عليها قوى إقليمية ودولية جددية وتفككت ركائزها الإقليمية ,وأصبحت ساحة لصراع الإستراتيجيات الدولية والإقليمية المكشوفة , كانت هي التحدي الكبير الذي واجه بشار أسد ,وامتحن قدرته في الواقع على كيفية التعامل مع المستجدات على الساحة الإقليمية والحفاظ على دوره الإقليمي وحصانته الدولية .

ذكرنا سابقاً أن الأب ترك للإبن وصية معقدة للغاية مثلتها خلاصة مقاربته للوضع الداخلي والإقليمي والدولي ,وكانت أشدها خطورة ودقة هي مايخص سياسته الإقليمية ورؤيته للعلاقة مع إسرائيل على أرضية ( السلام الشامل والعادل) وحفظ التوازن الإقليمي لأنه سنده الأساسي , ولاشك أن الأب أجرى ( بروفات ) عديدة للوريث الجديد لتمهيده على فهم مقاربات السياسة الإقليمية وإذا جاز لنا التعبير بأن بشار أسد مثل دور الرئيس الجديد على خشبة مسرح والده وهو حي وتوفرت له فرصة تلقي النص وتعلمه من المؤلف والمخرج مباشرةً ,وهذه فرصة ربما كانت نتائجها السلبية أكثر منها إيجابية تركت  بصماتها على رسم السياسة الإقليمية والتعامل مع رموزها ودعائمها بدون تقدير صحيح للموقف وبدون مسؤولية واضحة وبدون معرفة تبعاتها في المستقبل على دور النظام الإقليمي ومستقبله كله ومعه مستقبل سورية .

وكان حرص الأب على تدريب ابنه بشكل حي في أصعب شعاب الساحة الإقليمية وهو تسليمه مسؤولية ملف لبنان الخطير والحرج والمفتاح الذي سوف يدخل منه بشار أسد إلى الرئاسة والوضع الإقليمي والدولي  , انخرط بشار أسد في دوامة الوضع اللبناني ومتاهاته ,ودخل لعبة السياسة وتناقضاتها على الساحة اللبنانية ,غشه وخدعه وجود آلاف مؤلفة من جيشه ومخابراته يحكمون لبنان في كل شاردة وواردة في السياسة والتجارة والإقتصاد والسمسرات السياسية والمالية ,  وتاه أكثر في نسيج العلاقات السياسية اللبنانية الداخلية وبدأ يبني مسار تخريب لبنان بدل مقاربته عقلانياً تقلل احتمال الخسارة والفشل , ففي لبنان الذي تسلم ملفه كاملاً وجد فيه صندوق عجائبه ورأى فيه  امتداداً مباحاً لمزرعته ,وبدأ يتصرف برعونة وطيش وجهل  مع رموز وعتاولة السياسة اللبنانية, في عملية الإنتقاء المزاجي بين هذا الطرف أو ذاك بدون فهم المتغيرات الجديدة على الساحة اللبنانية والإقليمية وبدون أفق سياسي تتطلبه المتغيرات الجديدة, وجذبه أكثر الرموز إشكالية وتأثير في لبنان , شخصيتين أساسيتين لهما امتداداتهما الإقليمية والدولية , شخصيتين فاعلتين بتباعد وتناقض خفي في الحياة اللبنانية السياسية والإقتصادية والأهلية , الأولى الراحل رفيق الحريري ودوره وثروته ومشروعه , والثانية الشيخ حسن نصرالله وإثارته ومقاومته ومشروعه أيضاً , وبسرعة غير متوقعة حاصر رفيق الحريري وكتلته وفلت الحبل على الغارب لحزب الله وزعيمه حسن نصرالله وبدأت سياسة تفكيك دعامات التوازن السياسي اللبناني , تبعها بأسوأ قرار سياسي وهو التمديد القسري للرئيس لحود وبدا حصاد الخسارات والإنهيارات بتسلسل غير محسوب البتة.

وفي مقاربات السياسة الإقليمية للنظام السوري التي قرأها الأب بدقة شديدة ووازن بين أهل العقد والحل السياسي في المنطقة بطرفيها العربي ( مصر السعودية ) والإقلمية ( إيران ) والدولي (روسيا وأمريكا) ودوزن سياسته بعناية ليكون له دور أساسي بين هذه القوى ذات البنى السياسية والمصالح المتناقضة , جاء بشار أسد وفي ظنه أن علاقته الستراتيجية مع إيران هي أولويته الوحيدة وأهمل الدور العربي في الساحة الإقليمية ,وبدأ عملياً وبتصميم على احتواء نفوذ رئيس الوزراء رفيق الحريري على طريق تصفيته ,وكان هذا أول الأخطاء القاتلة التي ارتكبها , تبعها الخروج من حلقة التوازن الإقليمي والإرتماء كلياً في الستراتيجية الإيرانية السياسية والمذهبية وهذا ثاني الأخطاء في سلسلة طويلة قادمة , ودعم بل تحفظ وبلا رؤى سياسية العماد إميل لحود وحسن نصرالله واستمر في سياسة تقويض دور الحريري وكل الأطراف اللبنانية التي تتحفظ على دوره في لبنان , واستمر مسلسل التصعيد بين الطرفين إلى عام 2004 عندما مدد بشار أسد قسرياً ولاية لحود لرئاسة ثانية في تحد واضح للشرعية والدستور اللبناني ,ترافق مع انتقاد حاد لبناني وعربي ودولي أدى إلى صدور القرار ( 1559)  الذي يطالب مجلس الأمن النظام السوري بسحب جيشه من لبنان , وبدأت الأحداث الدراماتيكية بالتواتر , حيث استقال الحريري وفي شباط 2005 اغتيل في بيروت في عملية أشعلت شرارة الإحتجاجات ضد وجود النظام السوري في لبنان وبدأ النظام السوري في الغوص في سياسة الأخطاء في لبنان.

وأخيرا ً وجد بشار أسد نفسه على مفترق طرق السياسة الإقليمية ,فعلى المستوى العربي أدت عملية اغتيال الراحل رفيق الحريري وسياسته الفاشلة في لبنان إلى  التباعد مع أهم أطراف المحور العربي  ( مصر والسعودية /الذي وصفهم بأنصاف رجال) وأنتج  عزلته العربية والذهاب مع الموقف الإيراني إلى الحدود التي تضر بالمصالح العربية في المنطقة وفي محصلة الأمر خرب سياسة التوازن الإقليمي في المنطقة , وبدورها أفرزت المزيد من التوتر في علاقات النظام مع العرب وأمريكا وأوروبا وأدت إلى عزلته العربية والدولية ......يتبع

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ