ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 07/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

الحرائق التي يشعلها النظام السوري توشك أن تحرقه

سالم أحمد*

لنا كلمة .....

عندما أخبرني صديق لي، قبل أربعة أعوام، أن مساجد في بعض المناطق السورية تستقبل  شبابا متطوعا للقتال في العراق، وأن ذلك يتم تحت سمع وبصر أجهزة الأمن. لم أصدق ما سمعته أذني وقلت "الله يستر". لا لأني ضد قتال الأمريكيين المحتلين، بل لأن الخبر يخترق منطقة محرمة، كانت إلى وقت قريب تؤكد أن النظام بينه وبين الجهاد ما صنع الحداد. لست محتاجا للتدليل على صدق ما ذهبت إليه، فلا أحد يعتقد أن ثمة ما يربط حكام دمشق بالجهاد: المعتدل والمتطرف على حد سواء ،إلا أن يكون لغاية في أنفسهم، لا علاقة لها بالجهاد من قريب أو بعيد، ولا يعدوا أن يكون ورقة كغيرها من الأوراق، دأب النظام على تجميعها في يده لوقت الحاجة.

قلت في حينه إن الخبر، لو صح، فإن مصائب تنتظر سورية كما تنتظر الشبابَ الذين غُرر بهم، فصدقوا "مشايخ" المخابرات السورية فعبروا سورية إلى العراق لهدف قتال الأمريكي، أما النظام فقد فتح لهم الحدود لهدف آخر مختلف.

الأيام أكدت خبرَ الصديق كما أيدت استغرابي، بعد أن تكشفت الأحداث عن مصائب حلت بالشباب المغرر بهم. فمن عاد منهم من العراق إلى سورية اعتقلته أجهزة الأمن السورية، وأصبح "أوراقا" بيد النظام يساوم عليها واشنطن، أويتخذهم رهائن للضغط على دول ينتمي إليها أولئك الشباب لتغيير مواقفها من قضايا إقليمية ضاغطة تورط فيها النظام. وكان أسوأ مافعله النظام أن جنّد هؤلاء في مجموعات إرهابية يمكن أن يوظفها ضد خصومه، فصرنا نسمع بجند الشام وفتح الإسلام، وغيرها...وغيرها. وقد قام بدورٍ في توريط هؤلاء الشباب ضابطُ مخابراتي سوري تحت اسم: الشيخ "أبو القعقاع" سحر الناس بكلامه المعسول.

لقد ظن النظام أنه يلعبها بذكاء وأنه يضرب عدة عصافير بحجر واحد. فهو من جهة "يبيع" الشبابَ المغررَ بهم لواشنطن على أنهم من "القاعدة" حاولوا عبور سورية إلى العراق. ومن جهة أخرى يتخذ من هؤلاء الشباب رهينة بين يديه يقايض عليها حكوماتهم. من جهة ثالثة يغري بعضهم لتشكيل مجموعات يستعملها ساعة يشاء كما حصل في نهر البارد.

لكنه غاب عن حكام دمشق أنه قد يأتي يوم يدفعون فيه الحساب، فالجزاء من جنس العمل، وأن الجزاء قد يتم بيد هؤلاء الشباب الذين ورطتهم أجهزة الأمن بعد أن لمست لديهم رغبة لقتال المحتل الأمريكي، فوقعوا ضحيةً لنظام قمعي لا تهمه إلا مصالحه الضيقة، ولو كان من بعده الطوفان. غير أن هذا النظام لم يكن في وارده أن يسهل لهم قتال الأمريكيين، فمنعهم من ذلك حتى غدا هؤلاء الشباب أسرى أو كالأسرى. فلو عادوا من حيث أتوا لكان الاعتقال مصيرهم. وإن نجوا من أجهزة المخابرات السورية كانت أجهزة الأمن في بلادهم تنتظرهم على الحدود. فكان أن رضوا –مكرهين- بالخيار الثالث، وكونوا مجموعات كان فيها "أبو القعقاع" هو المرشدَ الروحي.

لم يكن في حسبان النظام السوري أنه سيأتي عليه يوم يضطر فيه لدفع فواتير كثيرة بعضها من عهد الرئيس الراحل، وبعضها مما اقترفت يداه. ولم يكن في حسبانه أيضا أن الحرائق التي أشعلها قد تصل إلى "خيامه" فتحرقها بمن فيها. من باب أولى لم يكن في حساب النظام أن هؤلاء الشباب الذين أرادهم وقودا لحرائقه التي يشعلها هنا وهناك، أن يستيقظوا من هذا "الكابوس" خصوصا بعد الكارثة التي حلت بهم في مخيم نهر البارد، حيث تركهم لمصيرهم الذي قتل فيه معظمهم. وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وأن السحر لا بد أن ينقلب على الساحر. ولات ساعة مندم.

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ